على عكس الأعياد الماضية، لا تبدو في الأسواق الغزية حركة نشطة لشراء مستلزمات واحتياجات الأسر الفلسطينية في العيد، ويعزو كثيرون ذلك إلى استمرار تردي الأوضاع المعيشية والاجتماعية الصعبة في القطاع المحاصر منذ تسع سنوات.
وفي سوق الزاوية الشهير في مدينة غزة، ينشغل زكريا دلول بوضع اللمسات الأخيرة على عملية اتمام شراء بعض احتياجات منزله من مستلزمات العيد، على الرغم من ظروفه الاقتصادية المتردية، كما يتحدث، وعدم انتظام راتبه منذ ما يقرب من عامين، وتعرض منزله للتدمير بعد قصف الاحتلال له خلال الحرب الأخيرة على غزة صيف 2014.
ويقول دلول لـ"العربي الجديد" إن آلاف الأسر الغزية تستعد لاستقبال عيد الأضحى وهي تعاني من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية وتفشي الفقر بشكل كبير في صفوف السكان، وارتفاع معدلات البطالة بين خريجي الجامعات واعتماد شريحة كبيرة من الغزيين على المساعدات الإغاثية.
أما الغزية روان الوحيدي، فتقول لـ"العربي الجديد"، إنّ إقبال المواطنين في غزة على الشراء متدنٍ للغاية في الموسم الحالي على الرغم من ازدحام بعض الأسواق، إلا أنّ الاهتمام منصب على شراء المستلزمات الهامة في ظل عدم انتظام رواتب موظفي غزة، واعتماد فئة كبيرة من السكان على المساعدات الإنسانية.
وتشير الوحيدي إلى أنّ الواقع المعيشي لسكان القطاع أصبح لا يطاق، بفعل اشتداد الأزمات الاقتصادية وتفاقم البطالة في صفوف الخريجين وشح الوظائف بل انعدامها، وعدم تمكن الناس من السفر إلى الخارج في ظل إغلاق معبر رفح أشهراً طويلة، واقتصار فتحه على الحالات الإنسانية في فترات متباعدة.
وتضيف: "ارتفاع الأسعار بشكل كبير وعدم تمكن الأسر الغزية من شراء احتياجات العيد انعكس بشكل واضح على عمليات الشراء في الأسواق، والتي تشهد عزوفاً عن شراء كل السلع مرتفعة الثمن، بفعل تدني الإمكانيات المادية لشريحة واسعة من سكان القطاع".
وتبين الوحيدي، أنّ أجواء العيد في غزة، هذا العام، أشد قسوة من الأعوام الماضية، مع ازدياد الأزمات المعيشية والاقتصادية، وعدم رفع الحصار الإسرائيلي المفروض، منذ سنوات على غزة، وغياب القدرة المالية للمواطنين عن تلبية الاحتياجات كافة لموسم عيد الأضحى.
بدوره، يبدي التاجر أحمد عيّاد تذمره من قلة الإقبال على شراء الملابس على الرغم من ازدحام الأسواق وبحث غالبية المشترين عن الملابس متدنية الثمن كي تتوافق وإمكانياتهم المادية في ظل تفاقم الأوضاع المعيشية والاجتماعية لتشمل آلاف الغزيين.
ويقول عياد لـ"العربي الجديد"، إنّ التجار الغزيين يعانون بشكل كبير من تكدس البضائع في مخازنهم ومحالهم التجارية بفعل عزوف المشترين، مشيراً إلى أنّ كثيراً من التجار اضطروا لوقف الاستيراد من الخارج تجنباً لتكبد خسائر مالية مرتفعة في ظل تفاقم أوضاع السكان الاقتصادية وضعف الحركة الشرائية.
اقرأ أيضاً: شباب غزة يقتنص فرص عمل مؤقتة بأرباح كبيرة