فالنسيا ونونو.. هل يسيران على خطى "أتلتيكو سيميوني"؟

07 أكتوبر 2014
فالنسيا بقيادة نونو سانتو يسعى لاستعاد الأمجاد (العربي الجديد)
+ الخط -

انتظرت جماهير فالنسيا عشرة أعوام كاملة حتى تمنح الثقة لجيل تنافسي جديد تتوسم فيه الخير لإحياء أمجاد الماضي القريب، حيث يعد فريقها الحالي تحت قيادة المدرب "نونو إسبيريتو سانتو" المفاجأة السارة في الليجا هذا الموسم بعد 7 جولات.

ويحتل فالنسيا حاليا وصافة الليجا بفارق نقطتين عن المتصدر برشلونة، بحصيلة 5 انتصارات (على مالاجا وإسبانيول وخيتافي وقرطبة وأتلتيكو مدريد). والطريف أنه يفوز دائما بنتيجة (3-0) أو (3-1)، بينما تعادل مرتين مع إشبيلية وريال سوسييداد (1-1) خارج ملعبه ميستايا. وعلى الرغم من أن الحديث عن فرص فالنسيا في التتويج بالدوري الإسباني لأول مرة منذ 2004 أمر سابق لأوانه، في ظل انطلاقته المميزة وفوزه على حامل اللقب أتلتيكو مدريد (3-1)، لكنه قد يكرر إنجاز فريق سيميوني الموسم الماضي إذا استمر على نفس وتيرة الأداء الحالي.

الاستقرار مفتاح النجاح
وتفاءل عشاق الليجا وجمهور"الخفافيش" قبل انطلاقة الموسم باستعادة الفريق لعافيته في ظل الاستقرار الإداري الذي طغى عبر شراء الملياردير السنغافوري بيتر ليم للنادي هذا الصيف، وتعهده بسداد الديون، والتعاقد مع نجوم عالميين، وبناء ملعب جديد. كما أن نتائج فالنسيا الإيجابية الحالية أبهرت الجميع، وجاءت أسرع مما كان متوقعا، رغم وجود مدرب شاب مغمور مثل البرتغالي نونو، وإجراء صفقات مع لاعبين واعدين بعيدا عن الأسماء المعروفة دوليا، حتى إن الصفقة الأشهر لفالنسيا في انتقالات الصيف كانت باستقطاب المهاجم البارو نجريدو القادم من مانشستر سيتي بطل إنجلترا، الذي لم يلعب حتى الآن بسبب الإصابة، ورغم ذلك قدم خط الهجوم عروضا رائعة بدونه.

من رحم المعاناة
وعانى فالنسيا من أزمة اقتصادية ضخمة جعلته يفرط في أبرز نجومه أمثال ديفيد فيا وديفيد سيلفا وخوان ماتا وروبرتو سولدادو، كما اهتزت مكانته بعد أن كان ضمن صفوة أندية إسبانيا وأوروبا منذ مطلع الألفية الجديدة.

كان "الفريق البرتقالي" بطلا للدوري الإسباني موسمي 2001/2002 و2003/2004 في فترة سطوة القطبين ريال مدريد وبرشلونة، وبطلا لكأس الملك في 1999 و2008، وبلغ نهائي دوري أبطال أوروبا في نسختين متتاليتين في 2000 و2001، لكنه خسر أمام مواطنه ريال مدريد وبايرن ميونخ الألماني، وتوج بالدوري الأوروبي في 2004 والسوبر الأوروبي في نفس العام، قبل أن تعصف به الأزمة.

وارتضى فالنسيا في السنوات الماضية بحجز المركز الثالث في الليجا خلف الريال أو البرسا، والمشاركة الشرفية في دوري أبطال أوروبا، لكنه أنهى الموسم الماضي بشكل مخيب في المركز الثامن وابتعد عن المشاركة الأوروبية.

لاعبون بـ 18 مليونا فقط
تعاقد النادي مع كتيبة لاعبين أنفق من أجلهم 18 مليون يورو فقط: نجريدو وزوكوليني (مان سيتي)، شكودران مصطافي (سامبدوريا) رودريجو، أندري جوميز، كانسيلو (بنفيكا)، دي باول (راسينج)، كارليس جيل (إلتشي)، جويل (سلتا فيجو)، أوربان (بوردو)، فيليبي أوجوستو (ريو أفي). وركز النادي الإسباني في تعاقداته الصيفية على مجموعة من المواهب الصاعدة، مع وجود نجم بارز لقيادتهم مثل نجريدو، بخلاف النجوم الحاليين أمثال باكو الكاسير وداني باريخو والجزائري سفيان فيغولي.

الأبطال.. هدف
يكمن الهدف الأساسي لفالنسيا هذا الموسم في العودة لدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، مما سيشجع نجوما آخرين على الالتحاق بالفريق الصيف المقبل، والمنافسة على كأس الملك على الأقل. ويمكن القول إن ابتعاد فالنسيا عن المنافسات الأوروبية هذا الموسم ساعده على صنع فريق جديد والابتعاد عن الضغوط والإجهاد، ليركز على التفوق محليا.

ويملك مشجعو فالنسيا دوافع للإيمان بقدرة فريقهم على تقليد ما قام به أتلتيكو في عهد المدرب الأرجنتيني سيميوني، فالمدرب نونو سانتو يتبع أسلوب اللعب نفسه "مباراة بمباراة"، ويملك الفريق مهاجما حاسما مثل باكو ألكاسير يسير على نهج دييجو كوستا وفريقا يلعب بأسلوب جماعي.

كما يستند "الفريق البرتقالي" على حارس بارع مثل البرازيلي دييجو ألفيش، وخط دفاع قوي يبرز منه الأرجنتيني أوتاميندي وباراجان ومصطافي، وفي الوسط باريخو وجايا وفويجو.. فهل تتكرر معجزة سيميوني وينكسر من جديد احتكار الريال والبرسا لليجا؟

المساهمون