فجور في خصومة قطر

21 سبتمبر 2017
+ الخط -
فقاعات صابون تطلقها دول الحصار بين الفينة والأخرى على دولة قطر، مدعومة علناً وسراً من الرئيس الأميركي، دونالد ترامب.
فجور في الخصومة، وقفز من مكان إلى آخر، مثل لصوص حائرة باحثة عن ثقب هنا أو هناك، علّها تغرق السفينة، فمن افتراءات اختراق وكالة الأنباء القطرية، وحصار في 5 يونيو، المؤلمة ذكراها على المسلمين، مرورا بمعركة الرياضة وشراء كتاب ونواب أثاروا زوبعة وهمية لسحب ملف كأس العالم من يد قطر لعام 2022 وما صحبها من هجوم سياسي على قناة بي إن سبورت وميكرفوناتها، وسرقة أموال الآلاف من الخليجيين، بكذبة كسرهم الاستحواذ القطري نقل مجريات المستديرة الساحرة، إقليميا ودوليا.
ساحة المعركة غير المتكافئة شكلياً، والتي أحكم من خلالها الحصار على قطر بطريقةٍ أعادت إلى الأذهان حصار شعب أبي طالب، عرضت مشهداً درامياً لم يشهد العالم له مثيلاً، أربعة دول بينها اثنتان من كبريات الدول العربية وزناً، وواحدة تمتاز بقوة اقتصادها المتنوع ظاهرياً، تسخّر كل إمكاناتها وثقلها لإغلاق قناة تلفزيونية (الجزيرة) التي كانت أول من حطّم مكانة الحاكم، وقدسيته في قلوب الشعوب، ووضعته في مكانه الصحيح أجيرا يخدم الأمة ولا يركبها فيسرقها.
هجوم أطلقت فيه تلك الدول أذرعها المسعورة الناطقة بالعربية لتشوّه صورتها في ذاكرة الشعوب التي أحبتها ففشلت.
حيرة في الأمر، لف ودوران، مؤتمرات ومقابلات، وشراء لذمم القادة والدول، وأموال طائلة، لو صرفت إخلاصا لحل القضية السورية لحلتها.
مؤتمر سعودي إماراتي في لندن جلب له بضعة قطريين وإسرائيلي، ولمم آخرون بينهم الصحفي والمصوّر، ليجتر المجتمعون فيه السمفونية السعودية المشروخة التي ما عادت تقنع أحداً.
ليس عيبا ولا نقصا أن يكون داخل الدولة المؤيد والمعارض، فتلك حالة صحية، وجب العمل عليها وترسيخها في المجتمع لضمان المزيد من التقدم. ولكن.. في المقابل، أليس مضحكا أن يقرّر نفر معظمهم ليسوا قطريين جمعوا بالدرهم والريال في لندن لتقرير مصير دولة بأكملها؟
العيب كل العيب أن تخلق المعارضة بأجندة كيدية بعيدة عن نبض الشارع الوطني، والتحديات التي يمر بها. أليس معيبا مثلا بحق هذه المعارضة المفترضة أنّها لم تنتقد زج السعودية والإمارات شعب قطر في سجالهم السياسي مع دولة قطر؟
الزوجات الأبناء الطلاب والمعتمرون.. كلهم طردوا حتى وصل الحنق بهم إلى طرد الإبل وتسيس الحج!
عموما، نام الشعب القطري بعد هذا المؤتمر مرتاح البال، وهو يسأل: ماذا بعد فأر المؤتمر؟
D861DA22-7918-488C-8181-923F9708CD77
D861DA22-7918-488C-8181-923F9708CD77
محمد نور (سورية)
محمد نور (سورية)