غزة: متطوعون شباب يغيثون أهلهم النازحين

26 يوليو 2014
ينشط الشباب لتقديم الإغاثة للعائلات النازحة(عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -


يتعاون الشاب كامل الهيقى وعدد من زملائه في توزيع وجبات الإفطار على رجال الدفاع المدني والصحافيّين والعديد من العائلات التي تتّخذ من مجمّع الشفاء الطبي مأوى لها، في ظل العدوان الإسرائيلي المستمرّ على قطاع غزّة.

ويرأس كامل فريق حملة "فكر بغيرك" التطوعي الشبابي، الذي زاد من مستوى عمله خلال العدوان الإسرائيلي، معتمداً على المتطوعين وأهل الخير وأصحاب الشركات والمحال التجاريّة، في توفير الدعم المطلوب للحملة.

وتنشط في قطاع غزة حملات خيريّة شبابيّة عديدة تبلور بعضها في أثناء العدوان الإسرائيلي الأخير الذي شرّد مئات الأسر من بيوتهم، في ظل الأوضاع الاقتصاديّة الخانقة التي يمرّ بها القطاع. وذلك في محاولة منهم للتخفيف عن كاهل النازحين التي تئنّ مدارس غزّة ومراكز الإيواء من كثافتهم.

ويقول الهيقى لـ"العربي الجديد": "نوزّع وجبات الإفطار والسحور يومياً على طواقم الإسعاف والدفاع المدني الموجودة في مستشفى الشفاء في مدينة غزّة، إلى جانب توزيع الحليب والطحين ومستلزمات الأطفال على العائلات النازحة".

يضيف "نجتهد في الوصول إلى البيوت التي تأوي عائلات نازحة لنقدّم لها سلات غذائيّة بقيمة مئة دولار أميركي لكل سلة وملابس وأغطية، وأيضاً في توفير بدلات إيجار بيوت للعائلات المحتاجة أو توزيع مبالغ نقديّة عليها".

ويشتكي القائمون على الحملة من الافتقار إلى مقرّ دائم تجمع فيه المساعدات وينجزون فيه أعمالهم، إلى جانب صعوبة التواصل مع المتبرعين نظراً لخطورة التنقل بين مناطق القطاع وكذلك بسبب إغلاق المصارف.

وفي محاولة منهم لإثبات سلميّتهم، يرفع الفريق الشارة البيضاء على السيارات التي يستقلونها في أثناء توزيع المعونات والطعام أو جمع التبرعات من أهل الخير والمنازل.

ويوضح الهيقى أن الحملة تتعاون مع المراكز الشبابيّة في توزيع المساعدات، ويجري التنسيق أيضاً لذبح عجول في المحافظات كلها ليتمّ توزيعها على العائلات المحتاجة والمتضرّرة من العدوان.

وتتوزّع الحملة في جميع محافظات القطاع. فينشط في كل واحدة منها عشرون شاباً وشابة، إلى جانب نحو ألف متطوّع يساهمون في إنجاز أعمال الحملة.


..ومبادرة أخرى

إلى ذلك، ينشط محمد غريب وثمانية من رفاقه في حملة تطوعيّة شبابيّة أخرى لتقديم الإغاثة والطوارئ للنازحين في مدينة رفح جنوب القطاع.

وكانت هذه الحملة قد انطلقت بالتزامن مع بدء الاجتياح البرّي ونزوح نحو 13 ألف مواطن ارتفع عددهم بشكل تدريجي، موزّعين على ثماني مدارس تابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" في مدينة رفح.

ويقول غريب إن "الفكرة تولّدت، بعدما وصلتنا مناشدة من أحد المواطنين النازحين بعدم وجود مياه وطعام فى مركز الإيواء المقيم فيه منذ أول أيام الحرب البريّة".

يضيف لـ"العربي الجديد": "نشرت المناشدة عبر صفحتي على موقع "فيسبوك"، وبعدها بنصف ساعة عبّرت إحدى العائلات عن استعدادها لتقديم كل المستلزمات المطلوبة للنازحين في ذلك المركز وتوفير وجبة السحور لهم".

وتعمل الحملة على توفير المواد التموينيّة والغذائيّة من المعلبات الجاهزة وتغليفها مع زجاجات عصائر وتمر وبعض الحاجيات للأطفال تبرّع بها أهل الخير، وإرسالها إلى نحو ألف مواطن يومياً.

ويشير غريب إلى الخوف الذي يرافق المتطوّعين في الحملة من الاستهداف الإسرائيلي، كما حصل مع حملات مماثلة استشهد فيها العديد من المتطوّعين.