يقترب موسم التنس من نهايته، ومعه تشتعل الأجواء أكثر في عالم الكرة الصفراء، تحديداً لدى الرجال، في ظلّ المنافسة الشديدة بين نجوم الماضي والحاضر، ونقصد هنا الثلاثي المخضرم، المتمثل بالصربي نوفاك ديوكوفيتش حامل لقب بطولة أميركا المفتوحة، آخر دورات الغراند سلام في الموسم الحالي والمصنف الأول عالمياً، ووصيفه الإسباني رافائيل نادال والثالث السويسري روجر فيدرير.
على ملاعب فلاشينغ ميدوز ذات الأرضية الصلبة، سيعيش متابعو رياضة كرة المضرب لحظات مشوقة، هناك في نيويورك ستكون المنافسة على أعلى مستوى والجميع لديه حساباتٌ خاصة.
البداية مع المخضرم
صاحب الـ38 عاماً روجر فيدرير يقترب يوماً بعد آخر من إسدال الستار على مسيرته الزاخرة بالإنجازات، وهو يحلم بمشاركته في بطولة أميركا المفتوحة حصد لقبه الواحد والعشرين وتعزيز رقمه القياسي في عدد بطولات الغراند.
فيدرير لم يظهر هذا العام كما كان يتمنى عشاقه، إذ كان آخر تتويج له في إحدى الدورات الكبرى في عام 2018 بأستراليا المفتوحة، أي في انطلاق الموسم الماضي.
وكان فيدرير قريباً من حصد لقب بطولة ويمبلدون الإنكليزية مؤخراً على الملاعب العشبية المُفضله لديه، لكنه وجد انتفاضة وقوة هائلة من ديوكوفيتش الذي يبقى من دون شك المرشح الأول في ظل توهجه في الفترة الأخيرة.
يُذكر أن اللاعب السويسري المخضرم، سيخوض مباراته الأولى ضد الهندي سوميت ناغال.
ديوكوفيتش المُهيمن
أن تحقق 4 بطولات من أصل آخر 5 دورات في الغراند سلام فهذا يعني أنك تستحق التربع على عرش صدارة لاعبي التنس المحترفين، وهذا بالفعل ما يؤكده النجم الصربي نوفاك ديوكوفيتش.
صاحب الـ32 عاماً، لديه هو الآخر طموح الانفراد مستقبلاً بعدد ألقاب الغراند سلام، وهو أمرٌ قد يُصبح حقيقة، ربما مسألة وقتٍ لا أكثر، في ظل سعيه وعطشه الدائم لحصد البطولات، إضافة إلى أن فارق السن بينه وبين فيدرير ونادال قد يُمكنه من ذلك بعد اعتزال النجمين السويسري والإسباني.
حقق نولي خلال مسيرته في البطولات الكبرى 16 لقباً، وفي ظلّ ثقته الكبيرة بنفسه وتطوره كثيراً في الفترة الأخيرة بعد التعافي من الإصابة التي دفعت البعض للحديث في وقتٍ سابق عن اعتزال مبكر بعد فقدان الشغف أو القدرة وحتى الرغبة في متابعة اللعب، أكد نولي أنه واحدٌ من أفضل أو لنقل أكثر اللاعبين كمالاً في هذه الرياضة، من خلال إجادته اللعب على مختلف الأرضيات والتعامل بذكاء وحنكة مع كافة الظروف، لكن يبقى فقدان أعصابه وهيجانه غير المبرر إحدى سمات الضعف في شخصيته بأرضية الملعب، إذ من الممكن أن يستغلها أي خصم يمتلك الخبرة.
ويدخل ديوكوفيتش بطولة أميركا المفتوحة وعينه على لقبٍ رابع، بعد أعوام 2011 و2015 و2018، وهو ما أكده اللاعب الصربي "بت خبيراً في تحدي الدفاع عن لقب بطولات الغراند سلام، هذه هي الدورات التي تريد الفوز بها والبروز خلالها".
بهذه الكلمات عبّر الصربي عن رغبته في التتويج مجدداً في أميركا، موجهاً رسالة تحذير لجميع المنافسين، الذين يضعون نصب أعينهم خطف اللقب الكبير.
ويبدأ ديوكوفيتش الإثنين رحلة الدفاع عن لقبه في مواجهة الإسباني روبرتو كارباليس بايينا.
نادال وأهدافٌ عدّة
النجم الإسباني رافائيل نادال أكد في العديد من المناسبات السابقة أنه لا يرى نفسه قادراً على مواصلة اللعب لعمر فيدرير، وأنه من دون شك سيعتزل حين يرى أن الوقت قد حان، وهذا الأمر ربما يحصل بعد موسمين أو ثلاثة.
نادال يحتلّ حالياً المركز الثاني في التصنيف العالمي خلف ديوكوفيتش، وهو وصيف فيدرير في عدد ألقاب الغراند سلام، بـ18 لقباً، ويعي جيداً أن أي خطأ سيعني إما توسيع الفارق بينه وبين السويسري أو اقتراب الصربي منه أكثر.
يرى البعض أن نادال وصل إلى إنجاز الـ18 لقباً في البطولات الكبرى بفضل دورة رولان غاروس، ثاني منافسات العمالقة، التي تقام على الملاعب الترابية، لكن الإسباني استطاع أينما حلّ أن يرفع الألقاب وعلى مستوى الماسترز كذلك.
في بطولة أميركا المفتوحة حقق نادال اللقب مرتين في 2010 و2013، وهو من دون شك قادرٌ على الظهور في نهاية قصة فلاشينغ ميدوز حاملاً للقب الثالث، خاصة بعد تتويجه هذا الموسم في رولان غاروس وكذلك بطولتي روما وكندا للماسترز.
ويعلم نادال أن المنافسة في البطولات المهمة دائماً تزيد حافز اللاعب لمتابعة مسيرته ومحاولة تحقيق أرقامٍ أفضل وحصد الألقاب، أما التراجع إلى الخلف، فيعني مراودة فكرة الاعتزال له تدريجياً.
مشكلة نادال في الفترة الأخيرة هي معاناته من الإصابات على صعيد الركبة، واضطراره للانسحاب تارة أو الغياب عن بطولة طوراً آخر، وسيلاقي الإسباني الأسترالي جون ميلمان في المباراة الأولى.
أبرز التهديدات للثلاثي الكبير
صحيحٌ أن هيمنة الثلاثي المخضرم على البطولات الكبرى تعتبر العنوان الأبرز في كلّ مرة تبدأ في إحدى الدورات، لكن بعض اللاعبين الشباب قد تكون لهم كلمة مغايرة.
دومينيك تييم يُعتبر أحد اللاعبين القادرين بطبيعة الحال على حصد اللقب لما يمتلكه من مهارة وقوة وخبرة، إضافة إلى الروسي دانييل مدفيديف المصنف الخامس عالمياً، الذي يتقدم يوماً بعد آخر على سلم التطور، وهو الذي يبلغ من العمر 23 عاماً، مع العلم أنه حقق لقب سينسيناتي الأميركية للماسترز الشهر الحالي.