وأوضح غوتيريس أن "المبعوث الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث ورئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار باتريك كاميرت، يواصلان العمل على بناء الثقة بين الطرفين، التي لا تزال ناقصة نتيجة لهذا النزاع الذي طال أمده"، بحسب "الأناضول".
وأضاف غوتيريس، في التقرير الذي قدمه إلى أعضاء مجلس الأمن، حول تنفيذ الاتفاق خلال الفترة من 12 إلى 18 يناير/ كانون الثاني الجاري، أنه "رغم أن حكومة اليمن والحوثيين يواصلون الإعراب عن التزامهم باتفاق استوكهولم (الموقع في 13 ديسمبر/ كانون الأول الماضي) إلا أن التقدم في تنفيذ مختلف جوانب الاتفاق، بما في ذلك الوقف الهش لإطلاق النار، يواجه تحديات".
وحثّ في تقريره قادة كلا الطرفين على "اتخاذ الخطوات اللازمة للتغلب على العقبات والعمل بصورة بنّاءة مع الأمم المتحدة لتنفيذ اتفاق استوكهولم للنهوض بمصالح الشعب اليمني".
كما دعا غوتيريس الطرفين إلى "وضع أهدافهم العسكرية جانباً، وتيسير العملية الإنسانية العاجلة المنقذة للحياة والالتزام بالتوصل إلى حل سياسي للنزاع في اليمن".
وأفصح غوتيريس بأن "رئيس لجنة تنسيق إعادة انتشار القوات في الحديدة وفريقه يواجهون عدة تحديات في عملياتهم، تشمل إصدار التأشيرات والموافقات الإدارية الأخرى، وأماكن الإقامة والمعدّات اللازمة".
وأعرب عن رفضه لـ"استمرار النمط الحالي للتأخيرات والتنازلات في اللحظة الأخيرة كي يتنقل رئيس لجنة إعادة النشر وفريقه"، مشدّدًا أن "تيسير الوصول (لأعضاء فريق تنسيق إعادة الانتشار) إلى الأماكن (المتفق عليها) دون قيود وضمان حرية التنقل يعدّ أمرًا حاسمًا".
وعبّر عن قلقه "إزاء الحالة الأمنية على أرض الواقع التي يمكن أن يترتب عليها تداعيات خطيرة على عملياتنا؛ فالتهديدات الموجهة ضد لجنة تنسيق إعادة النشر وموظفي الأمم المتحدة في الحديدة آخذة في الازدياد".
وشدّد على أن "المسؤولية عن سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وأصولها تقع على عاتق الطرفين، ويجب عليهما ومؤيديهم أن يقرروا الآن ما إذا كانوا سينفذون أحكام اتفاق استوكهولم بحسن نية".
غريفيث يزور الحديدة الثلاثاء
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة استيفان دوغريك، بمؤتمر صحافي عقده بالمقر الدائم للمنظمة الدولية في نيويورك الإثنين، إن مارتن غريفيث سيتوجه إلى مدينة الحديدة (غرب)، الثلاثاء، على أن يكون في العاصمة الأردنية عمان الخميس المقبل.
وأوضح المتحدث الرسمي أن "المبعوث الأممي يعتزم الذهاب إلى الحديدة الثلاثاء والعودة إلى عمّان الخميس".
وأردف قائلاً: "وقد أكد غريفيث للأطراف أن الأمم المتحدة ملتزمة بالمحافظة على مسار مساعدتهم في تنفيذ اتفاقية استوكهولم بشكل كامل وسريع".
وتابع: "يواصل الطرفان إظهار الإرادة السياسية للالتزام باتفاقية استوكهولم، ويعتقد مارتن غريفيث أن كلا الطرفين يشاركان بشكل بناء وجاد في تنفيذ الاتفاقية".
وأشار دوغريك إلى أن "منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن، ليز غراندي، أدانت أمس الأحد، القصف الذي تعرض له مركز جماعي للنازحين في منطقة حرض، بمحافظة حجة، قتل خلاله 8 أشخاص وأصيب 30 آخرون".
وأوضح أن "أي هجوم على موقع مدني أمر غير معقول وخرق واضح للقانون الإنساني الدولي".
وفي وقت سابق اليوم، قال غريفيث، في حوار مع صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، أعاد نشره الموقع الرسمي لمكتب المبعوث الأممي، إن "تمديد الجداول الزمنية لتنفيذ اتفاقات الأطراف اليمنية في استوكهولم أمر متوقع".
وبدأ غريفيث، صباح اليوم، زيارة لصنعاء هي الثالثة له إلى العاصمة اليمنية في أقل من شهر، بالتزامن مع تصريحات أطلقها حول أهمية تنفيذ بنود اتفاق استوكهولم المبرم بشأن الحديدة في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
والتقى غريفيث زعيم جماعة الحوثيين، عبد الملك الحوثي، لبحث مسألة تنفيذ اتفاق استوكهولم، واستمرار التهدئة الميدانية، حسب وكالة الأنباء اليمنية الخاضعة للحوثيين.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، بنسختها التي يديرها الحوثيون، عن الحوثي اتهامه للحكومة والتحالف السعودي الإماراتي بـ"التهرب من تنفيذ اتفاق استوكهولم ووضع العراقيل أمام تنفيذه".
واستنكر الحوثي ما وصفه بـ"الإجراءات التعسفية" التي تقوم بها دول التحالف من خلال "إبقاء الحصار الشامل"، واتخاذ المزيد من الإجراءات، بما في ذلك استمرار إغلاق مطار صنعاء الدولي "مع وجود الحالات الإنسانية كالأمراض المستعصية، وغير ذلك مما يتطلب السفر للخارج كالطلاب والتجار والعالقين".
وألقى الحوثي بالاتهامات على الجانب الحكومي بوضع عراقيل وصعوبات أمام التقدم في ملف تبادل الأسرى والمعتقلين، وقال إن وفد جماعته في "جهوزية" لتنفيذ ما اتفق عليه.
من جانبها، نقلت الوكالة الحكومية التي يديرها الحوثيون عن المبعوث الأممي أنه سيتحرك الأيام القادمة بخطوات "جادة" لتنفيذ اتفاق استوكهولم المتعلق بالحديدة وتبادل الأسرى والعمل على الوصول إلى اتفاق في الجانب الاقتصادي.
ويأتي لقاء المبعوث الأممي بزعيم الحوثيين بعد ساعات من وصول الأول إلى صنعاء، في إطار جهود يبذلها لإزالة العقبات أمام تنفيذ اتفاق الحديدة المبرم في السويد في ديسمبر/كانون الأول المنصرم، والذي يتبادل الطرفان الاتهامات بالتهرب من تنفيذه.