"يوم إسرائيلي في فرنسا"، هذا هو الانطباع عن زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى فرنسا، اليوم الأحد، بعد التشريف الذي حظي به باعتباره أول رئيس حكومة يدعى إلى المشاركة في "حملة فيل ديف"، الحدث الذي تعرّضت خلاله الشرطة الفرنسية إلى آلاف اليهود يومي 16 و17 من يوليو/تموز 1942.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد ذكّر، اليوم، بمسؤولية فرنسا في حملة "فيل ديف" التي طاولت آلاف اليهود.
ودعا الرئيس الفرنسي، في بيان مشترك صدر في الإليزيه مع رئيس الحكومة الاسرائيلية، اليوم، إلى "استئناف المفاوضات" بين إسرائيل والفلسطينيين، من أجل التوصل إلى "حل يقوم على دولتين".
وأكد ماكرون أن "فرنسا ستظلّ مستعدة لدعم كل الجهود الدبلوماسية في هذا الاتجاه"، وعلى ضرورة أن "تتعايش" دولتا إسرائيل وفلسطين "الواحدة إلى جانب الأخرى، ضمن حدود آمنة ومعترف بها مع القدس كعاصمة".
ورأى الرئيس ماكرون أن من المهم "التأكد من أن الوقائع لن تؤدي إلى إعادة النظر في شروط التفاوض والسلام، ومن احترام الجميع للقانون الدولي"، وقال مفسّرا: "وأفكر هنا في مواصلة أعمال البناء في المستوطنات"، التي لم تتوقف السلطات الإسرائيلية عن مواصلة تشييدها وتوسيع بعضها.
وفي لفتة ودية أخرى من ماكرون تجاه ضيفه، أكّد على "يقظة" فرنسا حيال الاتفاق النووي مع إيران، أي الاتفاق الذي وقعته مجموعة من الدول العظمى والغربية مع إيران، بخصوص مشروعها النووي.
وفي لفتة تودد أخرى إلى المسؤول الإسرائيلي، لم يُخف ماكرون كونه يشاطر الإسرائيليين قلقهم حيال تسليح "حزب الله" اللبناني.
ولم تتوقف لفتات ماكرون الودية تجاه ضيفه الذي كان ينادي عليه بلقبه المعروف: "بي بي"، فقد أعلن من جديد، على غرار ما قاله في زيارته لإسرائيل سنة 2015، حين كان لا يزال وزيرا للاقتصاد، عن الأهمية التي تحظى بها "محاربة معاداة السامية، أمس كما اليوم".
وفي تنازل كبير للزعيم الفرنسي، لم يَغب عن انتباه كثير من المنتقدين، قال: "إننا لن نرضخ أمام معاداة الصهيونية"، التي اعتبرها "الشكل الجديد المختلق لمعاداة السامية".