غزة 2015: "الانتفاضة" و"الحصار" يهيمنان على الإعلام

23 ديسمبر 2015
استديو قناة الأقصى (عبدالحكيم أبو رياش)
+ الخط -
كانت وسائل الإعلام الفلسطينية العاملة في قطاع غزة منشغلة طوال عام 2015 بهموم الناس المحليين وتداعيات الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ نحو تسع سنوات متواصلة، بالإضافة إلى إغلاق معبر رفح على الحدود المصريّة، ولكن الأمر اختلف بعدما اندلعت الهبة الشعبية في مدن الضفة الغربية المحتلة مع مطلع شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

فقد دفعت أحداث الهبة الشعبية المتسارعة القنوات والإذاعات والصحف الصادرة من غزة إلى إفراد مساحات واسعة لتغطية مجريات الهبة سواء في بلدات الضفة كافة ومدينة القدس المحتلة أو لتغطية المواجهات التي تجري أسبوعيًا بين جنود الاحتلال ومئات الشبان الغزيين على الحدود الشرقية للقطاع. وتعرّض الصحافيون الغزيّون لانتهاكات واسعة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال تغطياتهم الهبة الشعبية والتضامن معها، حيث حمل شهر أكتوبر وحده أكثر من 300 اعتداء عليهم.

وإلى جانب تغطية مجريات الهبة واصل الإعلام الغزي الحديث عن النتائج الكارثية الناتجة عن استمرار الحصار وتشديده في الفترة الأخيرة، بعدما دمرت السلطات المصريّة بشكل كلّي أنفاق التهريب التي كانت تربط مدينتي رفح الفلسطينية والمصرية، بالتزامن مع فرض الاحتلال قيودًا مشددة على معبر كرم أبو سالم التجاري، والذي يدخل من خلاله كامل احتياجات الغزيين.
ومع مطلع شهر يوليو/ تموز 2015 اهتمت مختلف وسائل الإعلام الفلسطينية بإحياء الذكرى السنوية الأولى للحرب الإسرائيليّة على غزة التي اندلعت صيف عام 2014 وتوقفت بعد 51 يومًا بتوقيع اتفاق تهدئة بين فصائل المقاومة والاحتلال برعاية مصرية، نصّ على رفع الحصار وفتح المعابر الحدودية.

وفي سياق إحياء ذكرى الحرب، تحدثت وسائل الإعلام عن تداعيات تأخر عملية إعادة إعمار غزة وبطء تطبيق مخرجات مؤتمر القاهرة الدولي لإعادة الإعمار الذي انعقد في شهر تشرين الأول / أكتوبر 2014، مع الإشارة إلى أهمية تقديم قادة الاحتلال إلى محكمة الجنايات الدولية لمحاكمتهم على جرائمهم التي ارتكبت أثناء الحرب.

ولم يفت الإعلام الغزي الحديث عن استمرار تعثر المصالحة الوطنية بين حركتي "فتح" و"حماس" رغم توقيع الحركتين عدة اتفاقيات سعت لإنهاء الانقسام الداخلي وترتيب مكونات البيت الفلسطيني المنقسم على نفسه منذ سنوات، ورغم تشكيل الحركتين حكومة التوافق الوطني برئاسة رامي الحمد الله في مطلع شهر يونيو/حزيران من العام المنصرم 2014.

اقرأ أيضاً: فلسطينيون يردون على نصرالله: هذه خريطتنا وهذه ألوان علمنا

وفي الشهور الأخيرة من 2015 عادت قضية موظفي حكومة غزة السابقة الذين عينتهم حركة "حماس" بعد عام 2007 إلى الواجهة الإعلامية، بعدما تحدثت الجهات المسؤولة في غزة عن نيتها تسوية قضية الموظفين واستحقاقاتهم المالية المتأخرة بسبب عدم اعتراف حكومة التوافق بحقوقهم الوظيفية والمالية، عن طريق تمليك الموظفين أراضٍ حكومية عبر جمعيات إسكانية.
أما الأزمات الحياتية المتعددة، كمشكلة انقطاع الكهرباء لساعات طويلة وأزمة نقص غاز الطهو من محطات التعبئة بين الحين والآخر بالإضافة إلى أزمة إغلاق المعابر الحدودية، فهي في مجملها لم تكن تغيب عن المحتوى الإعلامي المنشور مرئيًا أو مكتوبًا أو إذاعيًا حتى تعود مجددًا وبقوة.

على مواقع التواصل

برزت، خلال عام 2015، حملات إلكترونية عدة على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة للحديث عن قضايا عدة، اهتمت بمختلف شرائح المجتمع الغزي، وتناولت مواضيع عدة، فكانت البداية مع إطلاق ناشطين فلسطينيين وعرب حملة تدعو إلى سرعة فك الحصار وتحسين الأوضاع المعيشية في القطاع.

وركز الناشطون في تغريداتهم التي كانت تختم بوسم "#حصار_غزة_جريمة_إبادة" على إبراز التأثيرات الكارثية الناتجة عن استمرار الحصار سواء على النواحي الاقتصادية أو الاجتماعية والإنسانية، مع الإشارة إلى أن استمرار الحصار للعام التاسع على التوالي يعد جريمة ضد الإنسانية تخالف الأعراف والمواثيق الدولية كافة.

وفي الذكرى السنوية الأولى للحرب الإسرائيلية على غزة، خرجت حملة أخرى سعت إلى فضح جرائم جنود الاحتلال، خلال الحرب، وإيصال حقيقة ما حدث طوال 51 يوماً من الحرب إلى العالم عبر صور ومقاطع فيديو توثق انتهاكات جنود الاحتلال بحق المدنيين العزل.

وكذلك أطلق شباب حملة إلكترونية تحت شعار "#بدنا_نشوف_الضفة"، "#بدنا_نشوف_القدس" للمطالبة برفع القيود التي يفرضها الاحتلال على حركة تنقل المواطنين بين الضفة والقدس المحتلة من جهة، وقطاع غزة من جهة أخرى من خلال معبر بيت حانون/إيرز الخاضع للسيطرة الإسرائيلية.

وعلى صعيد الحملات التي ناقشت قضايا اجتماعية، تفاعل ناشطون مع حملة "#جرحى_غزة" التي سعت إلى لفت الانتباه إلى معاناة جرحى الاعتداءات الإسرائيلية ومناصرتهم وتأكيد حقوقهم، وفي اليوم العالمي للإعاقة، أطلق مهتمون حملة تؤكد حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال وسم "#مجتمع_يتسع_للجميع"، فضلاً عن حملات عدة، أكدت حقوق النساء.

وطوال أيام الهبة الشعبية التي اندلعت في مدن وبلدات الضفة ومدينة القدس المحتلة انطلقت حملات إلكترونية عدة تفاعل معها آلاف الناشطين الفلسطينيين والعرب والأجانب مثل حملة "#أخت_المرجلة"، و"#وينك_عنها"، وكذلك حملة "#احمي_ظهرك" التي قدمت نصائح أمنية لشباب الانتفاضة.

وفي الأيام الأخيرة من العام شهدت مواقع التواصل الاجتماعي حملة إلكترونية تدعو حركة "حماس" إلى تسليم معبر رفح البري، الذي أغلقته السلطات المصرية خلال عام 2015 نحو 313 يوماً، بينما فتحته عدة أيام على فترات متباعدة وقصيرة، وجاءت التغريدات تحت وسم "#سلموا_المعبر".



اقرأ أيضاً: حصاد 2015: عام الإجهاز على الإعلام اليمني
 
المساهمون