غضب شعبي فلسطيني من جرائم الاحتلال وارتباك السلطة

28 يوليو 2015
27 شهيداً فلسطينياً منذ بداية العام (فرانس برس)
+ الخط -

يثير اكتفاء القيادة الفلسطينية ببيانات الاستنكار والشجب، رداً على التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، غضباً في الشارع الفلسطيني، مع ارتفاع عدد الشهداء إلى أربعة في الضفة هذا الشهر، باستشهاد الشاب محمد أبو لطيفة من مخيم قلنديا للاجئين الفلسطينيين شمال القدس، إضافة إلى عشرات المعتقلين، فيما وصل عدد الشهداء الفلسطينيين منذ بداية العام الحالي إلى 27 شهيداً، معظمهم قُتلوا في منازلهم أو سياراتهم أو اغتيلوا بوحشية بعد جرحهم، وفق تصريحات عضو اللجنة التنفيذية، مصطفى البرغوثي.

وتؤكد عائلة الشاب أبو لطيفة ومصادر طبية متطابقة لـ"العربي الجديد"، أن "هناك شبهة إعدام للشهيد أبو لطيفة، إذ جرى اعتقاله لنحو ساعتين بعد إصابته، قبل أن يتم تسليمه للهلال الأحمر الفلسطيني عبر الارتباط الفلسطيني، وقد استشهد". ويقول عمه لـ"العربي الجديد" إن "هناك آثار تعذيب وضرب على جثمان الشهيد، فضلاً عن تسليمه مقيداً". كما تكشف المصادر أنه "تم تسليمه وهو موثّق بالأسلاك، ومن المستبعد أنه تم تقديم أي مساعدة طبية له قبل أن يستشهد، وذلك خلافاً لما ادعاه بيان الاحتلال".

التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية لا ينفصل عن تصعيد آخر يومي تشهده القدس المحتلة، إثر كل اقتحام للمستوطنين وقادة الاحتلال للمسجد الأقصى، ليخلّف كل اقتحام عشرات المصابين والمعتقلين والمبعدين عن القدس، في مشهد يومي، يرد عليه المستوى الرسمي الفلسطيني بمزيد من بيانات الاستنكار والشجب.

آخر بيانات الشجب والاستنكار، جاءت على لسان المتحدث باسم الرئاسة، نبيل أبو ردينة، الذي توعّد الاحتلال في تصريحات صحافية أمس، قائلاً "إن الاقتحامات المتواصلة للمسجد الأقصى، وعمليات القتل اليومية، واستمرار الاستيطان، ستدفع القيادة الفلسطينية إلى اتخاذ قرارات هامة".

ورجّح عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أحمد المجدلاني، أن تكون القرارات المهمة التي تسعى إليها الرئاسة تتمثّل في الانضمام إلى المزيد من المؤسسات والهيئات الدولية. وأمل المجدلاني في حديث لـ"العربي الجديد"، أن تكون الهيئات الدولية التي يرجح الانضمام إليها "أسرع في العمل وردة الفعل من مثيلاتها التي انضمت إليها السلطة الفلسطينية سابقاً".

لكن عضوة اللجنة التنفيذية للمنظمة، حنان عشراوي، أكدت لـ"العربي الجديد"، أن "التصعيد الإسرائيلي الخطير على الأرض بات يستدعي تحركات وخطوات ملموسة على الأرض"، معلنة أن "القيادة لم تجتمع لنعرف ما هي القرارات"، في إشارة إلى تصريح أبو ردينة. وحول موعد الاجتماع المقبل للجنة التنفيذية، قالت عشراوي: "لم تتم الدعوة إلى اجتماع للجنة التنفيذية حتى الآن".

ورداً على سؤال لـ"العربي الجديد" حول الأسباب التي تحول دون تنفيذ قرارات المجلس المركزي الفلسطيني الذي اجتمع في مارس/آذار الماضي، وكانت أهم قراراته وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال، أجابت عشراوي: "من المفروض أن تنفذ هذه القرارات، وقمنا باتخاذ أولى الخطوات لذلك، لكن لم تتم متابعة هذه الخطوات". وحول السبب في عدم المتابعة، قالت: "لا أعرف".

اقرأ أيضاً: اقتحامات إسرائيلية وحشية للأقصى برعاية وزارية

من جهته، دعا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، تيسير خالد، "القيادة إلى وقف اللقاءات التفاوضية القائمة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، والتي من شأنها أن تلحق أفدح الأضرار بمصالح الشعب الفلسطيني، وتقدّم خدمة مجانية لحكومة بنيامين نتنياهو تخفف الضغط الدولي على إسرائيل، وتسهم في فك عزلتها الدولية".

وطالب خالد، في بيان صحافي، "القيادة الفلسطينية بالتوقف عن إصدار بيانات الشكوى على عمليات القتل والإعدام اليومية التي تمارسها قوات الاحتلال ضد أبناء الشعب الفلسطيني، وهي في الأساس غير مفيدة ولا تقدّم أو تؤخر". وشدد على أن "المهم هو وقوف القيادة أمام مسؤولياتها، وإعلانها بوضوح امتثالها لقرارات المجلس المركزي، بوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال، والتقيّد بمقاطعة الاحتلال بمنتجاته وبكل العلاقات الاقتصادية القائمة معه، إلى جانب وقف اللقاءات التفاوضية السرية الفلسطينية-الإسرائيلية، التي تجري في عواصم أوروبية وعربية".

التناقض في التصريحات والمعلومات في المستوى القيادي الفلسطيني، يعكس حالة الارتباك غير المعهودة التي تعيشها القيادة الفلسطينية حالياً، وحالة اللامبالاة التي يعيشها الشعب تجاه هذه التصريحات، بل إن الشعب بات يستقبل بعض هذه التصريحات بسخرية.

وتناقل العشرات من نشطاء المواقع الاجتماعية الإلكترونية، قبل أيام، تصريحات لأبو ردينة، جاءت بعد اغتيال فلاح أبو مارية في الخليل، وبعد اغتيال الشاب محمد أبو علان في جنين، حيث قال أبو ردينة: "إن عمليات القتل الإسرائيلية اليومية للمواطنين هدفها ضرب الاستقرار، وخلق مناخات من التوتر في المنطقة"، داعياً "إسرائيل إلى التوقف فوراً عن خلق هذه المناخات المدمرة".

وفي اليوم التالي لهذه التصريحات، اقتحمت قوات الاحتلال مدينة نابلس، وقامت بإصابة واعتقال أحد نشطاء حركة "فتح" البارزين، مصطفى أبو ريالة، وتناقل الشارع الفلسطيني ما قالته مصادر أمنية فلسطينية حول "إخلاء المدينة من الأمن الفلسطيني، بسبب وجود نشاط أمني إسرائيلي"، ما جعل جو الاحتقان والغضب أكبر.

اقرأ أيضاً: استشهاد شاب في مخيم قلنديا برصاص الاحتلال

المساهمون