فرج سليمان يتقدَّم "ثلاث خطوات"

03 فبراير 2014
+ الخط -

يستضيف مسرح "المشغل - الجمعية العربية للثقافة والفنون"، يوم 31 كانون الثاني/ يناير، في مدينة حيفا المحتلة عام 1948، عرضاً للموسيقيّ الفلسطينيّ فرج سليمان يقدّم فيه عمله "ثلاث خطوات"، وقطعاً موسيقية أخرى ألّفها في السنة الأخيرة.

وليست تجربةً جديدةً أن يُمازجَ موسيقيٌّ بين آلتيّ البيانو والعود في عملٍ مشتركٍ تنطقُ به الآلتان معاً، لكنّها تجربة نادرة، تحتاجُ إلى جرأةٍ وقدرات تقنيّة عالية كي يستطيع الموسيقيّ تحقيقها، وربّما هذه الجرأة هي التي أنتجت "ثلاث خطوات"، العمل الأخير للمؤلّف الموسيقيّ الفلسطينيّ وعازف البيانو الشاب فرج سُليمان. ومن اللافت تمكُّن الموسيقي عازف العود حبيب شحادة حنّا الذي يشارك سليمان، إلى جانب عازف كونتراباص وإيقاعات وإخراج بصري من المسرحي عامر حليحل.

فبعد نجاح تجربتهِ الأولى، "تسجيل دخول"، التي أثبت فيها مهارته في إعادة توزيع أغانٍ من التراث العربيّ على آلة البيانو، ذهب سليمان ليُعيد إنتاج آلة العود في تجربةٍ جديدة، مُقدِّماً إيّاها في شخصيّةٍ غير مألوفة لدى الجمهور. فيتوجّه سليمان إلى العود انطلاقاً من ذهنيّة عازف البيانو، جاعلاً من هذه الذهنية مُختبرَ تجارب يسعى لخلق ألحان وجُمل من العود، وهذا ما يُساهم في تقديم العُود بشكلٍ لا يألفه الكثيرون.

ويرى الموسيقيّ أنّ العود تخلى عن قدسية مكانته في التخت الشرقي منذ بداية الثمانينات في القرن الماضي، وشارك في تجارب عديدة تبدأ بالعزف الانفرادي، مروراً باشتراكه برباعيات وخماسيات حتى مشاركته بالأوركسترا الغربية. وفي رأيه أنّ بعضها نجح وبعضها لا، ولا يقلقه الأمر من ناحية تقبّل الجمهور له، رغمّ أنّ بعض الموسيقيين المنتمين للمدرسة الكلاسيكية العربية قد يجدون أنّ هذا المزج بين البيانو والعود ليس تجديداً حقيقيّاً بقدر ما هو محاولات لخلق حالة موسيقيّة تعتمد على غرابة الإيقاعات، وهذا ما يتوقّعه سليمان، لكنّه يرى أنّ عملَه يحاولُ ضمن هذه الرؤيا أن يوسّع من آفاق آلة العود، ليمنحها مكانة مختلفة عن المعتاد، مؤكّداً أنّ الوقت فقط هو مَن يملك القرار بشأن التجديد المصطنع أو الحقيقي.

ويتّكئ عرض سليمان على خلفيّة بصريّة لمدينةِ حيفا، تظهر فيها فتاة تجوب شارعاً من شوارع المدينة ذات الإيقاع الحياتيّ الصّاخب، واقترحه على العمل المخرج عامر حليحل، ويبيّن سليمان أنّ اختيار حيفا كان لأن موسيقى العمل "ثلاث خطوات" قد كتبت بعد انتقاله من القدس إلى حيفا.

ولم يُخفِ أنّ هذه الخلفيّة لاقت انتقاداً من بعض الجمهور، إّلا أنّها برأيه هي جزء من العمل نفسِه، كونها إضافة بصريّة تَعرض مكان كتابة الألحان وتتّسق مع حالتِه.

 

المساهمون