وقف الشاهد الإندونيسي، عبدالله أونيم (32 عاماً) بالقرب من بحر غزة، يستذكر المجزرة التي ارتكبها كوماندوس البحرية الإسرائيلية بحق بعض المتضامنين العالميين عام 2010، والذين قدموا على متن أسطول الحرية "مافي مرمرة" آنذاك، دعماً لمسيرة كسر الحصار عن قطاع غزة.
ويوضح أونيم لـ"العربي الجديد" أنه عاد إلى إندونيسيا بعد أن عايش حرب 2008 على غزة، بعدها قرر العودة إليها ضمن مسيرة أسطول الحرية لكسر الحصار عن غزة عام 2010، قبل أن تهاجمهم القوات الإسرائيلية في عرض البحر المتوسط.
ويقول الشاهد على الواقعة: "في الساعة الخامسة فجراً هاجمتنا قوة بحرية إسرائيلية، وبدأت بإطلاق النار علينا وضرب نحو 500 شخص كانوا على متن "مرمرة"، وشاهدت أصدقائي ملطخين بالدماء ويموتون أمام عيني".
ويحيي عبدالله مع عشرات الفلسطينيين ذكرى مجزرة سفينة "مافي مرمرة" التي أدت لاستشهاد 10 من المتضامنين الأتراك، في فعالية دعت إليها هيئة الإغاثة الإنسانية التركية، اليوم الثلاثاء، على أرض ميناء غزة.
وقال مدير مكتب هيئة الإغاثة التركية في غزة محمد كايا، إنّ ذكرى مرمرة أصحبت رمزاً للأخوة والوحدة بين أبناء الشعب الفلسطيني والتركي، وإن شهداء السفينة أصروا على أن تختلط دماؤهم مع دماء إخوتهم الفلسطينيين في سبيل مقاومة المُحتل الغاشم.
وأكد كايا أن تركيا لن تعقد اتفاقات من أي نوع مع إسرائيل، إلا في حال تركهم كل فلسطين، وتحرير الأرض المقدسة من دنسهم، لأن فلسطين أرض كل المسلمين، ولا يمكن أن تقبل ببقاء الاحتلال الإسرائيلي عليها.
ووجه كايا في كلمة على هامش الفعالية، رسالة إلى أميركا وإسرائيل و"الغرب الظالم" مفادها أن مسلمي تركيا والفلسطينيين جسدٌ واحد لا يمكن أن تُفرقهم المؤامرات الغربية أو تثنيهم عن دينهم وإسلامهم. وطالب الفصائل الفلسطينية للوقوف وقفة رجل واحد والعودة لطريق الوحدة في سبيل تحرير الوطن، وأن الانقسام لا يخدم سوى الاحتلال الإسرائيلي.
وأشار وكيل وزارة الخارجية بغزة غازي حمد إلى أن ما مر به الفلسطينيون على مدار قرن، من ظلم ومجازر، ما زالوا يثبتون أنهم عصّيون على الانكسار والتطويع والهزيمة.
وأضاف حمد في كلمة خلال الفعالية، إن الحصار المفروض على القطاع، يريد أن يثنينا عن خطة تحرير فلسطين من بحرها إلى نهرها، مشددًا على أن الفلسطينيين لن يتنازلوا عن حبة تراب من فلسطين، وأن "إسرائيل" دولة قامت على الباطل ولن تستمر.
وأوضح أن فلسطين أرض إسلامية، لذلك هي للأتراك وغيرهم من العرب والمسلمين أجمعين، ومن واجبهم أن يقاتلوا من أجلها، منوهاً بالنموذج التركي في الصمود والمقاومة ضد الاحتلال، والوقوف مع الحق الفلسطيني.
من جانب آخر، أوضح القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر حبيب، أن مشاركتهم جاءت وفاءً لدماء 10 من الشهداء الأتراك الذين اختلطت دماءهم مع دماء الشعب الفلسطيني، من أجل فلسطين والقدس.
وقال لـ"العربي الجديد": "نطالب العالم الصامت الذي جرّأ بعجزه الاحتلال الاسرائيلي على ارتكاب مجزرة "مرمرة"، بكسر الحصار عن غزة وتحمّل مسؤولياته تجاه جرائم الإسرائيليين بحق الفلسطينيين ومن تضامنوا معهم".
وطالب الأمة العربية والإسلامية وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، أن يتحملوا مسؤولياتهم من أجل رفع الحصار الظالم عن 2 مليون غزّي محاصرين منذ 10 سنوات.