فايز الكركي.. فنان يُحيي تراث الفلسطينيين وحياتهم القديمة

الخليل

محمد عبيدات

avata
محمد عبيدات
24 ابريل 2016
+ الخط -

يريد الفنان الفلسطيني الشاب فايز الكركي (19 عاماً) أن يحافظ على التراث الفلسطيني القديم، وأن يحارب البطالة، ولو بشكل بسيط، من خلال الفن، وأحلامه التي ينوي تحقيقها في المستقبل القريب.

في غرفة صغيرة بمنزله في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، ثمة أعمال فنية حرفية من المجسمات التي يصنعها الكركي، وتجسد حياة الفلسطينيين التراثية القديمة، بصورة تبدو وكأنها حقيقية وتبهر كل من ينظر إليها.

في تلك الغرفة بيوت من "الشعر" تعيد إلى الأذهان حياة البداوة عند الفلسطينيين، وأخرى مبنية من الحجر والتي تميزت بها قرى الفلاحين، وأغنام وجِمال تبرز الحياة الفلسطينية الجميلة قبل أن تفسدها ويلات الاحتلال الإسرائيلي، وتبقيها صوراً عالقة في أذهان من يتناقلها من الأجيال.

ويقول الفنان الكركي، لـ"العربي الجديد"، إنه قبل أن يكتشف موهبته كان مهتما بالتصوير الفوتوغرافي منذ عام 2009، قبل أن يبدأ بالتعديل على الصور وألوانها، ليصبح بعدها فناناً صغيراً يحمل في جعبته مجسمات كثيرة من الممكن أن تحظى يوماً بسمعة عالمية.

كما يعمل في غرفته الصغيرة في مجال "الأنيميشن" عبر المجسمات الثابتة التي يصنعها من أدوات مختلفة وبأشكال مفعمة بالحياة يتدخل فيها الواقع كثيراً، وأخرى متحركة يخرجها بنفسه، ليصبح أول فنان فلسطيني لديه طابع الإخراج السينمائي في مجال "الأنيميشن" المتحرك والثابت.

الكركي لم يكمل تعليمه، ويؤمن بتحويل فنه إلى مشروع مستقبلي يحافظ فيه على التراث الفلسطيني الذي بدأ يندثر، على حد قوله، إضافة إلى حلمه بأن يصبح لديه في المستقبل القريب مركز فلسطيني متخصص في مجال تدريس وصناعة "الأنيميشن"، ويضم عدداً من الموظفين في خمسة مجالات متخصصصة ومتعلقة بذات العمل، ليحقق حلمه الثاني وطموحه بأن يساهم في القضاء على البطالة.

عمل يجسد تمسك الفلسطيني بأرضه (العربي الجديد)

ويطمح هذا الفنان الصاعد للوصول إلى العالمية، مشيرا لـ"العربي الجديد" إلى أنه في الوقت الحالي يستعد للمشاركة في مسابقة عالمية في محطة (mbc) الفضائية، مؤكداً أنه لن يتوقف عن تطوير إمكانياته حتى يصبح فناناً عالمياً في هذا المجال، يمثل فيه تراث الفلسطينيين وواقعهم المؤلم الذي يحاول الاحتلال الإسرائيلي طمسه وإخفاءه.

ويوضح الكركي أن أعماله المتحركة تأخذ الكثير من الوقت، مشيراً إلى أن كل ثانية تحتاج إلى 25 صورة ثابتة، ويتطلب شهراً كي يصبح العمل جاهزاً، بينما تحتاج المجسمات الثابتة حسب طبيعة ونوع المجسم، إلى نحو أسبوع من الوقت بأدوات ومواد قد تكون مكلفة بعض الشيء.

ويواظب الشاب على البحث عن مواد يمكن استخراجها من الطبيعة، أو تصنيعها لتصبح مواد أساسية في تلك المجسمات التي يقول إنها تعبر عن شخصية فايز الكركي.

ويستخدم جهاز الكمبيوتر، وبعض برامج التصميم الغرافيكي، ليضيف شخصيات حقيقية إلى تلك المجسمات لتكتمل الصورة بكافة عناصرها وتصبح ضمن نطاق الانيميشن المعروف بـ "stop-motion"، وهو أحد أنواع الأنيميشن الصعبة والمعقدة.
المساهمون