غضب مصري من رواية الموساد عن حرب أكتوبر.. وخارجية السيسي تلتزم الصمت

01 أكتوبر 2017
انتقادات لوزارة الخارجية (أشرف الشاذلي/ فرانس برس)
+ الخط -

انتابت حالة من الغضب الأوساط المصرية على مدار اليومين الماضيين، رفضاً لرواية إسرائيلية جديدة بشأن إنقاذ أحد المسؤولين البارزين في مصر للكيان الصهيوني خلال حرب أكتوبر/ تشرين الأول 1973، في وقت التزمت حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي الصمت التام، في ضوء العلاقات "الدافئة" التي تربطها بحكومة بنيامين نتنياهو.

وكان رئيس الموساد الأسبق، تسفي زامير، قد كشف في مقابلة أجراها مع صحيفة "إسرائيل اليوم"، بمناسبة حلول يوم الغفران اليهودي، عن "تقديم مسؤول مصري مهم "معلومة ذهبية" للموساد الإسرائيلي، ساهمت في تغيير موازين الحرب رأساً على عقب، وعرّضت القوات المدرعة المصرية للضرب من قبل جيش الاحتلال"، حسب قوله.

وقال البرلماني أحمد الطنطاوي إن "الرواية الإسرائيلية لا تخرج عن كونها محض ادعاء، إذ لا توجد دلائل موثقة على حدوثها"، مستنكراً موقف الخارجية المصرية عقب نشرها وتباطؤها إلى الآن في إصدار بيان وافٍ، للرد على مزاعم رئيس الموساد السابق، والتي تسعى إلى "تشويه الإدارة المصرية إبان وقت الحرب".



وأضاف الطنطاوي، في تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، أن "مواقف وزير الخارجية المصري، سامح شكري، غير مرضية للسواد الأعظم من المصريين، والذين يرفضون استمرار سياسات تطبيع العلاقات مع إسرائيل"، مشدداً على خطورة الترويج للرواية الصهيونية، كونها تستهدف الطعن في شرف الجندية المصرية، والترسيخ لدى الغرب إمكانية تجنيد مسؤولين مهمين في الدولة المصرية.

بحسب رواية زامير (92 عاماً)، فإن مدير مكتبه، فريدي عيني، تلقّى معلومة تفيد بأن المصريين يعتزمون إسقاط قوات من المظليين بالقرب من هدف مهم، أرادوا مهاجمته في عمق سيناء، بمرافقة قوات برية كبيرة، وهي المعلومة التي تسببت في تدمير نحو 250 دبابة مصرية، بحسب شهادة سابقة للجنرال المصري الراحل، سعد الدين الشاذلي.

تقارب حثيث

من جهته، قال القائم بأعمال رئيس حزب "التحالف الشعبي الاشتراكي"، مدحت الزاهد، إن "إسرائيل هي العدو الأول للدولة المصرية تاريخياً، وبالتالي لا يمكن النظر إلى تقارب السلطة الحالية في مصر مع حكومة الاحتلال إلا باعتبارها "مؤقتة" و"التقاء مصالح"، ولا تعبّر بحق عن رغبة المصريين في مناصرة القضية الفلسطينية، واسترداد الأراضي العربية المحتلة".

وأضاف الزاهد، في تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، أن "تقارب نظام السيسي مع حكومة نتنياهو هو ما شجّع رئيس الموساد السابق على إطلاق روايته، والتي يجب دحضها من قبل قيادات القوات المسلحة المشاركة في حرب أكتوبر/ تشرين الأول، ولا تزال على قيد الحياة"، مجدداً الدعوة إلى خارجية بلاده بـ"ضرورة عدم الصمت على تلك الادعاءات، لما تعكسه من صورة سلبية عن الجيش المصري في الخارج".

ودان الزاهد محاولات التقارب الحثيثة من النظام الحاكم المصري مع إسرائيل، وصمته إزاء جرائم الأخيرة بحق الفلسطينيين، و"محاولة تزويرها لأحداث حرب مقدسة في حجم انتصار عام 1973"، مشدداً على رفض حزبه كافة الترتيبات الإقليمية التي تجرى تحت رعاية أميركية في المنطقة، ومحاولات توسيع مظلة "السلام الدافئ" مع العدو الصهيوني.

وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن المصدر الذي زوّد الموساد بالمعلومة لم يكن الجاسوس المصري أشرف مروان، وإنما كان مصدراً رفيعاً آخر في مصر، بعد أن كانت هناك أصوات في الجيش الإسرائيلي تطالب ببحث مسألة وقف إطلاق النار مع الجانب المصري، نظراً للخسائر الفادحة التي تعرّض لها جيش الاحتلال خلال الأيام الأولى من الحرب.

إلى ذلك، قال الباحث المتخصص في الصراع العربي اﻹسرائيلي، محمد سيف الدولة، إن "الرواية الإسرائيلية غير حقيقية في الاحتمال الأرجح"، عازياً إطلاقها في هذا التوقيت إلى "حالة الطمأنة لدى الإسرائيليين من التقارب غير المسبوق بين إدارتهم والسيسي، والذي يرى في نتنياهو رجل سلام، وليس مجرم حرب".

وبحسب سيف الدولة، فإن الخارجية المصرية لن تصدر أي بيانات للرد على حديث رئيس الموساد السابق، في ضوء حالة التحالف والتنسيق مع إسرائيل من قبل نظام السيسي، بشكل غير مسبوق، إذ لم يصل أي من الرئيسين السابقين، حسني مبارك وأنور السادات، إلى هذا الحد من التقارب مع العدو الصهيوني، أثناء فترة حكمهما.