عن 100 وعام، رحل الأحد الماضي المعماري العراقي محمد صالح مكية في لندن. يعتبر الراحل من أبرز أسماء الهندسة المعمارية العربية في القرن العشرين، حيث وضع بصمات على عدة مدن، أولها بغداد، مسقط رأسه، إلى الدوحة وصولاً إلى روما.
يمثل مكية (1914) ذلك الجيل الرابط بين المعماريين الذين درسوا في جامعات أوروبا وبين الأجيال التي تليهم من المعماريين المتخرّجين من الجامعات العربية، وكان واحداً بين مؤسسي قسم الهندسة المعمارية في الجامعة العراقية في الخمسينيات.
فبعد أن تخرّج من كمبريدج بموضوع رائد حول "تأثير المناخ في تطور العمارة في منطقة البحر المتوسط" يعد من أوائل الدراسات التي تناولت الشأن البيئي نظرياً في الهندسة المعمارية، وبعد فترة من التدريس في الجامعة البريطانية عاد إلى العراق ليستأنف نشاطه المعماري والتدريسي.
في بغداد، وإضافة إلى التدريس، أنشأ "شركاء مكية للاستشارات المعمارية والتخطيط"، ومن خلالها وضع تصميمات تركت بصمتها على الحياة المعمارية العراقية ومنها وصلت شهرته إلى كامل البلاد العربية ثم إلى العالم.
من أعمال مكية؛ جامع الخلفاء في بغداد وبوابة مدينة عيسى في البحرين والمسجد الكبير في الكويت وجامع إسلام أباد وجامع قابوس الكبير في عمان، وجامع تكساس في الولايات المتحدة الأميركية وجامع روما ومبنى الجامعة العربية في تونس ومسجد الصدّيق في الدوحة.
ألف مكية كتباً تتحدث عن تجربته من بينها "بغداد" و"خواطر السنين"، كما أنه كان موضوع مؤلفات مثل كتاب "محمد مكية" وهي سيرة ذاتية أنجزها رشيد خيون، وكتاب علي ثويني "المعماري محمد صالح مكية.. تحليل للسيرة والفكر والمنجز".