وقال سلامة، في حديث لإذاعة "بي بي سي"، إن حكومة الوفاق المعترف بها دولياً، والتي تتخذ من طرابلس مقراً لها، "وضعت شرطين للتفاوض: وقف إطلاق النار وانسحاب قوات حفتر إلى المواقع التي كانت تتمركز فيها قبل الثاني من إبريل الحالي"، مضيفاً أن اللواء المتقاعد "وافق على الشرط الأول، لكنه رفض الثاني".
وأعرب المبعوث الأممي، عن اعتقاده بـ"أننا لا نزال في وضع يقوم فيه كل طرفٍ بالتحشيد، وليس بالتفاوض، ونحن في حاجة إلى أن يتوصل اللاعبان إلى إدراك حقيقة أن كلاً منهما يواجه مأزقاً عسكرياً، ليقررا الذهاب إلى التفاوض، لكن طالما أن كلاً منهما يعتقد أن بإمكانه حسم المعركة لصالحه، فلا أتوقع منهما الموافقة على التوجه إلى طاولة المفاوضات".
ولدى سؤاله عن الزيارات التي قام بها حفتر، أخيراً، إلى عواصم عربية، ومقدار الدعم الذي تقدمه له الإمارات والسعودية ومصر، وغيرها من الدول، وما إذا كان حصل على تشجيع منها للانطلاق في هجومه على العاصمة، قال سلامة: "لا أعتقد أن حفتر يحتاج إلى أي تشجيع. أعتقد أنه تمّت مساعدته في الماضي، لأسباب تتعلق بمحاربة الإرهاب، من قبل كل هذه الدول، لكن اليوم لديه بوضوح طموحات سياسية تتعلق بالسيطرة على طرابلس...قد يكون فاجأ هذه الدول بهجومه، والآن ليس أمامها خيار آخر سوى الوقوف إلى جانبه. الجانب الآخر أيضاً، هو أنه يحصل على دعمٍ من الخارج. وهذا كلّه محزن، لأننا كنا قريبين جداً من جمع الأطراف في غدامس، للاتفاق على حلّ سياسي".
ولدى سؤاله تحديداً عن الموقف الفرنسي، وما إذا كانت باريس قد توصّلت إلى استنتاج بأن عليها ترك حفتر يفوز بالمعركة، أعرب المبعوث الأممي عن اعتقاده بأنه "لا يوجد توافق حول هذه الرؤية داخل مجلس الأمن الدولي"، وعبّر عن قلقه من الانقسامات داخل المجلس.
ورأى سلامة أنه "إذا تبين أن القوى الكبرى منقسمة بين الدعم لحفتر والدعم لطرابلس، فهذا لن يساعد على التوصل إلى حلٍّ للخروج من الأزمة"، متمنياً "التوصل إلى وحدة مصطنعة، وحدة الحد الأدنى (داخل المجلس)، لأنه دون ذلك، سيتجه الوضع على الأرض إلى الأسوأ".
وأضاف المبعوث الأممي: "اليوم، نحن قلقون، لأن هناك أخباراً ترد بأن بعض الدول تفكر بإرسال صواريخ مضادة للطائرات، وهذا يمثل تصعيداً للحرب".
وحول هوية هذه الدول، قال سلامة: "نحن لسنا متأكدين. هناك اقتناعٌ في غرب ليبيا، بأن طائرتين إماراتيتين وصلتا إلى بنغازي السبت الماضي. وهناك أخبار عن وصول سفينتين تركيتين إلى شواطئ غرب البلاد...لكن أسوأ مخاوفي هو أنه قد يحصل تدخل أجنبي مباشر في الحرب، هذا سيجعل الأمور أصعب. إذا أرسلوا مالاً أو سلاحاً، فهذا سيئ كفاية، لكن أن يدخلوا مباشرة في الحرب، فهذا سيبدل جذرياً قواعد اللعبة".