فرقة "مين": روك غربي مع تراث لبناني

25 ديسمبر 2016
هدفنا الوحيد هو جعل المستمتع يشعرُ بالمتعة (العربي الجديد)
+ الخط -
منذ عشرة أعوام، بدأت فرقة الروك اللبنانية "مين" مسيرتها الفنية، واستطاعت خلال هذه الفترة الزمنية أن تبني قاعدة جماهيرية في لبنان مكَّنتها من الاستمرار، لتغدو، اليوم، إحدى أقدم فرق الروك العربية التي لا تزال مُستمرِّة بالإنتاج الفني، فالفرقة أطلقت، مُؤخَّراً، وبالتزامن مع عيد ميلادها العاشر، ألبوماً جديدا بعنوان "رشيني بالكلش". والتقى فريق "العربي الجديد" مع أحد أعضاء فرقة "مين"، طوني يمين، وكان معه الحوار التالي:

*ما هي التغيرات التي طرأت على الفرقة خلال 10 سنين، وما الذي تغيَّر بتوجُّه الفرقة؟
توجه الفرقة لم يختلف، إنه لا يزال كما كان في سنة 2006، ولكن الأمور التي تغيَّرت بالفعل، هي أننا أصبحنا نمتلك إمكانيات أكبر، تمكننا من تحقيق أمور لم نكن قادرين على تحقيقها من عشر سنين، حينها كانت قدرتنا أقل، وكان كل شيء أصعب، ولكن التوجه العام للفرقة لم يختلف، فنحن لا نزال ذات الفرقة الموسيقية التي تقدّم أغاني بهدف الترفيه، ونمزج بين موسيقى "الروك" الغربية، والكلام اللبناني.

- في الموسيقى التي تقدمونها، نجِدُ الكثير من الملامح الشرقية بالإضافة لموسيقى "الروك"، فما هي العناصر التي تأخذونها من موسيقى "الروك" ومن الموسيقى الشرقية؟
نحن مثل أيّ فرقة روك في العالم من ناحية "فورم" الموسيقى، ونعتمدُ على الآلات التي تستخدمها هذه الفرق، وهي الكيبورد والدرامز والبيز وغيتار الكهربائي. الكلمات والألحان التي نؤلّفها، هي بلا شكّ ناجمة عن الأغاني التي كنا نسمعها عندما كنّا صغاراً، وقسم منها هو أغاني "الروك" الغربية، وقسم منها قادم من لبنان، وهذا المزيج هو ما يميّز الفرقة، فنحن نمزج الأغنية بكلمات لبنانية وموسيقى "روك" فيها روحٌ لبنانية شرقية. ونستخدم أحياناً بعض الإيقاعات الشرقية مع موسيقى "الروك". نحاول أن ننتقل في الكثير من الجمل الموسيقية بين موسيقى "الروك" المحبوبة في لبنان إلى الإيقاعات البلدية، وهذا يتقاطَع مع التراث والإرث الموسيقي الذي تربينا عليه. وبالتأكيد، نحن لسنا الفرقة الوحيدة التي تمزج بين موسيقى "الروك" الغربية والكلمات اللبنانية، ولكن الروح الشرقية في الموسيقى التي نقدمها، تجعل من أغانينا أقرب للناس.

*ولماذا اخترتم "الروك" دون غيره من الأنماط الغربية؟
نحن لم نخطط مسبقاً لتقديم موسيقى "الروك" أو موسيقى شرقية، أغانينا كانت عفوية، ومتأثّرة، ببساطة، بالأشياء التي كنا نسمعها. ولأنّنا بالفرقة، لا سيما أنا وفؤاد، كنا نسمع دائماً موسيقى "الروك" من صغرنا، كانت النتيجة على الشكل الموجود اليوم. الخلطة الموسيقية لم تكن مقصودة، وإنما وصلنا إليها بعفوية، فالموسيقي عندما يقوم بالتأليف، سينتج موسيقى تشبهه. ولكن الأمر الذي كان مميزاً بفرقتنا منذ البداية، هو أنّنا لم ننح بالمسار الذي تسير فيه باقي فرق "الروك"، ففرق "الروك" اللبنانية في سنة 2006 كانت تنتج أغاني باللغة الإنكليزية، ونحن كنا أول فرقة "روك" لبنانية تغني باللغة اللبنانية، ومهدنا الطريق للكثير من الفرق. منذ البداية، رفضنا الغناء باللغة الإنكليزية، ورفضنا ما كان سائداً لدى الفرق اللبنانية، وكنا مقتنعين تماماً بأن الإنسان عندما يؤلف ويغني، عليه أن يغني بلغته الأم، وهذا التغيير الذي قمنا به هو أكثر ما نفتخر به.

*وماذا تتوقَّع أن تقدموا في المستقبل؟ وإلى أين أنتم متجهون؟
نحن فرقة ترفيهية، وهدفنا الوحيد هو تقديم أغان تجعل من يسمعها يشعر بالمتعة. بالتأكيد، لدينا قضايا مهمة، نرغب بالتعبير عنها، ولكن الهدف الأساسي للفرقة هو الترفيه عن الجمهور. وقد يرى البعض أن أهدافنا سخيفة، ولكن برأيي أن تعرف كيف ترفّه عن الناس هو أمرٌ عميق جداً، وخصوصاً في مثل لبنان، إذ يعاني فيه الناس من مشاكل طيلة الوقت، فالموسيقى إن استطاعت أن تقدم مادة ترفيهية، ستخدم المجتمع أكثر من الموسيقى التي تتناول القضايا بشكل مباشر.
ونحن كفرقة مستمرون، ولم يمض سوى شهرين على ألبومنا الأخير، وبالنسبة للألبوم القادم، فأغانيه صارت شبه جاهزة، والمفروض أن نقدمه للجمهور في الأشهر القليلة القادمة، بعد أن ننهي جولة الحفلات التي نقوم بها، في لبنان وفي الخارج.

*بالنسبة للفيديو كليبات التي تقدمونها، لماذا لا تظهرون فيها؟ وما الفكرة في ذلك؟
عندما بدأت الفرقة، وسميناها "مين"، قرَّرنا ألا نظهر كأشخاص في الكليبات و"كفرات" الألبومات، فالألبومات التي قدمناها حتى الآن لا تحتوي على صور، وكذلك كليباتنا لا نظهر فيها، ولكن مع الوقت، صرنا معروفين، وصارت الناس تعرف وجوهنا وأسماءنا. وأصبحنا نشعرُ بأنهّ لا طائل من الاستمرار بهذه الفكرة. ولكننا لا نزال نحاول أن نحافظ على ثيمة الفرقة. ولكنْ من حيث المبدأ، لا نشعرُ اليوم بوجود أي مشكلة بتصوّر فيديو كليب، وقد نفعل ذلك في الألبوم القادم.
وبالنهاية، أرغبُ بأنْ أؤكِّد على أن الموسيقى التي نقدمها، ورغم أنها معمولة من الكلام اللبناني، ولكنها موجهة لكل العالم. ونشعر بالسعادة لمّا نجدُ بأنَّها تلاقي صدى لدى أناس من جنسيّات وأعراق مختلفة، فهي موجهة لكل العالم، ونحاول قدر الإمكان أن يكون طابعها خفيفاً، وأن يتقبلها الجمهور، وأتمنى أن نستمر بهذه الطريقة.


المساهمون