فارس كرم في "ع الطيب".. استهلاك الغناء الشعبي

07 اغسطس 2015
كما بدا في كليبه الجديد (فيسبوك)
+ الخط -
كالعادة، يسقط المغني اللبناني الشعبي فارس كرم في امتحان الفيديو كليب، حتى الآن لا جديد في الأمر سوى، أن فارس الفنان "الضارب" بلغة أهل السوق الفني تجارياً، لم يجد لغاية اليوم مخرجاً يضعه أمام الكاميرا بكاراكتر يعكس "هضامة" أغانيه وانتشارها الكبير بين الجمهور.

في جديده المصور "ع الطيب"، يقف فارس أمام منعطف خطير في مشواره الفني، فالنجم الذي احتل مساحة مهمة في سهرات معظم المهرجانات العربية، وصار مطلوباً بشدة في بلاد الاغتراب من قبل الجاليات العربية هناك، بعدما حققت أغانيه رواجاً كبيراً وانتشاراً قلما تحقق مع مطربي جيله، بالنظر إلى نوعية المواضيع التي يقدمها غناءً، وهذا المنعطف إن لم يتجاوزه كرم بذكاء الفنان، سيكون حائطاً منيعاً أمام استمرار ابن قرية جزين، نجماً متألقاً.

لا ينكر أحد الموهبة التي يتمتع بها فارس كرم، صوتاً وكاريزما وحضوراً، فذكاء الفنان يظهر في خطه الغنائي المختلف، مواضيع أغنياته أحدث ضجة مستمرة بين الجمهور، عرف من خلالها أن يكرّس نفسه نجماً للأغنية الشعبية، عندما تعود للخلف تجد أن أرشيف فارس كرم المليء بالمواضيع الاجتماعية والحياتية في أغانيه "التنورة، نسونجي، الأرجيلة، ختيار ع العكازة، الغربة، طالع لجدك منزوع، دادي، دخيلو"، كلها مواضيع يتبادلها الناس فيما بينهم، لكن لم يجرؤ أحد من المطربين أن يقدمها سوى فارس، الذي أثبت تميزه بهذا اللون الذي أوصله إلى مسرح "جرش" ومسرح "قرطاج".

في جديده الغنائي "ع الطيب" من حق فارس أن يبقى سجين اللون الغنائي الذي ساهم في نجاحه، لكن ليس من حقه أن يستسهل الغناء الشعبي، فالأغنية الجديدة، كأوديو ليس فيها ما يشد، سوى وصف الحبيبة بأنواع من الطعام والحلويات، وهي أفكار من المفروض أن فارس تجاوزها بحثا عن أفكار ومواضيع أكثر قرباً من الناس، فما الجديد في "صبية أمورة وخدها زي النمورة" و"قدامي بنوتة جسمها زي البسكوتة"، لكن يبدو أن فارس كرم استسهل التعامل مع ملحنين يعرفهم مثل سليم سلامة الذي قدم معه سابقاً نجاحات باهرة، وهو ذاته الذي قدم معه أغنية "ع الطيب" من كلمات أريج ضو، وهذا الاستسهال يؤذي صاحبه، فلا يعني أن يكون الشاعر والملحن نجمين أو صاحبي نجاحات سابقة، لكي تُدهش الجمهور، فالمستمع لا يهمه من كتب أو من لحن، بل يهمه ما قدم المطرب من جديد.

أما الفيديو كليب الذي أخرجه جو بو عيد، وتم تصويره في صربيا وسط الطبيعة الخلابة والنساء الجميلات، اعتمد فيه المخرج على الإبهار البصري في الألوان المستخدمة، وسط مشاهد الطبيعة والألوان البارقة التي ارتداها فارس، فبدا الكليب أشبه بفيلم كارتون موجه للأطفال، مليء بالإيحاءات الجنسية.

خلاصة الأمر، في جديده الغنائي "ع الطيب" بدا فارس كرم تائهاً في الأغنية "أوديو" و"فيديو"، فصار لزاماً عليه أن يفكر، كيف يخرج من المأزق الذي وقع فيه، وليس أسهل من التفتيش عن أفكار غنائية "طازة" لدى الشعراء والملحنين الشباب وهم كثر، ولا داعي لتصوير أي كليب جديد، ما لم تكن الفكرة التي يقدمها المخرج – أي مخرج – مجنونة وتليق به.

المساهمون