قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، لـ"العربي الجديد"، إن الأمل وعمل الدول معا، واستمرار الحوار، أمور ضرورية من أجل محاربة انتشار فيروس كورونا الجديد، واعترف، في الوقت ذاته، بأن هناك أموراً خارجة عن سيطرته، من بينها توصل مجلس الأمن الدولي في نيويورك لاتفاق وإصدار قرار حول مواجهة انتشار الفيروس.
وجاءت تصريحات غوتيريس خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، عن طريق دائرة متلفزة مغلقة.
ولم يتمكن مجلس الأمن، بسبب خلافات صينية أميركية، من التوصل حتى الآن إلى اتفاق حول مسودة مشروع قرار تونسية - فرنسية يتبناها المجلس لمحاربة انتشار الفيروس.
وحول ما إذا كان يشعر بخيبة أمل من ذلك، قال غوتيريس: "علينا أن نكون واقعيين. فمجلس الأمن مكون من عدد من الدول، ونحن ندرك أن العلاقة بين الدول العظمى مختلة، وهذا يجعل عمل مجلس الأمن لاتخاذ القرارات والتعاون الدولي في الكثير من المجالات صعب التنفيذ".
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أن "ما نحتاجه هو أن تكون لدينا المقدرة، وخاصة الدول الكبيرة، على أن تعمل معا، وتجد طريقة للتوصل إلى إجماع، ما يسمح بردود فعل أسرع، سواء كان ذلك في ما يخص الوباء والتعامل مع التحديات العظمى التي يواجهها العالم، أو في ما يخص الأمن والسلم الدوليين. وفي الوقت ذاته العمل على خلق الظروف للتعافي (الاقتصادي) ودعم الدول النامية".
ورداً على أسئلة إضافية لـ"العربي الجديد" حول الوضع في اليمن، وسبب تفاؤله بالتوصل لوقف إطلاق نار، ومدحه للتحالف بقيادة السعودية على إعلان وقف إطلاق النار، في حين أن التحالف مستمر بالعمليات العسكرية، كما الأطراف الأخرى، قال غوتيريس: "أؤمن بأنه من الضروري أن نكون على اتصال ونجري مشاورات مستمرة مع جميع الأطراف. هذه النقاشات تجري بشكل بنّاء".
وأضاف: "لمسنا في محادثاتنا مع جميع الأطراف المحلية والدولية رغبة ونية بدعم الجهود للتوصل إلى اتفاق. اتفاق يشمل وقفاً دائماً لإطلاق النار، وخطوات بناء الثقة الضرورية المتعلقة بالمطار والميناء وأمور أخرى، بما فيها دفع رواتب موظفي القطاع العام، كما قضايا وصول (المساعدات الإنسانية)، والحوار السياسي من أجل التوصل لاتفاق سلام في اليمن".
وأوضح غوتيريس أنه "نأمل أن تفهم جميع الأطراف أن معاناة اليمنيين تحتم إنهاء هذا النزاع"، وأضاف: "ذهبت إلى اليمن عدداً من المرات في الماضي أثناء عملي كمفوض سام لمفوضية شؤون اللاجئين. لقد وجدت دائما أن اليمنيين كانوا كريمين جداً. أذكر أنهم حتى في أوقات الصراعات سمحوا للاجئين الذين كانوا يصلون لسواحل اليمن بالحصول على لجوء. هذا الكرم الذي أظهره اليمنيون دائماً يستحق السلام، وعلينا أن نقوم بكل ما بوسعنا لكي نتغلب على عدم الثقة والصعوبات والمشاكل، والتمكن من التوصل إلى اتفاق وسلام في اليمن. هذا هو هدفنا، وسنفعل كل ما بوسعنا للتوصل إلى ذلك".
ورداً على سؤال آخر حول سورية وضرورة أن يعود مجلس الأمن ويسمح بدخول المساعدات لشمال شرق سورية عن طريق العراق، وما هو رده على دول كروسيا التي تدعي أن ذلك غير ضروري، قال غوتيريس: "لقد قدمنا لمجلس الأمن مقترحنا حول بدائل (لنقطة اليعربية من العراق التي رفضت روسيا التجديد لها) لتقديم المساعدات الإنسانية".
وأضاف: "نؤمن بأن آلية المساعدات العابرة للحدود ضرورية، ونحتاج إليها، وقدمنا اقتراحات حول عدد من الإمكانيات من أجل السماح لنا بالوصول إلى جميع المناطق (في سورية)، بالإضافة إلى الطرق الأخرى الممكنة. إن هذا أمر ذو أهمية بالنسبة لنا متعلق بالاحتياجات، كما المقدرة على تقديم المساعدات الإنسانية والدعم لمكافحة انتشار وباء كورونا الجديد لكي تصل إلى جميع أنحاء سورية".