بعد أكثر من خمسة عقود من الوقوف على خشبة المسرح؛ رحلت أمس الممثلة المغربية فاطمة بنمزيان عن 71 سنة. الفنانة التي حظيت بشعبية كبيرة لدى الأسر المغربية، شخَّصت في معظم أدوارها صورة المرأة الزوجة والأم في العديد من حالاتها المرحة، إذ كانت تنحاز في أغلب مسرحياتها إلى الكوميديا.
تنتمي بنمزيان إلى جيل رائدات المسرح، كحبيبة المذكوري وأمينة رشيد، صعدت إلى الخشبة وهي لم تتجاوز عامها الرابع عشر. غادرت مدينتها مراكش أواخر الخمسينيات لتلتحق مع زوجها بفرقة "التمثيل العربي" في الرباط، وإلى جانب العروض المسرحية، واصلت التمثيل في المسلسلات الإذاعية والتلفزيونية، إضافة إلى ظهورها في بعض الأعمال السينمائية.
يتذكر المستمع المغربي صوتها في تلك التمثيليات الإذاعية التاريخية والاجتماعية، التي كانت تُبث عبر الإذاعة الوطنية كتمثيلية "خالد بن الوليد"، و"ابن سينا"، و"العنترية"، و" نهار الخميس"، و"مدينة الكنوز"، و"العمارة 10"، وغيرها. ومن أبرز أعمالها المسرحية "بنت الشعب"، "للا بنتي"، "سعدي براجلي"، "بنت النكافة بايرة".
تنتمي بنمزيان إلى أسرة مسرحية معروفة، فزوجها هو الممثل محمد حسن الجندي، وابنها هو المخرج المسرحي أنور الجندي، وابنتها هي المؤلفة والمخرجة المسرحية هاجر الجندي.
كانت قد أسست مطلع الثمانينيات فرقة "مسرح فنون" وظلَّت تشرف عليها وتشارك في تأليف النصوص وتشخيصها وإخراجها، وقدّمت عدداً من الأعمال التي يمكن تصنيفها ضمن "المسرح العائلي" الذي يشكّل في المغرب النوع الأكثر مشاهدة وحضوراً، حيث ينقل للمتفرج تفاصيل حياة الأسر المغربية بنوع من المرح والخفة.