غياب وزراء تونس عن "يوم الشهيد" يغضب الأهالي

10 يناير 2017
أهالي سيدي بوزيد يتذكرون شهداء الثورة (فتحي بليد/Getty)
+ الخط -
غاب الوزراء ومسؤولو الدولة التونسية عن إحياء الذكرى السادسة لـ"يوم الشهيد" بمعتمدية الرقاب في محافظة سيدي بوزيد، باستثناء عدد قليل من النواب والسياسين الذين كرّموا عائلات الشهداء.

وحمّل الأهالي النواب رسائل مفادها أنهم يشعرون بالاستياء وخيبة الأمل لما آلت إليه الأوضاع في المنطقة وعدم تحقق أهداف الثورة، خاصة بعد مرور ست سنوات على سقوط أول شهيد في مدينة الرقاب يوم 9 يناير/كانون الثاني 2011، حيث قدمت المنطقة 5 شهداء في ساعتين.

وقال النائب عن صوت الفلاحين، فيصل التبيني، لـ"العربي الجديد"، إنّ حضور النواب ضروري في مثل هذا الظرف لمواساة عائلات الشهداء، معتبرا أن الرقاب قدمت خمسة شهداء، وبالتالي لا يوجد أي مبرر لغياب الوفد الوزاري أو مسؤولي الدولة عن هذا الحدث، مشيرا إلى أن هذا التجاهل من شأنه أن يزيد حالة الاحتقان في الجهة.

وأوضح التبيني أن الوضع في الرقاب مترد، ثم أضاف: "لم يتغير شيء رغم مرور ست سنوات على الثورة، بل إن الأوضاع زادت تدهورا في ظل غياب التشغيل والتنمية"، مبينا أنّ الأهالي حمّلوهم عدة رسائل، معبرين عن غضبهم من التجاهل.

وأكد النائب أن تكريم عائلات الشهداء يظل غير كاف، لأن هناك الكثير من الظلم في التعامل مع ملف عائلات الشهداء وحرمان بعضهم من أبسط الحقوق، رغم ما لهم من فضل في وصول العديد من السياسيين إلى الحكم، "لولا من ضحوا بدمائهم لما كانت هناك ثورة، نسيان هذا الملف من شأنه أن يؤجج الأوضاع ويزيد الاحتقان في الجهة التي هي مهد الثورة التونسية".

وقالت النائبة عن حركة النهضة، حياة عمري، لـ"العربي الجديد"، إنها تنتمي إلى الرقاب وبحكم معرفتها جيدا بالجهة، فإن العديد من المطالب الأساسية لم تتحقق، معتبرة أن الثورة تعني الشباب، ولكن أوضاع الشباب لم تتغير في الرقاب، رغم أنها تعتبر من أهم المناطق الفلاحية في تونس.

وأضافت عمري: "رغم الثروات التي تتمتع بها الرقاب، إلا أن الجهة لم تستفد كثيرا من تلك الخيرات. الإشكال لا يكمن في غياب الوزراء أو مسؤولي الدولة، بقدر ما يكمن في غياب رغبة التغيير"، مبينة أنهم، باعتبارهم نوابا، يتصلون بالشباب لمعرفة مطالبهم، ويضغطون على السلطة التنفيذية لحل الاشكاليات العالقة، مؤكدة أنه "حتى لو برمجت مشاريع تنموية فإنها تبقى عالقة في ظل غياب الرصيد العقاري، وهو ما يجب العمل عليه مستقبلا".

وقال الناشط المدني، أحمد الكدوسي، وهو شقيق الشهيد رؤوف الكدوسي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "كثيرا من الحزن والخيبة يخيم على الذكرى السادسة لشهداء الرقاب"، معتبرا أنّ حضور بعض مسؤولي الدولة إلى بعض المناطق واستثناء أخرى أغضب كثيرا عائلات الشهداء. "هذا الأمر مخجل"، على حد قوله.

دلالات