سلطت مجلة Annals of Internal Medicine journal الطبية، الضوء على حالة فتى يبلغ من العمر 17 عامًا، أصيب بفقدان البصر الذي يتعذر علاجه، جراء تناوله نظامًا غذائيًا يقتصر على المأكولات السريعة، لمدة 3 سنوات.
وورد في التقرير الذي نشر اليوم الثلاثاء: "أبرزت وسائل الإعلام طيلة الوقت مخاطر الأغذية غير الصحية على صحة القلب والأوعية الدموية وكشفت علاقتها بالسمنة والإصابة بالسرطان، إلا أنّ ما لا يعرفه البعض هو علاقة سوء التغذية بالإصابة بأضرار دائمة في الجهاز العصبي، وخاصة في ما يتعلق بالرؤية".
وأوضح أنّ المراهق منذ تخطيه المدرسة الابتدائية، كان يأكل يوميًا فقط البطاطا المقلية، الخبز الأبيض، رقائق "برينغلز"، بالإضافة إلى شريحة من لحم الخنزير أو السجق أحيانًا، مما أدى إلى تدهور حالته الصحية ثم إصابته بفقدان البصر الدائم، بعد 3 سنوات من اتباع هذا النظام الغذائي، وفقًا لموقع "annals".
وراجع المراهق الذي لم يفصح عن اسمه، طبيبه العام بعمر الـ14، وكشفت الاختبارات أنه يعاني من نقص فيتامين B12، لذا نصح بتناول المكملات الغذائية، إلا أنه لم يلتزم بخطة علاجه وواظب على نظامه الغذائي الضار، مما أدى إلى نقله بعد 3 سنوات إلى مستشفى بريستول للعيون، بسبب فقدانه البصر تدريجيًا.
وأوضحت الطبيبة دينيز أتان، التي أشرفت على علاج المراهق، أنّه لم يكن يتناول أي نوع من الخضار والفواكه لمدة 3 سنوات، لأنه يشعر بالنفور من قوام هذه الأطعمة في فمه، وأنّه كان قادرًا على تناول البطاطا المقلية والرقائق ولحم الخنزير فقط، وفقًا لموقع "بي بي سي".
ووجدت الطبيبة أتان وزملاؤها، أنّ الصبي لم يكن يعاني فقط من نقص حاد في فيتامين B12، بل من نقص فيتامينات ومعادن مهمة أخرى، مثل النحاس والسيلينيوم وفيتامين D، مما أدى إلى إصابته بنقص بالوزن بسبب سوء التغذية الحاد، وقالت: "فقد المعادن من عظامه، مما كان صادمًا بالنسبة لصبي بعمره".
كما أشارت الطبيبة إلى أنّ الفتى استوفى المعايير التي يعتبر مكفوفًا بناء عليها، وأضافت: "لديه بقع عمياء في مركز رؤيته، وهذا يعني أنّه لا يستطيع القيادة، وأنه سيواجه صعوبات كبيرة في القراءة ومشاهدة التلفاز وتمييز الوجوه، إلا أنه سيتمكن من التجول من تلقاء نفسه، لأنه ما زال يمتلك رؤية محيطية (القدرة على رؤية الأشياء من دون التركيز عليها)".
وتنصح الطبيبة أتان من يعانون أو أطفالهم من الأكل الانتقائي، بالانتقال تدريجيًا إلى نظام غذائي صحي، من خلال إدخال نوع أو اثنين من الأطعمة الجديدة كل يوم مع كل وجبة، مؤكدة أنّ أقراص الفيتامينات قد تكون مكملًا غذائيًا مناسبًا، إلا أنها ليست بديلًا عن الطعام الصحي.
وأكدت الطبيبة أنّ النباتيين معرضون أيضًا للإصابة بفقدان البصر المرتبط بنقص فيتامين B12، إذا لم يتناولوا مكملًا غذائيًا بديلًا كالخميرة أو الحبوب المدعمة بهذا الفيتامين، بعد إزالة اللحوم من نظامهم الغذائي.
كما أشارت أخصائية التغذية ريبيكا مكمانون، والمتحدثة باسم الجمعية البريطانية للحمية، إلى أنّ الحميات الغذائية الانتقائية قد تتبع لعدة أسباب، من بينها اضطرابات الأكل والحساسية والتوحد، مما يستلزم تقييمًا طبيًا متخصصًا.