غزيون يؤدون صلاة الجمعة في المساجد لأول مرة منذ شهرين
محمد السوافيري
بعد انقطاع شهرين، أدى فلسطينيون في قطاع غزة صلاة الجمعة الأخيرة من شهر رمضان في المساجد، في ظل إجراءات تباعد واحتياطات صحية وتعليمات مشددة باتفاق بين وزارتي الأوقاف والشؤون الدينية والصحة.
بسجاداتهم وكماماتهم الواقية، بدا الحاضرون من المصلين ملتزمين بالإجراءات الوقائية التي فرضتها وزارة الأوقاف، والتزموا بالتباعد في الصفوف والأسطر من خلال إشارات وضعتها اللجان أمام كل مصلٍ للالتزام بالجلوس عليها وقت استماع الخطبة والصلاة.
وامتد الالتزام ليشمل خطباء الجمعة الذين لم تتعد خطبهم أكثر من 10 دقائق، وتركزت على تذكير الناس بضرورة التضرع إلى الله أن يرفع الوباء والبلاء.
ولم يمنع إعلان وزارة الصحة ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا إلى 55 إصابة الجهات الحكومية في قطاع غزة من التمسك بقرارها بإعادة صلاة الجمعة في مساجد القطاع، بعد شهرين من الانقطاع بسبب جائحة كورونا.
لكن المساجد لم تشهد إلا توافد المئات من المصلين على غير المتوقع، وخاصة مع ما سبق فتح المساجد من ضجة متزايدة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتي حذرت من أنّ القطاع بات في مرحلة خطرة مع استمرار تسجيل إصابات بالفيروس.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة تسجيلها 29 إصابة بفيروس كورونا في يومٍ واحد من بين صفوف العائدين عبر معبر رفح خلال الأيام الماضية، الأمر الذي عدّته مؤشراً خطيراً لتفشي الفيروس في ظل العدد الكبير للعائدين والذين يتجاوز عددهم 1200 مواطن.
وارتفع بذلك عدد الإصابات بفيروس كورونا منذ مطلع مارس/آذار الماضي إلى 55 إصابة، أعلنت الوزارة تعافي نحو 14 حالة منهم، فيما يخشى الفلسطينيون من عودة الفيروس لعدد من هؤلاء المصابين، وفق متابعتهم للأنباء التي ترد بخصوص الفيروس ومستجداته.
وخصصت وزارة الأوقاف لجانا لتطبيق الإجراءات الوقائية التي أعلنت عنها قبل أيام، وتضمنت تلك الإجراءات فرض إحضار كل مصلٍ سجادة خاصة به، والتباعد مسافة محددة بين مصلٍ وآخر، ولبس الكمامات، وإقفال المتوضأ، وإغلاق مصليات النساء حيث منعت الوزارة حضور النساء وكذلك الأطفال ممن هم بعمر أقل من عشر سنوات، وكبار السن والمرضى.
وأشاد الداعية محمد أبو سعدة، لـ"العربي الجديد"، بمدى التزام المواطنين بالإجراءات الوقائية التي فرضتها وزارة الصحة لأداء صلاة الجمعة بعد غياب طويل، مبيناً أنه أمر يبعث على مدى تعطش الناس للعودة للمساجد رغم الجائحة العالمية.
وهذه المرة الأولى التي يؤدي فيها الفلسطينيون صلاة الجمعة في المساجد بعد انقطاع دام نحو شهرين منذ حلول أزمة جائحة كورونا، حيث أغلقت فيها الجهات الحكومية بغزة المساجد ومراكز تحفيظ القرآن وغيرها من المرافق التي يمكن أن تشهد احتكاكا أكثر بين المواطنين.
في المقابل، واجه إصرار الجهات الحكومية بغزة على قرارها بإعادة فتح المساجد انتقادات كثيرة من المواطنين، الذين تبددت حالة الطمأنينة لديهم بعد تسجيل الارتفاع غير المسبوق في أعداد المصابين بالفيروس، ودلّت على ذلك حركة الأسواق غير العادية والتزاحم الكبير فيها قبل أيام من إعلان إصابة 29 حالة مرة واحدة، رغم التحذيرات التي كانت تطلقها الجهات المختصة بضرورة اتخاذ سُبل الوقاية.
وعزف مئات المصلين عن الحضور إلى المساجد لأداء الصلاة واكتفوا بالاستمرار بأدائها ظهراً مع ذويهم في البيوت، رغم الإجراءات الوقائية المشددة التي اتخذتها وزارة الأوقاف لأجل ذلك، ومما زاد قناعتهم بذلك هو إعلان الوزارة أنّ هناك رخصة للجميع، بمن فيهم الأصحاء، لعدم الذهاب لصلاة الجمعة في ظل الحالة القائمة من تفشي فيروس كورونا في القطاع.