فائض القوة يلاقي التحريض الطائفي في شوارع بيروت

08 مايو 2018
اشتباك بالأيدي في عائشة بكار (حسين بيضون)
+ الخط -

لم تنته تبعات المسيرات الاستفزازية التي نظمها أنصار "حزب الله" و"حركة أمل" و"جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية"، في العاصمة اللبنانية بيروت، أخيراً، رغم انكفاء هذه المظاهر، بعد تكليف رئيس الحكومة، سعد الحريري، للجيش بضبط الوضع الأمني في العاصمة.

وتقلصت الحركة في شوارع بيروت، اليوم الثلاثاء، إلى حدودها الدنيا، بعد ليلة طويلة من الاحتكاكات الطويلة بين أنصار الأحزاب الثلاثة التي وصل مرشحوها إلى سدة البرلمان، من جهة، وبين أنصار "تيار المستقبل" الذي خابت توقعاته السياسية رغم فوز معظم مرشحيه للانتخابات النيابية في دائرة بيروت الثانية.

وساهمت مواقع التواصل الإجتماعي، بشكل كبير جداً، في تثبيت وجود قرار شبه رسمي من قبل الأحزاب الثلاثة في تنظيم استعراض للقوة في شوارع بيروت، وهو ما كشفته صور آلاف الدراجات النارية التي انتظمت عند التقاطعات الكبرى في الضاحية الجنوبية لبيروت، وعليها أعلام "حركة أمل" و"حزب الله"، قبل أن تتوجه إلى العاصمة وينضم إليها أنصار "المشاريع". ​



هذا الاستعراض هدف إلى تثبيت التقدم الانتخابي الذي حققه "حزب الله" بالعودة إلى الساحة السياسية البيروتية من بوابة مجلس النواب، والتذكير بأن القرار الأمني وحتى العسكري في العاصمة اللبنانية هو بيد الحزب وحلفائه فقط. وهو ما أكده عدم توقيف أي من المتسببين في الإشكالات الأمنية، رغم الانتشار الكثيف والواسع الذي نفّذه الجيش اللبناني في كل شوارع العاصمة.

ولم تساعد التصريحات الطائفية الحادة لمرشح "تيار المستقبل"، ووزير الداخلية نهاد المشنوق، في ضبط الشارع البيروتي، الذي رد على المسيرات بمهاجمة ما تمكن منها.

وتداول أنصار "تيار المستقبل" تصريحات المشنوق التي وصف فيها أنصار الأحزاب الثلاثة بأنهم "أوباش"، وأصبحت الكلمة مرادفة لكل التحريض الطائفي الذي واكب الانتخابات.



كما انتشرت تسجيلات مصورة لاشتباكات بالأيدي بين شبان مؤيدين لـ"تيار المستقبل" ومسيرة للأحزاب الثلاثة، أمام أحد المساجد في منطقة عائشة بكار في بيروت. وهي المنطقة ذاتها التي شهدت عام 2009، مقتل مواطنة برصاص إحدى المليشات خلال اعتداء على المنطقة.



أعاد هذا المشهد سكان بيروت إلى السابع من مايو/أيار عام 2008، عندما اجتاح "حزب الله" وحلفاؤه أجزاء واسعة من محافظتي بيروت وجبل لبنان، بعد قرارات حكومية يقول الحزب إنها "تستهدف بنيته التحتية التي يستخدمها لمقاومة إسرائيل". لكن حجم الاستفزازات الطائفية التي واكبت السابع من مايو عامي 2008 و2018، أثبتت أن الأمر لا يتعلق بمقاومة إسرائيل، ولكن بإرسال رسائل سياسية وطائفية داخلية إلى الأطراف اللبنانية بأن بيروت ساقطة سياسياً وعسكرياً.