"كلّ شيء في فلسطين كان مختلفاً عمّا هو في لبنان، كانت حفلة العرس وزفته تقامان على مدى خمسة أيام متتالية، مترافقين مع الدبكة والرقص، وكان العريس يزف على الفرس. وفي فلسطين كان كلّ ما نطلبه متوفراً، من تين، وصبار، وخيار، ودجاج، وزيت زيتون، وزبدة، وعسل، إذ كانت كلّ عائلة تحتفظ في بيتها بجرة عسل... ويا ليتني متّ في فلسطين قبل أن ألجأ إلى لبنان".
بهذه الكلمات تتحدث الحاجة فاضلة سعيد شبايطة إلى "العربي الجديد"، هي التي تنحدر من قضاء طبريا، وتعيش حالياً في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، في صيدا، جنوبي لبنان. تقول: "حين تركنا فلسطين كنت في العاشرة، وكلّ ما فيها ما زال محفوراً في ذاكرتي. كنا في العائلة بنتين وولدين حين خرجنا. وكان لدينا رزق واسع في فلسطين، وكان أبي وعمي يعملان معاً في الأرض، وكان الرزق مشتركاً".
تضيف فاضلة: "دخلت إلى المدرسة في فلسطين، وتابعت تعليمي حتى الصف الخامس الأساسي. عندما بدأت تسقط القرى والبلدات في بدايات المعارك مع الصهاينة، وصل هؤلاء إلى جبل حطين وقتلوا عدداً من الشبان، وبعدها بدأ الطيران بشن غاراته على حقول الزيتون لترهيبنا، كما كانوا يلقون من الطائرات مناشير تهديد. يومها اختبأنا تحت الأشجار فلم يكن لدينا مكان آخر نهرب إليه. وهجرنا من بلدتنا حطين إلى دير حنا، ثم إلى فرادة، وبعد سقوط فلسطين بأكملها بيد العصابات، غادرنا سيراً على الأقدام إلى لبنان. جدتي لم تكن قادرة على المشي، فكان والدي وعمي يتناوبان على حملها فوق ظهريهما. ولم نستطع إخراج سوى قليل من الملابس".
اقــرأ أيضاً
تتابع فاضلة: "في لبنان انتقلنا سريعاً إلى صيدا، وعشنا في خيام بمحلة تعمير عين الحلوة، وبعدها بفترة بدأت وكالة الأونروا في توزيع معونات غذائية علينا. وبعدما كان لدينا رزق وفير وحياة كريمة في فلسطين، اشتهينا العيش الكريم في لبنان، فهنا لم يعمل أبي، إذ كان الأمر صعباً جداً عليه، بعدما كان صاحب أملاك كثيرة، لكنّ أخي الأكبر عمل في مخبز وهو من كان يتولى الإنفاق علينا. أخي الأصغر تعلّم حتى بات مدير مدرسة في مخيم عين الحلوة، تابعة لوكالة الأونروا، وبقي في عمله حتى استشهاده". تعقب: "من جهتي، لم أكمل تعليمي، وتزوجت في السادسة عشرة من عمري. أنجبت أربعة أولاد، وبنتين". وتختم: "ليس لي ما أتمناه في هذه الحياة غير العودة إلى فلسطين، ليحتضنني ترابها، وتتلحفني سماؤها، فالدار عزّ، وإن فتح لي مجال العودة لعدت حالاً حافية القدمين، كما خرجت منها وأنا طفلة".
تضيف فاضلة: "دخلت إلى المدرسة في فلسطين، وتابعت تعليمي حتى الصف الخامس الأساسي. عندما بدأت تسقط القرى والبلدات في بدايات المعارك مع الصهاينة، وصل هؤلاء إلى جبل حطين وقتلوا عدداً من الشبان، وبعدها بدأ الطيران بشن غاراته على حقول الزيتون لترهيبنا، كما كانوا يلقون من الطائرات مناشير تهديد. يومها اختبأنا تحت الأشجار فلم يكن لدينا مكان آخر نهرب إليه. وهجرنا من بلدتنا حطين إلى دير حنا، ثم إلى فرادة، وبعد سقوط فلسطين بأكملها بيد العصابات، غادرنا سيراً على الأقدام إلى لبنان. جدتي لم تكن قادرة على المشي، فكان والدي وعمي يتناوبان على حملها فوق ظهريهما. ولم نستطع إخراج سوى قليل من الملابس".
تتابع فاضلة: "في لبنان انتقلنا سريعاً إلى صيدا، وعشنا في خيام بمحلة تعمير عين الحلوة، وبعدها بفترة بدأت وكالة الأونروا في توزيع معونات غذائية علينا. وبعدما كان لدينا رزق وفير وحياة كريمة في فلسطين، اشتهينا العيش الكريم في لبنان، فهنا لم يعمل أبي، إذ كان الأمر صعباً جداً عليه، بعدما كان صاحب أملاك كثيرة، لكنّ أخي الأكبر عمل في مخبز وهو من كان يتولى الإنفاق علينا. أخي الأصغر تعلّم حتى بات مدير مدرسة في مخيم عين الحلوة، تابعة لوكالة الأونروا، وبقي في عمله حتى استشهاده". تعقب: "من جهتي، لم أكمل تعليمي، وتزوجت في السادسة عشرة من عمري. أنجبت أربعة أولاد، وبنتين". وتختم: "ليس لي ما أتمناه في هذه الحياة غير العودة إلى فلسطين، ليحتضنني ترابها، وتتلحفني سماؤها، فالدار عزّ، وإن فتح لي مجال العودة لعدت حالاً حافية القدمين، كما خرجت منها وأنا طفلة".