لطالما شهد الدوري الألماني وجود نجوم عرب في صفوف أنديته، منهم من ترك بصمةً هامّة وحفظ اسمه على ألسنة المشجعين. إلا أن السنوات الأخيرة شهدت تراجعاً ملحوظاً في عدد المحترفين العرب في ألمانيا عامةً، فلم يبق على مستوى أندية النخبة "البوندسليغا" إلا أسماء قليلة، ربما أبرزها الجزائري مهاجم نادي فيردر بريمن إسحاق بلفوضيل، وثنائي وسط شالكه، المغربي أمين حارث والجزائري نبيل بن طالب.
استراتيجية الاتحاد الألماني
لكن هذا التراجع في التمثيل داخل الكرة الألمانية ليس حكراً على الكرة العربية وحدها، بل هو نتاج نظام كامل اعتمدته الأندية الألمانية أخيراً في صناعة فرقها، يقوم على الاستثمار في المواهب الصغيرة والاعتماد على ما تنتجه قواعد الأندية من لاعبين، على حساب انتداب المحترفين الأجانب.
والاتجاه لهذا النظام لم يكن فقط بسبب قلة الموارد المالية للأندية الألمانية، بل كان قانوناً ألزمت به من قبل الاتحاد الألماني لكرة القدم، والذي وجد نفسه في حاجة للقيام بثورة على مستوى الكرة الألمانية بعد الفشل الذريع للمنتخب الألماني الأول في بطولتي كأس العالم 1998 وكأس الأمم الأوروبية 2000.
هذه الثورة تطلبت توظيف جهود مجموعة كبيرة من المدربين المحترفين والأكاديميين الرياضيين، عملوا على ابتكار مشاريع كروية جديدة ترفع من مستوى الكرة في ألمانيا وتناسب قلة الموارد المالية بل تجعل منها سبباً في دفع الأندية المحلية للابتكار والاهتمام بالمواهب.
جني الثمار
وكانت البداية من خلال مشروع إلزام أندية الدرجة الأولى البوندسليغا بإدارة أكاديمية كروية واحدة على الأقل للشباب عام 2002، ثم طبق هذا القانون أيضاً بعدها بعام واحد على أندية الدرجة الثانية أيضاً. وهو ما نتج عنه 54 أكاديمية كروية للشباب على امتداد الأراضي الألمانية، تدار من قبل أندية محترفة.
فيما تحظى باقي المراكز باهتمام اتحاد الكرة نفسه، فتم أيضاً إطلاق مشروع "دي أف بي"، حيث أن حوالى 30 شاحنة متنقلة، تنقل مجموعة من المدربين المحترفين ليقوموا بإنشاء معسكرات تدريبية في مراكز الهواة، بهدف نقل اللاعبين إلى المستوى الاحترافي المناسب لكل منهم، بالإضافة لنقل معرفتهم وترك ملاحظاتهم لمدربي هذه الأندية لرفع مستوى التدريبات والانتقال بها إلى مستوى أعلى احترافياً.
هذا المشروع أمّن للأندية الألمانية عدداً كبيراً من المواهب الجاهزة للاحتراف واللعب في صفوف فرقها الأساسية، ووفر عليها الكثير من الأموال المطلوبة للدخول في سوق انتقالات اللاعبين، خاصة مع المنافسة من أندية الدوريات الأكثر غنى. كما أدى إلى ظهور منتخبات ألمانية متميزة في كافة المستويات العمرية.
ولعل أبرز الأسماء التي خرجت من الأكاديميات سابقة الذكر وصنعت الفارق مع المنتخب الألماني الأول، هي الحارس مانويل نوير، ولاعب نادي باريس سان جيرمان جوليان دراكسلر، والألماني صاحب الأصول التركية، مسعود أوزيل. أما النقص الذي قد يعاني منه أي ناد محترف في ألمانيا، فيتم تعويضه بشكل طبيعي من لاعبي دوريات الدول المجاورة، فلطالما كان لعاملي اللغة والجغرافيا دور كبير في حسم توجه أي دوري.
فرصة أمام أبناء الجيل الثاني
هذه العوامل كلها تضاف إلى غياب الأكاديميات في الدول العربية، وشركات توكيل اللاعبين، جعلت من الطريق إلى الاحتراف في ألمانيا صعباً ومليئاً بالعقبات أمام اللاعب العربي، ودفعت أكثر لاقتصار الأسماء العربية على لاعبين مزدوجي الجنسية، منهم من وصل لتمثيل المنتخب الألماني الأول، كالتونسي الأصل سامي خضيرة.
ولعل الفرصة قد تكون مواتية في المستقبل لأبناء الجيل الثاني من آلاف العائلات التي وفدت أخيراً إلى ألمانيا من خلال الحصول على حق اللجوء الإنساني أو من خلال الهجرة، للانضمام إلى أكاديميات الكرة المعتمدة، وبالتالي الحصول على المعرفة الكروية بشكلها الحديث والممنهج، خاصة أن الاتحاد الألماني وبالتعاون مع عدد من الجهات الرسمية في ألمانيا، كوزارة الهجرة ورابطة الأندية المحترفة، قد أطلق مجموعة من المشاريع التي تهدف لتشجيع المواهب من أصول أجنبية للانضمام إلى هذه الأكاديميات.
اقــرأ أيضاً
استراتيجية الاتحاد الألماني
لكن هذا التراجع في التمثيل داخل الكرة الألمانية ليس حكراً على الكرة العربية وحدها، بل هو نتاج نظام كامل اعتمدته الأندية الألمانية أخيراً في صناعة فرقها، يقوم على الاستثمار في المواهب الصغيرة والاعتماد على ما تنتجه قواعد الأندية من لاعبين، على حساب انتداب المحترفين الأجانب.
والاتجاه لهذا النظام لم يكن فقط بسبب قلة الموارد المالية للأندية الألمانية، بل كان قانوناً ألزمت به من قبل الاتحاد الألماني لكرة القدم، والذي وجد نفسه في حاجة للقيام بثورة على مستوى الكرة الألمانية بعد الفشل الذريع للمنتخب الألماني الأول في بطولتي كأس العالم 1998 وكأس الأمم الأوروبية 2000.
هذه الثورة تطلبت توظيف جهود مجموعة كبيرة من المدربين المحترفين والأكاديميين الرياضيين، عملوا على ابتكار مشاريع كروية جديدة ترفع من مستوى الكرة في ألمانيا وتناسب قلة الموارد المالية بل تجعل منها سبباً في دفع الأندية المحلية للابتكار والاهتمام بالمواهب.
جني الثمار
وكانت البداية من خلال مشروع إلزام أندية الدرجة الأولى البوندسليغا بإدارة أكاديمية كروية واحدة على الأقل للشباب عام 2002، ثم طبق هذا القانون أيضاً بعدها بعام واحد على أندية الدرجة الثانية أيضاً. وهو ما نتج عنه 54 أكاديمية كروية للشباب على امتداد الأراضي الألمانية، تدار من قبل أندية محترفة.
فيما تحظى باقي المراكز باهتمام اتحاد الكرة نفسه، فتم أيضاً إطلاق مشروع "دي أف بي"، حيث أن حوالى 30 شاحنة متنقلة، تنقل مجموعة من المدربين المحترفين ليقوموا بإنشاء معسكرات تدريبية في مراكز الهواة، بهدف نقل اللاعبين إلى المستوى الاحترافي المناسب لكل منهم، بالإضافة لنقل معرفتهم وترك ملاحظاتهم لمدربي هذه الأندية لرفع مستوى التدريبات والانتقال بها إلى مستوى أعلى احترافياً.
هذا المشروع أمّن للأندية الألمانية عدداً كبيراً من المواهب الجاهزة للاحتراف واللعب في صفوف فرقها الأساسية، ووفر عليها الكثير من الأموال المطلوبة للدخول في سوق انتقالات اللاعبين، خاصة مع المنافسة من أندية الدوريات الأكثر غنى. كما أدى إلى ظهور منتخبات ألمانية متميزة في كافة المستويات العمرية.
ولعل أبرز الأسماء التي خرجت من الأكاديميات سابقة الذكر وصنعت الفارق مع المنتخب الألماني الأول، هي الحارس مانويل نوير، ولاعب نادي باريس سان جيرمان جوليان دراكسلر، والألماني صاحب الأصول التركية، مسعود أوزيل. أما النقص الذي قد يعاني منه أي ناد محترف في ألمانيا، فيتم تعويضه بشكل طبيعي من لاعبي دوريات الدول المجاورة، فلطالما كان لعاملي اللغة والجغرافيا دور كبير في حسم توجه أي دوري.
فرصة أمام أبناء الجيل الثاني
هذه العوامل كلها تضاف إلى غياب الأكاديميات في الدول العربية، وشركات توكيل اللاعبين، جعلت من الطريق إلى الاحتراف في ألمانيا صعباً ومليئاً بالعقبات أمام اللاعب العربي، ودفعت أكثر لاقتصار الأسماء العربية على لاعبين مزدوجي الجنسية، منهم من وصل لتمثيل المنتخب الألماني الأول، كالتونسي الأصل سامي خضيرة.
ولعل الفرصة قد تكون مواتية في المستقبل لأبناء الجيل الثاني من آلاف العائلات التي وفدت أخيراً إلى ألمانيا من خلال الحصول على حق اللجوء الإنساني أو من خلال الهجرة، للانضمام إلى أكاديميات الكرة المعتمدة، وبالتالي الحصول على المعرفة الكروية بشكلها الحديث والممنهج، خاصة أن الاتحاد الألماني وبالتعاون مع عدد من الجهات الرسمية في ألمانيا، كوزارة الهجرة ورابطة الأندية المحترفة، قد أطلق مجموعة من المشاريع التي تهدف لتشجيع المواهب من أصول أجنبية للانضمام إلى هذه الأكاديميات.