وزير الخارجية السوداني: العلاقة مع مصر لم تصل إلى مرحلة المواجهة

25 فبراير 2018
أكد غندور على عدم التصعيد (Getty)
+ الخط -


قال وزير الخارجية السوداني، إبراهيم غندور، يوم السبت، إن علاقة بلاده ومصر "تاريخية ولا فكاك منها"، مشيراً إلى تأرجح في العلاقة ما بين الصعود والهبوط "لكنها لم تصل إلى مرحلة المواجهة في أي وقت"، على حد تعبيره.

وأَضاف غندور، في برنامج "لقاء خاص" الذي بثته "قناة الشروق"، المقربة من الحزب الحاكم، يوم السبت، أن "العلاقة بين الخرطوم والقاهرة متجذرة خاصة شعبياً، وعلينا ألا نصعد بما يؤثر في تلك العلاقة، وستعود العلاقات كما كانت في أي وقت، متجاوزة كل ما هو مؤقت".

وأوضح أن موقف السودان حول قضية حلايب لا يزال كما هو "التفاوض أو التحكيم". لكنه أشار إلى أن الأشقاء في مصر يتمترسون خلف رفض التحكيم، ويتحدثون عن خيارات قديمة مثل التكامل.

وأشار غندور إلى أن الطرفين السوداني والمصري اتفقا على عدم التصعيد وإبقاء الوضع كما هو، وترك الأمر للرئيسين، بعد أن قدمت لجنة رباعية من وزير الخارجية ومديري المخابرات مقترحات لهما.

وكشف الوزير لأول مرة عن اتفاق بين مصر والسودان، بعدم انطلاق أي معارضة من البلدين. وقال: "ناقشنا هذا الأمر بتفصيل، وقدمنا فيه الأسماء وليس هناك حديث عن طرد، إلا لمن يرفض هذا الاتفاق، معارضة فعلية أو إعلامية".

ونوَّه غندور إلى عودة السفير السوداني في مصر، عبد المحمود عبد الحليم، في أي وقت، عقب مشاركته في مؤتمر الدبلوماسيين بالخرطوم، موضحاً أنه "قد وجهنا بذلك".

وتأتي تصريحات وزير الخارجية السوداني، في وقت كشفت فيه مصادر دبلوماسية سودانية لـ"العربي الجديد"، أن قرار عودة عبد الحليم إلى القاهرة، صدر رسمياً أول من أمس، بعد أن صادق عليه الرئيس عمر البشير. وأوضحت المصادر المقربة من عبد الحليم، أنه شرع فعلياً في إنهاء الإجراءات الخاصة بعودته إلى القاهرة، مضيفةً أنه "قد يكون في القاهرة الخميس المقبل أو مطلع الأسبوع المقبل على أقصى تقدير، بعد انتهاء فعاليات مؤتمر سفراء السودان ورؤساء البعثات الدبلوماسية في الخارج والذي تنتهي أعماله الأربعاء المقبل".

وفي سياق آخر، نفى الوزير وجود أي توترات بين السودان ومصر، بسبب الحديث عن وجود مصري عسكري في إريتريا يستهدف السودان. وقال "الاستخبارات رصدت الوجود وتحسبت له بإغلاق الحدود باعتباره حقاً سيادياً، وهي تدابير احترازية، إذا منعت شراً، فالحمد لله، وإن لم تفعل فالسودان يحرص على سيادته".

وأضاف غندور: "معلوم أن بعض المعارضة السودانية لم تترك إريتريا، وهناك بقايا حركات دارفور والشرق، وأسماؤهم معروفة، لكن العلاقات مع إريتريا مهمة جداً". وتابع: "السودان يرغب في إصلاح هذه العلاقات، ولعل آخر زيارة للنائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق بكري حسن صالح كانت في هذا الإطار".

وفي معرض رده على سؤال حول لقاء الرئيس التشادي، إدريس دبي، مع زعامات سودانية معارضة، أكد غندور أن "الأمن الإقليمي صار لا يقبل قتالاً جديداً في المنطقة، والسودان صار واحة سلام، وهو من أكثر الدول تأهيلاً للعب دور مقدر في عملية السلام".

وأشار إلى أن "الرئيس البشير يُجدِّد لأكثر من عام ونصف وقف إطلاق النار، في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، وأعتقد أن أهل المنطقتين سئموا الحرب، وانشقاق الحركة وخروج أمينها العام، يجعل السلام الخيار الأول".


إلى ذلك، أعرب وزير الخارجية عن اعتقاده بأن إثيوبيا ستتجاوز بعقلانية التغييرات التي حدثت باستقالة رئيس الوزراء، مؤكداً أن إثيوبيا ستُقدِّم قيادة فاعلة، وأن أي تغيير في أي بلد يُعدُّ شأناً داخلياً.

وقال غندور إن قيادة وشعب إثيوبيا سيُسيِّران الأمور بعقلانية، وكما ينبغي، مشيراً إلى أن "استقالة ديالسين تُعدُّ فقداً للسياسة الإقليمية والدولية". وأضاف غندور أن القيادة والخارجية في تواصل مستمر مع الإخوة الإثيوبيين، وستتجاوز المحنة، مشيراً إلى أن أي تغيير هناك لن يؤثر في العلاقة الثنائية، ولا سد النهضة.

وأوضح الوزير أن تأجيل اللقاء الثلاثي (السودان ومصر وإثيوبيا) حول سد النهضة جاء بطلب من إثيوبيا حتى يستقر الطاقم السياسي. مشيراً إلى أنه "كان من المفترض أن يكون اللقاء في الخرطوم، السبت، ونحن في انتظار اكتمال تعيين القيادة الجديدة".

وقال غندور إن اللقاءات الفنية السابقة تجاوزت كثيراً من النقاط الخلافية. مؤكداً أن الأمر منذ بدايته ومراحله اللاحقة قادته اللجان الفنية، ونسبة للخلافات الأخيرة، رأت القيادة الثلاثية إضافة المكون السياسي والاستخباراتي لتتوافق وتتناسق الأدوار".