اعتقل الأمن الفرنسي، أخيراً، أربعة مراهقين لا تتجاوز أعمارهم (15 عاماً)، للاشتباه في تخطيطهم لاعتداءات "إرهابية" في باريس وضواحيها.
ونجحت قوات الأمن، أمس الأربعاء، باعتقال تلميذ يقيم في باريس. وأقر خلال التحقيقات، التي لا تزال مستمرة، بأنه "لا يحقد على فرنسا ولكنه لا يريد من الجنود الفرنسيين أن يحاربوا تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في سورية والعراق".
ويقطن التلميذ، في الدائرة العشرين بباريس، ولم يسبق أن أثار الانتباه ولا تبدو عليه علامات التطرف الديني، وهذا ما يثير حيرة المحققين.
والخميس الماضي، اعتقل مراهق آخر، كما أحيل إلى القضاء بتهمة التحضير لاعتداء "إرهابي" بعد التحقيق معه.
وتأتي هذه الاعتقالات بعد تعقب أجهزة المخابرات لهؤلاء في وسائل الاتصال الاجتماعي خاصة في تطبيق "تليغرام" الذي يستعمله الجهاديون المتطرفون بسبب سريته وتشفيره المحكم.
وبحسب المحققين، فإن المراهقين الأربعة تحدثوا خلال رسائلهم المشفرة عن اعتزامهم تنفيذ اعتداءات وشيكة، وكانوا على اتصال بشخص يُدعى رشيد قسيم تشتبه السلطات في كونه العقل المدبر لاغتيال شرطيين في بلدة مانفيل في 13 يونيو/حزيران الماضي، والاعتداء على كنيسة في نورماندي وقتل كاهنها في 26 يوليو/تموز الماضي، وأيضاً محاولة الاعتداء الفاشلة بسيارة مفخخة قرب كاتدرائية نوتردام الأسبوع الماضي.
وتعتقد المخابرات الفرنسية أن رشيد قسيم (29 عاماً) يقيم إما في الرقة بسورية، أو في الموصل بالعراق، وأنه يستميل الشبان الفرنسيين عبر وسائل الاتصال الاجتماعي و"يغرر" بهم ويقنعهم بارتكاب اعتداءات "إرهابية" تحت راية تنظيم "داعش".
ووفقاً للمحققين أيضاً، فرشيد قسيم ينحدر من مدينة روان وهو من أصل جزائري، والتحق بمناطق القتال برفقة زوجته عام 2013.
كما ظهر في مقطع فيديو يشيد باعتداء نيس في 14 يوليو/تموز الماضي. ويتوعد فرنسا باعتداءات قبل أن يقوم بقطع رأس رهينة. وصار قسيم "العدو رقم واحد"، لأجهزة المخابرات الفرنسية التي تخشى من قدرته السهلة على "تجييش" مراهقين وشبان فرنسيين عبر وسائل الاتصال الاجتماعي.
وتضاف هذه الاعتقالات في أوساط المراهقين إلى لائحة من 35 قاصراً وقاصرة اعتقلتهم السلطات في الأشهر الأخيرة للاشتباه في "تطرفهم ونيتهم ارتكاب اعتداءات إرهابية".