فرنسا: شعبيّة هولاند إلى الحضيض

17 أكتوبر 2014
كشفت حبيبة هولاند السابقة أنّه يحتقر الفقراء(إيريك فيفربيرج/فرانس برس)
+ الخط -

يبدو أنّ شعبية الرئيس الفرنسي، فرانسو هولاند، هبطت بالفعل، بسرعة شديدة، لدرجة أنه حتى الرئيس السابق نيكولا ساركوزي الذي كان مكروهاً بعمق خلال توليه منصبه، أصبح يطمح الآن بفترة رئاسية أخرى في الانتخابات المقررة عام 2017.

ويظهر استطلاع للرأي في 5 سبتمبر/ أيلول الماضي، أوردته مجلة "التايم" في تقرير لفيفيان وول، اليوم الخميس، أنّ معدل الرضى عن هولاند بلغ 13 في المئة، وهو أدنى معدل حصل عليه رئيس فرنسي خلال السبعين عاماً الماضية.

وفي دراسة منفصلة، قال 65 في المئة من الاشتراكيين الذين استُطلعت آراؤهم، إنهم لا يريدون أن يرشّح هولاند نفسه في الانتخابات المقبلة بعد ثلاثة أعوام، بينما قال 62 في المئة ممّن استُطلعت آراؤهم في استطلاع ثالث إنه كان عليه أن يستقيل قبل ذلك بكثير.

ولا يبدو غريباً، وفق التقرير، أن يضيق الناس ذرعاً بهولاند، الذي تسلّم منصبه وهو يعد بالتعافي الاقتصادي، فيما معدّل النمو حالياً يقارب الصفر بموازاة معدل قياسي للبطالة التي تقارب 11 في المئة، وهو ما يدفع بالعديد من الفرنسيين إلى اعتبار أنّ ساستهم منفصلون عن الواقع.

وأضافت الكاتبة في تقريرها: "بالنسبة للرئيس العازب، المتحصّن في قصره، قد يبدو خوض الحرب ضد "داعش" بسيطاً، مقارنة بالأهوال الموجودة لديه في جبهته الداخلية"، مشيرة إلى أنّه "من الصعب على هولاند أن يحظى في وطنه بذلك الدفء الذي حظي به لدى زيارته بغداد أخيراً".

وأكدت أنّ "الكابوس الحقيقي لهولاند يكمن هنا في باريس"، واصفة مسيرته بأنّها "رحلة إلى أعماق الجحيم". وأضافت: "بدأ عناء الرئيس عندما التقط مصورو الباباراتزي صوراً له وهو يخرج من قصر الإليزيه على دراجته النارية ليقابل مَن يُدّعى أنّها عشيقته، وهي الممثلة جوليا غايت، ذات الثانية والأربعين عاماً".

وكان هولاند أنهى أخيراً علاقته مع فاليري ترايويلر، والتي استمرت تسعة أعوام، ببيان لطيف من 18 كلمة، لكنّ ترايويلر عادت إلى الضوء مجدداً، مع نشرها مطلع شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، كتاباً بعنوان "شكراً لك على هذه اللحظة"، روت فيه تفاصيل عن حياتها مع هولاند، الذي لم يسبق له الزواج أبداً، وأظهرته كزوج قاس ومتحكّم. ولم يتردّد الفرنسيون في شراء كافة نسخه البالغ عددها مئتي ألف خلال أيام قليلة.

ووجّهت ترايويلر في كتابها، سهامها إلى سبب وجوده في رئاسة الحزب الاشتراكي، وهو الدفاع عن الفقراء، لكنّها قالت إن هولاند "نظّم حملته الرئاسية باعتباره عدو الأغنياء، لكن الحقيقة أنه يحتقر الفقراء".

وردّ هولاند، في العاشر من الشهر الماضي، على عشيقته السابقة، قائلاً إنّه "بنى وجوده على مبدأ مساعدة الآخرين"، لكنّه لم يكتب لدفاعه النجاح. وردّ أكثر البرامج الساخرة شعبية على هولاند بالقول إنّ "الفقراء ما عادوا يحبّونك".

المساهمون