غليان عشائري في البصرة إثر وفاة متظاهر في ظروف غامضة

15 اغسطس 2018
تحشيدات أمنية لمنع أي انفلات بالبصرة (مرتضى سوداني/ الأناضول)
+ الخط -

تشهد محافظة البصرة غلياناً عشائرياً وشعبياً، إثر وفاة أحد المتظاهرين في ظروف غامضة، وسط اتهامات وشكوك تحوم حول الأجهزة الأمنية، بينما انتشرت قوات كبيرة في مواقع التظاهرات، خوفاً من خروجها عن السيطرة.

وقال ناشط مدني في المحافظة لـ"العربي الجديد" إنّ "الوضع الأمني مرتبك في البصرة، إذ إنّ عشيرة المتظاهر المتوفى تستعد للتظاهر والاحتجاج في حال ثبت تورط القوات الأمنية في مقتله"، مبيناً أنّ "العشيرة تنتظر التقرير الطبي الذي لم يصدر حتى الآن".

وأكد الناشط أنّ "عشرات من أبناء العشيرة تجمعوا أمام مستشفى الفيحاء في البصرة، ينتظرون صدور التقرير الطبي، وسط موجة من الغضب"، مبينا أنّ "المئات من أبناء البصرة سيخرجون بتظاهرات حاشدة في حال ثبت مقتل المتظاهر بأيدي الأمن".

وشدد على أن "القوات الأمنية يجب أن تتحمل مسؤولية ذلك، ولن نسكت على انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان كهذه".  

وكان المتظاهر حارث معتز السلمي قد توفي في ظروف ما زالت غامضة حتى الآن، في وقت توجه الاتهامات إلى القوات الأمنية.

وقال أحد أقارب المتظاهر المتوفى، ويدعى سعيد محسن، في تصريح إذاعي، إنّ "جثة حارث ما زالت في مستشفى الفيحاء"، مبيناً أنّ "حارث قد يكون قتل بعد عملية اعتقاله في التظاهرة، وذلك وفق روايات المشاركين فيها".

وأوضح أنّ "تفاصيل قتله غير واضحة حتى الآن، لكن أصدقاءه يقولون إنه اعتقل وتعرض للضرب على الرأس ما تسبب بوفاته"، مضيفاً: "ننتظر الإجراءات القانونية لغرض استلام الجثة من المستشفى".

من جهته، قال مصدر أمني في المحافظة إنّ "القوات الأمنية اعتقلت اليوم ثلاثة مواطنين من المشاركين في تظاهرة الهويرة التي طالب المتظاهرون فيها بالكشف عن مصير 15 مواطناً اعتقلتهم القوات الأمنية أمس من بين المعتصمين أمام حقل غرب القرنة 2".


في السياق ذاته، دفعت القوات الأمنية في المحافظة تحشيدات عسكرية كبيرة، طوقت المناطق التي تشهد تظاهرات في المحافظة، في محاولة للسيطرة على الوضع، وعدم خروج التظاهرات عن السيطرة.

وقال عضو تنسيقية تظاهرات البصرة، مزاحم عدنان، لـ"العربي الجديد"، إنّ "القوات سارعت لتأمين مناطق التظاهرات بأعداد كبيرة من القوات الأمنية، فضلاً عن توزيع عشرات العناصر الأمنية قرب المستشفى التي تضم جثة المتوفى"، مبيناً أنّ "المدينة تشهد غلياناً شعبياً وترقباً، وسط هيجان شعبي، خصوصاً أنّه في حال ثبتت الجريمة فإنّ التظاهرات الشعبية ستنطلق بشدة، ولا يمكن للأمن أنّ يمنعها".

في غضون ذلك، أعلن رئيس الحكومة، حيدر العبادي، تشكيل لجنة فرعية للنظر في مطالب المتظاهرين. 

وقال العبادي، خلال كلمته اليوم في مؤتمر تنمية الاقتصاد العراقي، إنّه "في كل جلسة من جلسات مجلس الوزراء يتم إصدار قرارات لعدد من المحافظات، وقد شكلنا لجنة الإعمار والخدمات للنظر بهذه الطلبات وتنفيذها".