09 مايو 2019
غزة وخيار المقاومة
مصعب محجوب الماجدي (السودان)
لماذا تُقصف غزة وتُستباح، ولا يُراد لها أن تقاوِم؟ هل لأنها لم تستكن للحصار، وهي تقدم خيرة شبابها وهم يضربون أعلى أمثال البطولات، "فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدى"؟
الشهداء لا يموتون، بل تبقى ذكراهم تُوقِد جذوة المجد والعزة والكرامة والعدالة والقيم السامية، وهم يكتبون التاريخ بدمائهم ويرسمون الدرب للأحرار، ويضمخون الطريق بالمسك الذي يتنسم عبقه كل تواقٍ للعيش الكريم.
على الرغم من كل ما جرى ويجري، ما زالت الأرض تنبت زيتونةً مكان زيتونةٍ يمتد فرعها في سماء الفخر والاعتزاز، وتهتز أغصانها مع ريح المقاومة طرباً، حين تسمع قرع طبول العودة إلى الديار المغتصبة.
سبعون عاماً، عاث فيها بني صهيون فساداً في الأرض، يهلكون الحرث والنسل بالسلاح المحرّم دولياً ضد شعبٍ أعزل، يريدون أن يخرجوه من أرضه غصباً، ولكنه ما زال يلقنهم الدروس، ويُلقمهم حجارة تملأ أحشاءهم بالخذلان والخيبة والانكسار.
أفي مثل هذا الظلم يترك الأخ أخاه؟ أَمِثل هذا الشعب يخذله بنو العم والعشيرة؟ أما آن للمظالم أن ترد وللحقوق أن تعود لأهلها! ولكن مثل هؤلاء لا يضرهم من خذلهم، ولا يثنيهم من تهاون ورَضِي بالخنوع، واستلذ السكوت عن الحق.
غزة اليتيمة التي تستقبل وابلاً من غارات غادرة، وهي تواجه العدو وحدها، ولا تجد من يضمد جراح أهلها المنكوبين. وكم من مصابٍ عجزت عن إسعافه المنظمات الدولية على اختلاف مهامها. وكم من أم فقدت فلذة كبدها وصبرت وما نادت: "وامعتصماه"، لأنها تعلم أن المعتصم قد شاخ، وصُمّت أذنه، فهو يرى تحت قدميه فقط، وقد سخّر أمواله لتخدمه، وتمكّن لعرشه، وحوله حاشيته يسبحون بحمده مع علمهم بعدم سماعه لهم، ولكن الولاء يحتّم عليهم ذلك، فعيونهم تهاب ممن يتولى العرش بعده، "فويلٌ لمن لم يعلن الولاء"؛ هكذا قال الوزير.
فيا بني صهيون هل بقي لكم من تُهم الإرهاب ما تلصقونه بهؤلاء لتواروا سوءة فعلتكم هذه؟ وأي إرهاب هذا الذي تتشدّقون به، ويزعم كل بلد أنه يحاربه ويجفف منابعه! هل من إرهابٍ أكثر من أن تُدمر مدنٌ بأكملها، ويُهجر قاطنوها وتُستباح أموالهم وممتلكاتهم، وتُقام المستوطنات اليهودية على أرضهم؟ أي إرهاب أكثر من أن يتنفس أطفال غزة غازات سامة جرّاء قصف متعمّد بالسلاح الكيميائي وسط صمت دولي معيب! ولذا علينا إعادة النظر في صور ذهنية كثيرة، يريد الإعلام الغربي أن يبلورها في أذهاننا، وما زالت الآلة الإعلامية تبذل قصارى ما في وسعها لترسيخ أنّ الإرهاب مرتبط ببلاد العرب والمسلمين، ونحن ندفع من أموالنا لنحاربه، وهكذا يوهموننا ويستنزفون ما في خزائننا، حتى يخلو لهم المجال للاستقواء علينا بالهيمنة والسطوة.
النصر آتٍ لا محالة، والنار تُقاوم بالنار، وسيُرد الصاع صاعين، ولو بعد حين.
الشهداء لا يموتون، بل تبقى ذكراهم تُوقِد جذوة المجد والعزة والكرامة والعدالة والقيم السامية، وهم يكتبون التاريخ بدمائهم ويرسمون الدرب للأحرار، ويضمخون الطريق بالمسك الذي يتنسم عبقه كل تواقٍ للعيش الكريم.
على الرغم من كل ما جرى ويجري، ما زالت الأرض تنبت زيتونةً مكان زيتونةٍ يمتد فرعها في سماء الفخر والاعتزاز، وتهتز أغصانها مع ريح المقاومة طرباً، حين تسمع قرع طبول العودة إلى الديار المغتصبة.
سبعون عاماً، عاث فيها بني صهيون فساداً في الأرض، يهلكون الحرث والنسل بالسلاح المحرّم دولياً ضد شعبٍ أعزل، يريدون أن يخرجوه من أرضه غصباً، ولكنه ما زال يلقنهم الدروس، ويُلقمهم حجارة تملأ أحشاءهم بالخذلان والخيبة والانكسار.
أفي مثل هذا الظلم يترك الأخ أخاه؟ أَمِثل هذا الشعب يخذله بنو العم والعشيرة؟ أما آن للمظالم أن ترد وللحقوق أن تعود لأهلها! ولكن مثل هؤلاء لا يضرهم من خذلهم، ولا يثنيهم من تهاون ورَضِي بالخنوع، واستلذ السكوت عن الحق.
غزة اليتيمة التي تستقبل وابلاً من غارات غادرة، وهي تواجه العدو وحدها، ولا تجد من يضمد جراح أهلها المنكوبين. وكم من مصابٍ عجزت عن إسعافه المنظمات الدولية على اختلاف مهامها. وكم من أم فقدت فلذة كبدها وصبرت وما نادت: "وامعتصماه"، لأنها تعلم أن المعتصم قد شاخ، وصُمّت أذنه، فهو يرى تحت قدميه فقط، وقد سخّر أمواله لتخدمه، وتمكّن لعرشه، وحوله حاشيته يسبحون بحمده مع علمهم بعدم سماعه لهم، ولكن الولاء يحتّم عليهم ذلك، فعيونهم تهاب ممن يتولى العرش بعده، "فويلٌ لمن لم يعلن الولاء"؛ هكذا قال الوزير.
فيا بني صهيون هل بقي لكم من تُهم الإرهاب ما تلصقونه بهؤلاء لتواروا سوءة فعلتكم هذه؟ وأي إرهاب هذا الذي تتشدّقون به، ويزعم كل بلد أنه يحاربه ويجفف منابعه! هل من إرهابٍ أكثر من أن تُدمر مدنٌ بأكملها، ويُهجر قاطنوها وتُستباح أموالهم وممتلكاتهم، وتُقام المستوطنات اليهودية على أرضهم؟ أي إرهاب أكثر من أن يتنفس أطفال غزة غازات سامة جرّاء قصف متعمّد بالسلاح الكيميائي وسط صمت دولي معيب! ولذا علينا إعادة النظر في صور ذهنية كثيرة، يريد الإعلام الغربي أن يبلورها في أذهاننا، وما زالت الآلة الإعلامية تبذل قصارى ما في وسعها لترسيخ أنّ الإرهاب مرتبط ببلاد العرب والمسلمين، ونحن ندفع من أموالنا لنحاربه، وهكذا يوهموننا ويستنزفون ما في خزائننا، حتى يخلو لهم المجال للاستقواء علينا بالهيمنة والسطوة.
النصر آتٍ لا محالة، والنار تُقاوم بالنار، وسيُرد الصاع صاعين، ولو بعد حين.
مقالات أخرى
05 مايو 2019
15 مارس 2019
09 أكتوبر 2018