قاد زعيما ألمانيا وفرنسا جهودًا جديدة لاستئناف محادثات متوقفة منذ فترة طويلة بين صربيا وكوسوفو بهدف تطبيع العلاقات، بعد أكثر من 20 عامًا من إرسال بلغراد قواتها إلى إقليمها السابق لسحق انتفاضة الانفصاليين الألبان العرقيين.
وأجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل محادثات تحضيرية افتراضية مع رئيس وزراء كوسوفو عبد الله هوتي والرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، مما يمهد الطريق لعقد أول اجتماع مباشر منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2018، في إطار عملية الحوار المدعومة من الاتحاد الأوروبي.
ومن المقرر أن يستضيف مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الذي شارك أيضا في الاجتماع، هوتي وفوتشيتش في بروكسل يوم الأحد. ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت سلسلة من الاشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين في صربيا، بشأن إجراءات إغلاق مقترحة بسبب فيروس كورونا، ستعرقل خطط سفر فوتشيتش.
وأعلنت كوسوفو استقلالها من جانب واحد عن صربيا في عام 2008، وهي خطوة لم تعترف بها صربيا، واستمرت التوترات محتدمة بينهما. وتعمل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي للمساعدة في تطبيع العلاقات بين البلدين.
وبدأت المفاوضات، التي يتوسط فيها الاتحاد الأوروبي والتي يقول الأوروبيون إنها المنتدى الوحيد الذي يعالج التطلعات المستقبلية للبلدين، في مارس/ آذار 2011، وتمخضت عن حوالي 30 اتفاقية، ولكن لم يتم الالتزام بمعظمها. وهناك بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لا تعترف باستقلال كوسوفو.
ولدى الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة هدف رسمي واحد وهو وضع حل لإحدى المواجهات الرئيسية الأخيرة في منطقة البلقان المضطربة بعد حرب 1998-1999، وتدخل حلف شمال الأطلسي (الناتو) لوقف الحملة الصربية الدموية ضد الانفصاليين من ألبان كوسوفو.
مع ذلك، يأتي اجتماع الأحد بعد جهد أميركي لحمل الطرفين على التحدث، وهو ما لم يتم تنسيقه مع الأوروبيين وأثار الدهشة في بروكسل. وبدا أن هذا الجهد قد انهار عندما ألغى هوتي رحلته إلى واشنطن بعد اتهام رئيس كوسوفو، هاشم تاتشي، بارتكاب جرائم حرب مزعومة.