فرق المدائح النبوية تزدهر في غزّة

19 اغسطس 2015
خلال إحياء أمسية (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -


لم يتردّد الشاب يوسف حنون (23 عاماً) في اختيار إحدى فرق المديح النبوي لكي تحيي حفل زفافه داخل منزله، غرب مدينة غزّة، بدلا من اللجوء إلى الفرق الفنية الأخرى، التي تعتمد غالباً في إحياء حفلاتها على الموسيقى والغناء.

فقد باتت فرق المدائح النبوية محطّ إعجاب وإقبال لافت من المواطنين في قطاع غزّة، سواء من أجل تقديم الفقرات الفنية ضمن الأنشطة المحلية، أو لإحياء حفلات الزفاف في منازل المواطنين والصالات المغلقة، نظراً لما تتميّز به هذه الفرق من التزام ديني وتذكير بسيرة الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) في موشّحات تصاغ بإتقان.

يقول حنون لـ"العربي الجديد" إنّه حضر قبل أشهر حفل زفاف أحيته إحدى فرق المديح، الأمر الذي نال إعجابه، وعلى إثر ذلك قرّر أن يكون حفل زفافه على الطراز ذاته، مشيدا بقدرة أعضاء فرق المديح على اختيار المفردات ذات المعاني النبيلة التي من شأنها مخاطبة الروح وتهذيب النفس.

اقرأ أيضاً: أرواد: جزيرة سورية بحضن المتوسط.. بعيداً عن الحرب

وتهتم فرق المديح النبوي بالتغنّي بصفات الرسول محمد الخَلقية والخُلقية واستذكار سيرته العطرة، ضمن قوالب فنية وقصائد شعرية تنسجم مع طبيعة الحفل والمناسبة الاجتماعية، ويصدح بها أفراد يمتلكون حناجر ذهبية تجعل الحضور يولّون قلوبهم قبل وجوهم نحو منصّة الحفل.

بدوره، قال مدير "فرقة اليرموك" للمديح النبوي، عبدالباسط مسعود، إنّ الفرقة "خرجت إلى النور قبل قرابة العام، بعدما اقتصر عملها في البداية على المشاركة في الأمسيات داخل مساجد غزّة، فكان أن تطوّر الأمر نحو تأسيس فرقة مكوّنة من سبعة شبان، من ضمنهم خمسة منشدين وشخصان لضبط الإيقاع.

وأضاف مسعود، في حديث لـ"العربي الجديد"، "يجب أن يتميّز أعضاء فرق المديح بامتلاكهم موهبة الإنشاد، والصوت النديّ، وكذلك القدرة على الالتزام بدرجة الصوت، وخبرة في علم المقامات، الأمر الذي يمكنهم من التغنّي بالكلمات وإدخالها إلى قلوب الناس برفق"، مبيّناً أنّ "عدد فرق المديح في القطاع لا يتجاوز الخمس".

اقرأ أيضاً: الاحتفال والأعياد الإسلامية بين الإيجاز والتحريم

ولفت مدير الفرقة إلى ضرورة "إيجاد حالة من التناغم بين أعضاء الفرقة وبين الحضور، الأمر الذي يجعل الأخير يتفاعل مع فقرات الحفل بدون كلل أو ملل". كما أنّ الإقبال على فرق المديح يزداد بشكل كبير خلال شهر رمضان وموسم الأفراح في شهري يوليو/تموز، وأغسطس/آب.

المنشد في الفرقة أحمد أبوليلة أوضح لـ"العربي الجديد" أنّ مشاركته المتقطعة مع بعض أصدقائه في إحياء الأمسيات داخل المساجد، من خلال تقديم المقاطع الإنشادية والابتهالات الدينية، "كانت النواة الأولى لتشكيل فرقة متخصصة بالمدائح النبوية، تهتم بإحياء حفلات الزفاف والفعاليات بأنواعها".

وأرجع أبوليلة سبب زيادة معدل إقبال المواطنين على فرق المديح النبوي إلى "طبيعة الشعب الفلسطيني، وتحديدا في غزّة، التي تميل إلى الالتزام الديني، إلى جانب قدرة فرق المديح على تقديم أسلوب فني جديد يصل بالنفس البشرية إلى مرحلة الصفاء والهدوء الداخلي، وذلك في ظل أجواء احتفالية ممزوجة بالسعادة".

اقرأ أيضاً: أغاني "المداحين"
المساهمون