فاروق يعقوب: الشاب الذي سخّر الفوتوشوب ليسخر من القادة

26 ابريل 2014
+ الخط -
"المكتب الإعلامي للدكتور فاروق يعقوب". بدأت الفكرة بعدما راح فنّانون وسياسيون حول العالم العربي يصدرون بيانات بوساطة تقليعة "الناطق الإعلامي" و"المكتب الإعلامي"...

وعلى الفور، أصدر الناشط المدني فاروق يعقوب بيانات وقّعها باسم "المكتب الإعلامي للدكتور فاروق يعقوب". المصدر ساخر إذاً. ومضمون البيانات كان ساخرا إلى حدّ الضحك المجّاني. لكنّ الأفكار كانت دائما مُصيبة ولاذعة من دون أن تكون رخيصة.

هو فاروق يعقوب الذي يروي أصدقاؤه أنّهم لا يعرفون ما هي طبيعة عمله. فهو عمل في الصحافة، ثم هاجر إلى إفريقيا وافتتح مشروعا، ليعود إلى بيروت ويفتتح حانة في شارع الحمرا. لكنّه يقضي معظم أوقاته بين مقاهي الحمرا وصفحته الفيسبوكية، التي يعاونه فيها عدد من أصدقائه، أبرزهم مصطفى فحص، وعصام عبد الله ومكرم رباح.




يعرّفها على أنّها "صفحة ناقدة وساخرة تهدف إلى انتقاد المقدسات المتحجّرة كافّة في العالم العربي والمرّيخي". وفاروق يعقوب يسخر من كلّ الأحداث السياسية التي تمرّ على دول العالم عمومًا، وعلى اليوميات اللبنانية خصوصًا. ومن أبرز نشاطاته الحالية ترشّحه إلى رئاسة الجمهورية في لبنان، تحت شعار: "انتخبوني وانسوني".



نلاحظ في الصفحة وجود القائد يعقوب في جميع المراحل التاريخية، من قبل الميلاد وصولا إلى يومنا هذا: "أريد كسر البروباغندا التاريخية التي تنشأ مع بداية كلّ عهد، إذ يأتي التاريخ ليصنع من شخصيّات راحلة مقدّسات لا قيمة لها، وهذا خارج عن المنطق".



أمّا هدفه من الترشّح إلى رئاسة الجمهورية فهو "تحطيم الأعراف الطائفية في لبنان"، ويسأل: "من قال إنّ الشيعي لا يستطيع أن يمثّل جميع اللبنانيين، أو يعجز السنّي مثلا أو الدرزي أو الأرثوذكسي؟" يقول فاروق يعقوب لـ"العربي الجديد".

ويتابع قائلًا: "هناك تصريح في الصفحة يطالب بإنشاء مجلس وطني مدني، خارج كلّ الطوائف، يحاسب المواطنين بمقتضى القوانين، ويمنع أيّ مركز ديني أو حزبي من التدخّل في القوانين العامة".

نشاط الصفحة يشبه إلى حد ما الصفحات الإخبارية الخاصّة بوسائل الإعلام التقليدية، لكن بطريقة ساخرة. ولا بدّ من التذكير بأنّها صفحة ولدت بعد "الربيع العربي"، وبعد انتشار برنامج "البرنامج" لباسم يوسف، وما رافقه من "روح ساخرة" حول العالم العربي.


وهي صفحة يومية متابعة للأخبار، تقوم بتحرير كلّ خبر لافت وتحويله إلى حدث يشارك فيه الدكتور فاروق يعقوب. ويتم إرفاق صورة معالجة على برنامج الفوتوشوب تجمع بين الدكتور فاروق والحدث نفسه، ويتم تذييل الخبر برأي الدكتور بالحدث وذكر اسم التنسيقية المتابعة لهذا الملف.

"عن قصد يتم إلصاق صوري عشوائيًا في الصور دون معالجة دقيقة لحجم الرأس أو الألوان، للقول إنّ كلّ شيء في العالم يحدث بطريقة عشوائية، لصق مباشر دون أيّ مراعاة لأيّ ظرف"، يقول. 



وحين نسأله عن الربيع العربي يجيب: "أنا مع التغيير، ومع الربيع العربي، من السخيف أن نكون ضد التغيير، حكمت عائلة الأسد سورية 44 عاما، لماذا لا يرحل بشار؟ لمَ التمسك بالمنصب الرئاسي؟ أما في مصر فأخرجوا حسني مبارك ثم جاء الإخوان ثم العسكر أخرجوا الإخوان، والآن يحاولون جاهدين تلميع صورة العسكر...كلّ هذه التحوّلات غير منطقية وغير جديّة طالما لا تعبر عن رأي الشارع الحقيقي"، ويختم: "من حقّ الناس أن ينتخبوا من يمثلهم". 

2832 متابعا للصفحة، وهي تتفاعل مع الجمهور بحسب أهمية الخبر عند المتلقي، بعض الأخبار يتخطى تفاعلها الـ100 بين Like وShare، وبعضها قد يصل إلى 200 أو 300، وبعضها لا يزيد من يتفاعل معها على 20 أو 30.

هو الأب القائد يسخر من كلّ ما يحيط به، على طريقة وسائل الإعلام التقليدية والحديثة.  

 


 

 

المساهمون