غزّاويات: مدرسة وعصافير... تعيش

06 اغسطس 2014
"رح ازرع وطن فيه مدرسة وعصافير.. تعيش"(كمبرلي هوسي/Getty)
+ الخط -
- ضاعت كتبي.. كلّ كراساتي لم تأتِ معنا..
- لا تقلق يا حبيبي.. سنشتري لك كتباً جديدة.
- هل ستضيع عليَّ السنة ...
- لا يا حبيبي.
- لكن يا أمّي لا يوجد مدرسة.

الأولاد ضاعت عليهم السنة الدراسية، ( قالت النسوة). اجتمع كبارُ القرية.
- هل التعليم مهم الآن! ألا ترون ما حالنا..، هل أنتنّ خَرِفات؟!
- أم ناصر: .. يا زلمة الصبي ميّت من البكي، بدو يتعلّم.
- يا مرا ارحمي، مش شايفتيني هلا في الوادي لا حيطان ولا سقف.

سيارة تحمل علماً أخضر وهلالاً وثلاث نجوم:
- نحنا دلوقتي رح ننظملكم حياتكم. محدّش يطلع من البيت بعد التمنية العشا.
- ناصر: .. قولكم الجاويش رح ياخدني على المدرسة بكرة؟
- فاطمة: .. لك بدّي اعرف سميتو ناصر ليش؟
- أبو ناصر: عليّ الطلاق ليكون اسمو ناصر.

توجّه أبو محمود وأبو المنذر، درءاً لتفاقم مشكلة أبو ناصر العائلية، إلى الضابط المصري:
- يا باشا نريد مدرسة. الأولاد في الحقول، ولا مكان لهم في المدرسة العمومية بخان يونس ولا بالأهلية.
- الناظر:.. حسناً حسناً، سنبحث بحل، هل أنتم لاجئون؟
- نعم.
- هل لكم أوراق..
- لا.

كان الصباح..، كل شيء مرتب بعناية..، جاءت الأنروا شيّدت المدرسة. ناصر عاد إلى الصف، رتّب هندامه.. مشّط شعره بمشطه الخشبي، مرّر عليه الماء المنساب من الصنبور، ونظر إلى المرآة. وضع الدفاتر والكتب بعناية، وتطلع إلى السماء. 

قال: أنا عصفور.
دخلت دبابة..، فقال سأربي عصفوراً ثانياً... دخلت دبابة ثانية وثالثة ورابعة. أفاق نضال من النوم على صوت يشبه الفرقعة.
- ماذا حصل يا جدي؟
- ناصر: لا تقلق يا نضال.. رح نترك خزاعة..
- بس  المدرسة والكتب  شو رح نعمل فيهم. 
وقف الجميع.
- المرة هاي مش رح نستنّى الأنروا.
- طيب شو رح نعمل؟

كانت الجثث مزروعة في الكتب.
- نضال: .. يا جدي يا جدي.
- نعم.
-نضال: رح ازرع وطن فيه مدرسة وعصافير.. تعيش.
المساهمون