فالس: أزمة "لوموند" لن تؤثر على العلاقات الفرنسية الجزائرية

10 ابريل 2016
زيارة فالس للجزائر تدوم يومين (فرانس برس)
+ الخط -


أكد رئيس الوزراء الفرنسي، مانويل فالس، اليوم الأحد، أن الأزمة الإعلامية المتعلقة بمنع السلطات الجزائرية دخول صحافي يتبع لجريدة "لوموند" الفرنسية لن تؤثر على علاقات بلاده مع الجزائر، وذلك خلال الزيارة الرسمية التي يقوم بها للجزائر.


وكانت صحيفة "لوموند" الفرنسية قد نشرت على صفحتها الأولى في عدد سابق صورة للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، ضمن صور زعماء وقادة دول قالت إنهم أو محيطهم متورطون في فضيحة "أوراق بنما" التي تتعلق بتهم فساد وتهرب ضريبي على نطاق واسع، من خلال شركات في بنما، ما أثار احتجاج السلطات الجزائرية التي اعتبرت الأمر مساسا برموزها، وحملة إعلامية تشنها صحف فرنسية ضد الجزائر.

وقال فالس في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره الجزائري عبد المالك سلال إن "الأمر يتعلق بقرار للسلطات الجزائرية والرسالة قد مرت فلننظر الآن إلى المستقبل باحترام، وعلاقتنا متميزة حقا، ولا شيء سيعرقل العلاقات الثنائية بين البلدين".

وشدد فالس على أن العلاقة بين الجزائر وفرنسا قائمة على الصراحة والصدق والنظرة المشتركة في ما يخص عدة مواضيع "لأن نظرتنا متجهة نحو المستقبل ونحن على يقين بأن هذه العلاقة متميزة فعلا". ولفت إلى تقديره للدور المهم الذي لعبه الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة إلى جانب الرئيس فرانسوا هولاند في هذه العلاقة.

واعتبر رئيس الوزراء الفرنسي أن حضور عشرة وزراء من حكومته "دليل واضح على أهمية الشراكة الجزائرية الفرنسية، مضيفاً أن هذه الشراكة تتجلى في الأعمال من خلال الاتفاقات الموقعة من أجل تعزيز الشراكة في المجال الأمني، خاصة في ما يتعلق بالقضايا المهمة في المنطقة، على غرار ليبيا وفي مجال المبادلات في المجال البشري لصالح قطاعات الشباب والتربية والتعليم العالي والذاكرة وغيرها".

وأضاف فالس "قمنا بعمل كبير وما تم إنجازه منذ 2012 شيء متميز. سنواصل العمل ولا شيء يمكنه أن يعرقل هذه العلاقة المتميزة".

وبشأن ملف مكافحة الإرهاب اعتبر فالس أنه "كان على المجموعة الدولية تفهم ما كان يحدث في الجزائر خلال بداية التسعينيات والخيارات الصعبة التي اتخذتها الجزائر التي عانت خلال سنوات عدة ودفعت الثمن غالياً بسبب الإرهاب. كان علينا أن نتفهم جيداً ما كان يحدث في الجزائر خلال بداية التسعينات، ولا ينبغي علينا أن ننسى بأن الجزائر والجزائريين حاربوا الإرهاب بشجاعة".

وتطرق فالس إلى الأزمة في ليبيا، مؤكداً أن وضع حكومة شرعية "خطوة مهمة وضرورية لكي يتمكن هذا البلد من استعادة وحدته ودولة القانون من أجل مكافحة الإرهاب"، مشيراً إلى أن "فرنسا والجزائر تعملان سوياً وتعززان روابطهما الوثيقة في هذا المجال، سواء على الصعيد الدبلوماسي أو المخابراتي".

إلى ذلك، اعتقل عناصر الأمن شابا اعترض طريق رئيس الوزراء الفرنسي الذي كان يقوم بجولة وسط العاصمة الجزائرية، وقال له "سيد فالس أنت غير مرحب بك عندنا".

وبثت قناة "بورتيفي" المحلية صوراً عن اعتراض الشاب لرئيس الحكومة الفرنسية ولحظة اعتقاله.

وكان فالس قد وصل أمس إلى الجزائر في زيارة تدوم يومين للإشراف مناصفة مع نظيره الجزائري على اجتماع الدورة الثالثة للجنة المشتركة العليا وتم خلالها التوقيع على ثلاثة عقود في مجال الصناعة الغذائية والنقل بالسكك الحديدية.

وفي وقت سابق استقبل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة مانويل فالس، ولم يتم خلال هذه الزيارة التطرق إلى ملف التاريخ والذاكرة المتصل بجرائم الاستعمار الفرنسي في الجزائر، والتي تظل محل مطالبة مستمرة من قبل قوى سياسية ومدنية في الجزائر، والتي تطالب باعتراف رسمي من فرنسا بهذه الجرائم والتعويض للضحايا.

وتعتبر فرنسا أنها طوت صفحة هذا الملف بعد إعلان الرئيس فرانسوا هولاند في زيارته إلى الجزائر في 2012، أن الاستعمار كان ظلماً كبيراً سلط على الجزائريين.

المساهمون