غزة تنتظر انفراجات بعد لقاءات "حماس" المصرية

24 مارس 2016
يعيش أهالي القطاع في ظروف صعبة (Getty)
+ الخط -


لم ينتج عن اللقاءات التي عقدها وفد قيادي من حركة "حماس" مع مسؤولي جهاز الاستخبارات المصرية في القاهرة، أي واقع جديد على الأرض في غزة حتى الآن، وخصوصاً مع انتظار الغزيين تغيراً في الواقع الصعب المرتبط بالحصار والإغلاق المُحكم المفروض على القطاع، الذي تساهم السلطات المصرية في جزء مهم منه، ويتعرض له مليونا إنسان في القطاع.

لكن استعجال حصول إنجازات للقاءات على الأرض، كما ينتظر الغزيون، "أمر سابق لأوانه"، وفق ما تقول مصادر قيادية في غزة لـ"العربي الجديد"، مؤكدة أنّ اللقاءات بين "حماس" والاستخبارات المصرية، ركّزت على إذابة الجليد المتراكم على العلاقة، وفتحت صفحة جديدة من التفاهم، وأنّ تفاهماً من عدة نقاط جرى إقراره بين الطرفين يشمل عموميات العلاقة وليس ملفات تفصيلية. وبينما تتحفظ "حماس" على الحديث عن اللقاءات، تؤكد المصادر أنّ وفد الحركة فوجئ بجدول أعمال مختلف عن الذي وضع هاتفياً بين الطرفين، مشيرة إلى أنّ "جهات كثيرة تدخّلت لإفشال اللقاءات قبل بدئها في مصر، لكنها لم تنجح".

وينتظر أهالي غزة من اللقاءات الكثير، في ظل واقع اقتصادي صعب للغاية، نتج عنه ارتفاع معدلات البطالة والفقر والعوز، كما ينتظرون من مصر تسهيلات على معبر رفح، بوابة غزة للعالم الخارجي، المغلق بشكل شبه كامل منذ ثلاث سنوات. ومن المفترض أنّ يعود وفد حركة "حماس" إلى القاهرة خلال الأيام المقبلة، لمناقشة مزيد من الملفات مع المسؤولين في جهاز الاستخبارات، والتي قد تؤدي إلى "انفراجات جزئية" في الواقع الصعب في غزة، ما سينعكس بشكل إيجابي على أهالي القطاع.

اقرأ أيضاً: قيادي بـ"حماس": فتحنا صفحة جديدة في العلاقات مع القاهرة

ويقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر في غزة، ناجي شراب، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنّ هناك عوامل واحتياجات حياتية تفرض على الطرفين التغاضي عن الخلافات القائمة حالياً، نتاج الفترة الماضية، والبحث عن عوامل الالتقاء من أجل طي صفحة الخلافات، والخروج من حالة القطيعة التي استمرت لأكثر من عامين. ولم ينكر شراب أنّ الزيارة رفعت من سقف التوقعات والتفاؤل لدى الشارع الفلسطيني، بسبب توقيت الزيارة ومستوى الوفد القيادي الذي وصل إلى مصر، إلا أنه من السابق لأوانه الحديث عن نتائج حقيقية تؤدي إلى انفراجة كبيرة في العلاقات بين الطرفين، وفق قوله.

ويرى شراب أنّ علاقة "حماس" ومصر مرتبطة بواقع أمني، يتمثّل في مساهمة الحركة بضبط الأوضاع في سيناء من خلال علاقتها مع بعض الجماعات ومساهمة أجهزتها الأمنية في ذلك، مشيراً إلى أنّ النظام المصري يدرك جيداً أنّ "حماس" الأقدر والأقوى حالياً على ضبط الحدود في سيناء وعدم السماح بأية عمليات تسلل إلى داخل الأراضي المصرية، في ظل موجة العنف التي يتعرض لها الجيش والشرطة المصريين.

ويوضح أستاذ العلوم السياسية، أنه من الصعب أنّ يصل الطرفان إلى اتفاق مكتوب يتضمن محاور واضحة، إلا أنّ الأمر قد يقتصر على ضمانات واتفاقات شفاهية بين حركة "حماس" وجهاز الاستخبارات المصري، من أجل التخفيف من حدة التوتر. ويشير شراب، إلى أنّ "حماس" أدركت أيضاً أنه ليس بمقدورها تحديد مصير القطاع، وبشكل خاص في ملف الحصار المفروض منذ عشر سنوات إلا من خلال مصر، أو التوجّه نحو مزيد من المواجهة العسكرية مع إسرائيل وهو الأمر الذي لا ترغب به الحركة حالياً. ويلفت إلى أنّ "حماس" تعاملت بشكل ذكي مع الزيارة من خلال موقفها بإدانة كافة أشكال الاغتيالات السياسية في مصر، وهو ما يُعدّ تحولاً في سياسة الحركة ومحاولة منها للتعامل مع الظروف، وتغليب المصلحة العليا من أجل البدء في صفحة جديدة في العلاقات مع مصر.

اقرأ أيضاً: مخرجات زيارة "حماس" للقاهرة... التزامات وتنسيق لاتفاق غير مسبوق