غوايدو لا يستبعد تدخلاً عسكرياً... ومادورو: "هجوم إلكتروني" وراء أزمة الكهرباء بفنزويلا
وقال غوايدو الذي نصّب نفسه رئيساً بالوكالة، واعترفت به نحو خمسين دولة رئيساً بالوكالة لفنزويلا، أمام الآلاف من مؤيّديه الذين نزلوا إلى شوارع العاصمة، إنّه سيبدأ جولة في أنحاء البلاد قبل أن يقود مسيرة في العاصمة.
ولم يُحدّد غوايدو، الذي كان يحمل بيده مكبّر صوت، تاريخاً لذلك، مكتفياً بالقول إنّ المسيرة ستحدث "قريباً".
وهتف مؤيّدوه "ميرافلوريس! ميرافلوريس" في إشارة إلى القصر الرئاسي، مقرّ الرئيس الاشتراكي نيكولاس مادورو.
وتابع غوايدو (35 عاماً): "بعد انتهاء هذه الجولة، سنُعلن التاريخ الذي سنسير فيه جميعاً في كاراكاس".
كما كرّر غوايدو استعداده للسّماح بتدخّل عسكري أجنبي. وقال إنّ "المادّة 187، عندما يحين الوقت"، في إشارة منه إلى الدّستور الذي يسمح بـ"مهمّات عسكريّة فنزويليّة في الخارج، أو بمهمّات عسكريّة أجنبيّة" في الداخل الفنزويلي. وهتف الحشد "تدخّل! تدخّل!".
وشدّد غوايدو على أنّ "كلّ الخيارات مطروحة على الطاولة، ونحن نقول ذلك بشكل مسؤول"، داعياً مؤيّديه إلى عدم الاستسلام "لليأس والإحباط".
Twitter Post
|
وشهدت شوارع كاراكاس ومدن أخرى في فنزويلا، السبت، تظاهرات مضادة لأنصار كل من غوايدو ومادورو، اللذَين يخوضان صراعاً مريراً على السلطة في البلد الغني بالنفط في أميركا الجنوبية، وسط أزمة انقطاع الكهرباء واسعة النطاق أغرقت البلاد في الظلام.
ويحاول غوايدو إجبار مادورو، الاشتراكي الذي أُعيد انتخابه رئيساً للبلاد في مايو/أيار الماضي، على التنحّي وإجراء انتخابات جديدة.
مادورو: أزمة الكهرباء "عملية تخريب"
من جهته، قال مادورو، السبت، إنّ هجوماً إلكترونياً جديداً منع السلطات الفنزويليّة من إعادة الكهرباء إلى أنحاء البلاد.
وتحدّث مادورو أمام مؤيّدين له في كاراكاس، عن أنّ التقدّم الذي كان قد تمّ إنجازه لإعادة التيار الكهربائي بلغت نسبته 70 في المئة، وقال "عندما تلقّينا في منتصف النهار (السبت) هجوماً إلكترونيًا آخر على إحدى المولّدات التي كانت تعمل على أكمل وجه، الأمر الذي ألغى كلّ ما كنّا قد أنجزناه".
وغرقت كاراكاس وكل فنزويلا تقريباً في الظلام، منذ الخميس، بسبب عطل كبير في الكهرباء نسبته حكومة مادورو إلى "عملية تخريب" في محطة الكهرباء الرئيسية في البلاد.
وقطع التيار الكهربائي في كل أحياء العاصمة والخدمات مثل المترو وإشارات المرور. واضطر آلاف الأشخاص عند مغادرتهم عملهم إلى السير كيلومترات للعودة إلى منازلهم.
وأثّر انقطاع الكهرباء على نشاطات مطار سيمون بوليفار الدولي، حسب شبكات التواصل الاجتماعي.
وقطعت الخطوط الهاتفية والإنترنت أيضا فجأة، وكذلك توزيع المياه في المباني والذي يتمّ عبر مضخات كهربائية.
وتوفي 15 فنزويلياً مصابين بأمراض الكلى؛ بسبب عدم تمكّنهم من الخضوع لجلسات غسيل كلى خلال فترة انقطاع التيّار الكهربائي في البلاد، حسب ما ذكرت منظّمة غير حكوميّة، السبت.
وقال فرانسيسكو فالنسيا، الذي يرأس مجموعة "كوديفيدا" للرعاية الصحّية، "بين الأمس واليوم، سجّلنا 15 حالة وفاة، بسبب نقص الغسيل الكلوي. تسع من حالات الوفاة هذه مسجّلة في ولاية زوليا، واثنتان في ولاية تروخيو، وأربع حالات في مستشفى بيريز كارينيو في كاراكاس".
وأضاف "إنّ حالة الأشخاص الذين يُعانون الفشل الكلوي صعبة للغاية. نحن نتحدّث عن توقّف 95% من وحدات غسيل الكلى، والتي يُمكن أن تصل الآن إلى 100%" بسبب انقطاع الكهرباء. وتابع فالنسيا أنّه "في وحدات غسيل الكلى القليلة التي توجد فيها مولّدات كهربائيّة، أصبح من الصعب إعادة تشغيلها بسبب نقص الوقود".
وأعلنت الأمم المتحدة، الجمعة، أنّ فريقاً من مكتبها لحقوق الإنسان يبدأ زيارة إلى فنزويلا، غداً الإثنين، بناءً على دعوة من حكومة مادورو.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إنّ زيارة الوفد الأممي تبدأ في 11 مارس/آذار وستستمر حتى 22 من الشهر ذاته.
ولم يتطرّق المسؤول الأممي للهدف من الزيارة، إلا أنّ ميشيل باشليه، المفوضة الأممية السامية لحقوق الإنسان، سبق وصرحت، الأربعاء، أنّ وفداً من مكتبها سيتوجّه إلى فنزويلا لتقييم الأوضاع هناك.
(العربي الجديد، فرانس برس)