غزة: طلاب يبادرون بتنظيم حفل تخرجهم من الجامعة

24 يوليو 2016
فرحة غامرة للخريجين (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
يجتهد أسامة أبو محسن (23 عاماً) من مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، للاحتفال وزملائه من خريجي كلية الإعلام بجامعة الأقصى في غزة، كواحدة من المبادرات الذاتية التي يقوم بها طلبة الإعلام بالاحتفال بأنفسهم بعد التخرج، متخطين نظام الجامعة بإقامة احتفالات التخرج مرة واحدة كل عامين.

ونظم خريجو كلية الإعلام حفلاً تكريميًا لأنفسهم، تحت وسم "رواد الحقيقة"، على أرض نادي الضباط غرب مدينة غزة، بحضور لفيف من أساتذة كلية الإعلام بجامعة الأقصى، وحشد من أهالي طلبة الكلية، مُحتفلين وذويهم بتخرجهم من أقسام كلية الإعلام بالجامعة.

ويوضح أبو محسن لـ"العربي الجديد"، إن فكرة الحفل انطلقت العام الماضي بجهود ذاتية من الطلبة، بمشاركة 100 طالب وطالبة، الأمر الذي دفعهم للتفكير بإقامته مرة أخرى هذا العام، للاحتفال بالخريجين الجدد، ورسم الفرح والبهجة على وجوه الطلبة وذويهم.

ويقول: "ما دفعنا لإقامة الاحتفال، هو أن الجامعة تقيم احتفالات التخرج الرسمية بشكل غير منتظم، لذلك نسعى بجهودنا الذاتية لعدم تضييع فرحة التخرج على طلابنا"، مضيفًا إلى أن هذا العام يشارك أكثر من 120 طالبًا وطالبة من مختلف أقسام كلية الإعلام بجامعة الأقصى.

وبيّن أبو محسن أن الطلاب توجهوا في البداية لبعض المؤسسات للحصول على تمويل للحفل، لكن بالنهاية نجحوا بتنظيمه بجهودهم ذاتية ومن اشتراكات الخريجين أنفسهم، داعيًا إلى ضرورة انتظام الجامعة بإقامة حفلات تخرج طلبتها من جميع الكليات بصورة سنوية.

بدورها، تعرب سوزان الصوراني عن سعادتها بمشاركتها في حفل التخرج، وتقول لـ"العربي الجديد": "فرحة التخرج فرحة لا تعوض، وهي فرحة أشبه بفرحة البنت في حفلة زفافها، ولا بد لكل الخريجين أن يعيشوا تلك الفرحة بعد أربع سنوات دراسية".


فرحة ارتداء زي التخرج بعد سنوات الدراسة (عبد الحكيم أبو رياش)



وتضيف الصوراني أن قرارات الجامعة واحتفالها بتخرج طلابها مرة كل عامين، لا يُناسب غالبية الخريجين الذين ينتظرون التخرج ليعيشوا تلك اللحظة الهامة بحياة كل طالب جامعي، الأمر الذي دفعهم للمساهمة بإقامة حفل خاص بطلبة كلية الإعلام، ليفرحوا وذويهم بتخرجهم من الجامعة.

وتؤكد سندس عماد أن مشاركتها في حفل "رواد الحقيقة" كان لتحقيق حُلمها في ارتداء لباس التخرج الجامعية، وأن ترى تعبها خلال أربع سنوات من الدراسة، يحصد ثماره في حفل تكريم خريجي كلية الإعلام، ليشاركوا مع أهلهم وذويهم تلك الفرحة.

وتوضح عماد لـ"العربي الجديد" أنها فوجئت بعد التحاقها بجامعة الأقصى، أن الأخيرة تواجه مشاكل في تنظيم حفلات التخرج كل عام، أمرٌ "جعلها ترى الحلم سراب"، مبينةً أن جهود طلبة الكلية في إقامة حفل لهم، كان بمثابة تحقيق الحلم بمعايشة فرحة التخرج مع الأهل والأصدقاء.

وفي السياق، يقول عبد العزيز عابد لـ"العربي الجديد": "كل طالب يحلم بفرحة التخرج، وفكرة طلبة كلية الإعلام في تنظيم احتفال لأنفسهم هي فكرة إبداعية، تُفرح الطلاب وأهلهم، ويُكللون من خلاله سنوات الدراسة المرهقة".

من جانب آخر، يوضح الأستاذ في كلية الإعلام بجامعة الأقصى بغزة، خالد الحلبي، أن فكرة الحفل هي مبادرة ذاتية من طلاب الكلية، والجامعة لا تعارض تنظيم حفلات تكريم الطلاب وتخرجهم، مشددًا على أن الحفل يُعتبر حفلًا تكريميًا للخريجين، لأن الجامعة هي من تُخرج فقط.

ويقول الحلبي لـ"العربي الجديد": "الفكرة تدل على فِعل عظيم من طلبة الإعلام لإسعاد أنفسهم وأهلهم بتخرجهم، وأن طلاب الإعلام قادرون على تقديم أفكار إبداعية وتنظيم أشياء مُبهجة في حال وجدوا الحاضنة والرعاية والتشجيع من الجهات الرسمية".

ويبيّن أن حفل طلبة الإعلام التكريمي يمثل ابتهاجًا خاصًا بالطلاب، كونهم يحتفلون بأنفسهم ومع زملائهم وأشخاص يعرفونهم على مدار سنوات الدراسة، مشيرًا إلى أن حفل الجامعة الرسمية لتخريج أبنائها لا غنى عنه لدى الطلبة، حتى لو أقيم كل عامين.



المساهمون