مع استعادة قوات حكومة الوفاق الليبية المبادرة في طرابلس ونجاحها في طرد قوات اللواء خليفة حفتر من مناطق تقدّمت إليها في محيط العاصمة، وأبرزها مطار طرابلس الدولي، في ظل استمرار المعارك قربه، تتكشف المزيد من تفاصيل الحملة التي أطلقها حفتر يوم الخميس الماضي للسيطرة على العاصمة. فعلى الرغم من مسارعة الدول الغربية إلى نفي أي علاقة لها بالهجوم، إلا أن تعطيل روسيا صدور بيان رئاسي عن مجلس الأمن ليل الأحد الإثنين، يتضمّن تهديداً بمحاسبة قوات حفتر إذا لم توقف هجومها، ومطالبة موسكو بتعديل صيغة البيان لينص على دعوة كل الأطراف الليبية المسلّحة إلى وقف القتال، يكشف عن دور كبير لها في دعم هجوم بالتوازي، وهو الدور نفسه الذي يبدو أن فرنسا تلعبه على الرغم من محاولتها نفي تقديم أي دعم لحفتر وحديث مصدر فرنسي عن أن بلاده لم يكن لديها علم مسبق بالهجوم على طرابلس.
وفي التطورات الميدانية أمس، تمكّنت قوات حكومة الوفاق من السيطرة الكاملة على مطار طرابلس الدولي، إثر قتالٍ دام لساعات مع آخر المقاتلين المتبقين من قوات حفتر داخل المطار. وأكد المتحدث باسم قوات حكومة الوفاق، محمد قنونو، لـ"العربي الجديد"، قرب إنهاء وجود بقايا قوات حفتر داخل العاصمة، مشيراً إلى أن العمليات المقبلة ستكون أكثر توسعاً في اتجاه مناطق أخرى غرب العاصمة وجنوبها. في المقابل، قصفت طائرة حربية تابعة لقوات حفتر أمس مطار معيتيقة الدولي في طرابلس، ما أدى إلى تعليق رحلاته الجوية، علماً أنه المطار المدني الوحيد العامل في العاصمة. ولم يقع ضحايا مدنيون جراء القصف، فيما قالت قوات حكومة الوفاق إن قصف المطار يهدد سلامة المدنيين ويعرض حياتهم للخطر.
من جهته، أكد رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، فائز السراج، أمس، قدرة القوات العسكرية "على دحر المعتدي، وكل من يسعى لزعزعة الاستقرار وترويع المدنيين". جاء ذلك في لقاء جمعه بالسفير الإيطالي، جوسيبي بوتشيني، في مقر المجلس في طرابلس، بحسب بيان للمكتب الإعلامي للسراج. وشدد السراج على أن الليبيين "لن يعيشوا إلا في ظل دولة مدنية ديمقراطية". من جهته، أكد السفير الإيطالي رفض بلاده الهجوم، وما يمثله من تهديد على حياة المدنيين، مشدداً على "ضرورة عودة قوات حفتر من حيث أتت". كما بحث السراج أمس مع مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، غسان سلامة، سبل الدعم الذي يمكن أن تقدمه المنظمة في ظل التصعيد الحالي. وقالت البعثة إنها ما تزال تواصل عملها من طرابلس "في ظل هذه المرحلة الصعبة والحرجة".
اقــرأ أيضاً
وتتزايد المخاوف من تراجع الأوضاع الإنسانية في العاصمة مع استمرار القتال. وأعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن أكثر من 2800 شخص نزحوا بسبب المعارك التي اندلعت قرب طرابلس. من جهتها، ذكّرت منسقة الشؤون الإنسانية في ليبيا ماريا ريبيرو، أمس الإثنين، "جميع الأطراف بالتزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان لضمان سلامة جميع المدنيين والبنية التحتية المدنية والسماح بوصول مستمر للمساعدات الإنسانية من دون عوائق إلى جميع المناطق المتضررة". ودعت القوى المتناحرة إلى تطبيق هدنة مؤقتة لإتاحة الفرصة لإجلاء المدنيين والجرحى من مناطق الصراع حول طرابلس.
سياسياً، وفيما كان الاتحاد الأوروبي يطالب جميع الأطراف في ليبيا بتجنّب التصعيد العسكري، وتدعو مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد فيدريكا موغيريني إلى هدنة إنسانية في ليبيا والعودة إلى المفاوضات، مؤكدة أن "هناك موقفاً موحداً من الاتحاد تجاه ليبيا من أجل تجنب تصاعد الأوضاع إلى حد الحرب الأهلية"، دل الواقع على أمر مختلف. وفيما كانت الحكومة الألمانية، تطالب حفتر بـ"وقف فوري" لعمليات قواته ضد طرابلس، كانت فرنسا تسعى لتبرئة ساحاتها من دعم اللواء الليبي، نافية علمها المسبق بتقدّم قوات حفتر إلى العاصمة أو محاولتها تقويض عملية السلام في البلاد. ونقلت وكالة "رويترز" أمس عن مصدر دبلوماسي فرنسي لم تسمه، قوله إن بلاده لم تتلقَ إنذاراً مسبقاً بتقدّم قوات حفتر نحو العاصمة طرابلس، مضيفاً أن "الحاجة الملحّة في ليبيا هي حماية السكان المدنيين ووضع حد للقتال وإعادة كل الأطراف الليبية الرئيسية إلى طاولة (الحوار)". وتابع قائلاً إن فرنسا ليس لديها "أجندة سرية". ولفت إلى أن "فرنسا ترى ضرورة أن يظل فائز السراج اللاعب الرئيسي وأن يحاول إتمام عملية السلام من خلال التفاوض".
في السياق، كانت روسيا قد عطّلت إصدار بيان رئاسي عن مجلس الأمن ليل الأحد الإثنين. وتضمّن النصّ الذي اقترحته بريطانيا، تهديداً بمحاسبة قوات حفتر إذا لم توقف هجومها. وقالت مصادر دبلوماسية لوكالة "فرانس برس" إنّ الوفد الروسي في الأمم المتحدة طلب تعديل صيغة البيان لينص على دعوة كل الأطراف الليبية المسلّحة إلى وقف القتال، وليس فقط قوات حفتر. لكنّ الولايات المتّحدة رفضت طلب التعديل الروسي ما أدى إلى سقوط المقترح البريطاني.
كذلك، عادت روسيا أمس لدعوة "جميع أطراف" النزاع في ليبيا إلى التهدئة. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن موسكو تحض "جميع الأطراف على نبذ الأعمال التي قد تتسبب بسفك الدماء ومقتل المدنيين". وأكد نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف أن موسكو على تواصل مع جميع الأطراف بشأن النزاع. "ندعو الجميع للتوصل إلى حل سياسي".
وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أكد الأحد أنّ بلاده تشعر "بقلق عميق" من المعارك الدائرة قرب العاصمة الليبية وتطالب قوات حفتر بأن "توقف فوراً" هجومها على طرابلس.
اقــرأ أيضاً
من جهته، أكد رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، فائز السراج، أمس، قدرة القوات العسكرية "على دحر المعتدي، وكل من يسعى لزعزعة الاستقرار وترويع المدنيين". جاء ذلك في لقاء جمعه بالسفير الإيطالي، جوسيبي بوتشيني، في مقر المجلس في طرابلس، بحسب بيان للمكتب الإعلامي للسراج. وشدد السراج على أن الليبيين "لن يعيشوا إلا في ظل دولة مدنية ديمقراطية". من جهته، أكد السفير الإيطالي رفض بلاده الهجوم، وما يمثله من تهديد على حياة المدنيين، مشدداً على "ضرورة عودة قوات حفتر من حيث أتت". كما بحث السراج أمس مع مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، غسان سلامة، سبل الدعم الذي يمكن أن تقدمه المنظمة في ظل التصعيد الحالي. وقالت البعثة إنها ما تزال تواصل عملها من طرابلس "في ظل هذه المرحلة الصعبة والحرجة".
وتتزايد المخاوف من تراجع الأوضاع الإنسانية في العاصمة مع استمرار القتال. وأعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن أكثر من 2800 شخص نزحوا بسبب المعارك التي اندلعت قرب طرابلس. من جهتها، ذكّرت منسقة الشؤون الإنسانية في ليبيا ماريا ريبيرو، أمس الإثنين، "جميع الأطراف بالتزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان لضمان سلامة جميع المدنيين والبنية التحتية المدنية والسماح بوصول مستمر للمساعدات الإنسانية من دون عوائق إلى جميع المناطق المتضررة". ودعت القوى المتناحرة إلى تطبيق هدنة مؤقتة لإتاحة الفرصة لإجلاء المدنيين والجرحى من مناطق الصراع حول طرابلس.
سياسياً، وفيما كان الاتحاد الأوروبي يطالب جميع الأطراف في ليبيا بتجنّب التصعيد العسكري، وتدعو مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد فيدريكا موغيريني إلى هدنة إنسانية في ليبيا والعودة إلى المفاوضات، مؤكدة أن "هناك موقفاً موحداً من الاتحاد تجاه ليبيا من أجل تجنب تصاعد الأوضاع إلى حد الحرب الأهلية"، دل الواقع على أمر مختلف. وفيما كانت الحكومة الألمانية، تطالب حفتر بـ"وقف فوري" لعمليات قواته ضد طرابلس، كانت فرنسا تسعى لتبرئة ساحاتها من دعم اللواء الليبي، نافية علمها المسبق بتقدّم قوات حفتر إلى العاصمة أو محاولتها تقويض عملية السلام في البلاد. ونقلت وكالة "رويترز" أمس عن مصدر دبلوماسي فرنسي لم تسمه، قوله إن بلاده لم تتلقَ إنذاراً مسبقاً بتقدّم قوات حفتر نحو العاصمة طرابلس، مضيفاً أن "الحاجة الملحّة في ليبيا هي حماية السكان المدنيين ووضع حد للقتال وإعادة كل الأطراف الليبية الرئيسية إلى طاولة (الحوار)". وتابع قائلاً إن فرنسا ليس لديها "أجندة سرية". ولفت إلى أن "فرنسا ترى ضرورة أن يظل فائز السراج اللاعب الرئيسي وأن يحاول إتمام عملية السلام من خلال التفاوض".
كذلك، عادت روسيا أمس لدعوة "جميع أطراف" النزاع في ليبيا إلى التهدئة. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن موسكو تحض "جميع الأطراف على نبذ الأعمال التي قد تتسبب بسفك الدماء ومقتل المدنيين". وأكد نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف أن موسكو على تواصل مع جميع الأطراف بشأن النزاع. "ندعو الجميع للتوصل إلى حل سياسي".
وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أكد الأحد أنّ بلاده تشعر "بقلق عميق" من المعارك الدائرة قرب العاصمة الليبية وتطالب قوات حفتر بأن "توقف فوراً" هجومها على طرابلس.