وذكر مصدر لـ"العربي الجديد" أنّ الطيران الروسي استهدف بقنابل شديدة الانفجار أكثر من ثلاثين موقعا في مطار أبو الظهور أمس، من بينها مستودع ذخيرة وبلوكوسات ومهاجع، وأسفرت الغارات عن دمار وحرائق وانفجارات ضخمة، بينما لم يتبين بشكل دقيق وقوع قتلى وجرحى أو هوية من قتل هناك.
وأوضح المصدر الذي كان قريبا من المطار، أن المبنى الذي تعرض للقصف ووقع فيه قتلى هو مبنى المحكمة البعيد عن المطار، وتأكد فيه مقتل 6 عناصر من "هيئة تحرير الشام" ومدنيّين فقط، ومبنى المحكمة هو مبنى عادي غير محصن لا يمكن أصلا عقد اجتماع مهم فيه.
وذكر المتحدث باسم الوزارة، إيغور كوناشيكوف، في بيان نقلته وكالتا "رويترز" و"الأناضول"، أن الضربة جاءت بعد أن توصلت المخابرات العسكرية الروسية إلى موعد ومكان اجتماع لقيادات النصرة، أمس الثلاثاء. وقال كوناشيكوف: "أسفرت الضربة الجوية عن إصابة زعيم جبهة النصرة، أبو محمد الجولاني، بجراح عديدة وفقد إحدى ذراعيه، وهو في حالة حرجة، وفقا لمعلومات من عدة مصادر مستقلة".
وتابع البيان أن مقاتلتين من طراز "سو-34" و"سو-35" استهدفتا الاجتماع؛ ما أسفر عن القضاء على 12 قياديا من "جبهة النصرة" و50 مسلحا من حرسهم، وإصابة أكثر من 10 آخرين، بينهم الجولاني.
ولم تصدر "هيئة تحرير الشام" بيانا ينفي مزاعم وزارة الدفاع الروسية أو يؤكدها، وذلك يأتي بعد يومين فقط من تعيين الجولاني قائدا عاما لـ"هيئة تحرير الشام" خلفا للمستقيل "أبو جابر الشيخ".
ويذكر أن مطار أبو الظهور شهد هجمة مشابهة من الطيران الحربي في 13 أيار عام 2016، قضى على إثرها "أبو هاجر الأردني"، أمير قطاع البادية في تنظيم "جبهة النصرة"، والقيادي "أبو تراب الحموي"، القائد العسكري العام للقطاع، إضافة إلى كل من الإداري العام "أبو النصر تلمنس"، وأمير المطار "أبو أسامة"، وعدد من القيادات.
وكانت "جبهة النصرة" سيطرت في أيلول 2015، على مطار "أبو الظهور" العسكري في المنطقة الشرقية من إدلب، بعد حصار قوات الأسد داخله.
وأوضحت الهيئة، المشكّلة من عدّة فصائل أبرزها "فتح الشام"، في بيان، أنّ "مجلس الشورى قبِل استقالة قائدها أبو جابر الشيخ، وتمّ تعيين نائبه الجولاني قائداً عاماً بشكل مؤقت"، مشيرةً إلى تعيين أبو جابر رئيساً لمجلس الشورى.
وأكّد مدير العلاقات العامة في الهيئة، عماد الدين مجاهد، على حسابه في تطبيق "تلغرام"، أن "الهيئة ستعمل في قادم الأيام على تنصيب أمير جديد لها، بعد قبول استقالة أبو جابر الشيخ، وتعيين الجولاني بديلاً له لتسيير الأمور".
وترأّس الجولاني جبهتي "النصرة" و"فتح الشام" حتى تأسيس "هيئة تحرير الشام"، في فبراير/شباط الماضي، من عدة فصائل رافضة لمحادثات "أستانة".