يزداد عدد التلاميذ في قطاع غزة بالترافق مع الزيادة السكانية. عدد لا تستوعبه مدارس القطاع الذي بات في حاجة إلى عشرات المباني المدرسية الجديدة
باتت مشاهد الاكتظاظ في الفصول داخل مدارس قطاع غزة اعتيادية في نظر التلاميذ. ومع تأثير الاكتظاظ في نواحٍ عديدة تعليمية وسلوكية بينهم فقد يضطرون في السنوات الخمس المقبلة أن يتحملوا المزيد من الاكتظاظ، فالقطاع في حاجة إلى مبانٍ مدرسية جديدة تستوعب التلاميذ.
يشهد قطاع غزة يومياً ولادة 152 طفلاً، بواقع 5 مواليد في الساعة، أي أكثر من 47 ألف مولود شهرياً بحسب أرقام وزارة الداخلية في القطاع، وهو ما يضاعف حاجة القطاع إلى مبانٍ مدرسية جديدة.
أعدّ مركز الميزان لحقوق الإنسان تقريراً عن التعليم في قطاع غزة وتحدياته، أصدره في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، رصد فيه أبرز التحديات التي تواجه الحق في التعليم داخل قطاع غزة، والاحتياجات المطلوبة من منشآت مدرسية، التي قدرها مع الجهات المشرفة على التعليم بـ142 مبنى مدرسياً جديداً للفترة الممتدة من 2017 إلى 2021. في ضوء ذلك، يقول مدير دائرة الدراسات والمعلومات في وزارة التربية والتعليم في غزة أشرف صالح لـ"العربي الجديد": "بصورة عامة، تحتاج الوزارة إلى 10 مدارس سنوياً لاستيعاب التلاميذ، لكن في الوقت الحالي، لا نستطيع تلبية الحاجة لأنّنا مرتبطون بسياسة الممولين والظروف السياسية".
لم تستطع وزارة التربية والتعليم في غزة بناء أيّ مدرسة منذ عام 2007، وهي تعتمد على الممولين في بناء جميع المدارس منذ 10 أعوام. وما تفعله لا يتعدى صيانة بعض الأقسام المدرسية، بمبالغ زهيدة كما يشير صالح. يتابع أنّ القطاع يشهد اكتظاظاً داخل الفصول في 170 مدرسة من أصل 397 مدرسة تتبع لوزارة التربية والتعليم، وهناك 135 مدرسة لا تشهد مثل هذا الاكتظاظ كونها تقع في مناطق حدودية ونائية وبالقرب من مواقع أمنية وعسكرية، أما المدارس المتبقية فتعتبر النسب فيها عادية. ويشير إلى أنّ بناء مدارس وسط الكثافة السكانية سيخفف من حدة الاكتظاظ في المدارس خصوصاً في مناطق وسط مدينة غزة ووسط مدينة خانيونس ورفح ووسط بلدة جباليا.
من جانب آخر، فإنّ الحاجة الطبيعية للمعلمين سنوياً في غزة هي ما بين 300 معلم و500، لكن في ظل أزمة التعليم الحالية، فإنّ المدارس الحكومية تحتاج إلى ما لا يقلّ عن 800 معلم سنوياً. وزارة غزة تنتظر الحلول المرتبطة بتمكين وزارة التربية والتعليم في رام الله وغزة معاً بعد اتفاق المصالحة الفلسطيني هذا العام.
من جهته، يحذر المرشد التربوي مؤمن الشياح من تماطل الحكومة الفلسطينية في قضية التعليم وبناء مدارس وتطوير مرافق المدارس الحالية. يوضح أنّ جودة التعليم في المدارس الحكومية أقل من النصف مقارنة بمدارس الأونروا. ويشير إلى أنّ المدارس الحكومية تفتقر إلى المختبرات العلمية خصوصاً في المناطق النائية مثل المدارس الحدودية، شرق القطاع.
يقول الشياح لـ"العربي الجديد": "قطاع غزة يشهد انفجاراً سكانياً هائلاً، وعدم توفر بيئة دراسية ملائمة يعني أنّ جيلاً كاملاً يتجه إلى الدمار، فلن يشهد أي تقدم أو إبداع. يتابع: "هي خسارة أن ينشغل المسؤولون الفلسطينيون بالتجاذبات السياسية ويغفلوا عن قضايا تطوير التعليم في قطاع غزة، علماً أنّهم يدفعون الملايين للاحتفالات والاجتماعات السياسية". يعتبر الشياح أنّ عدم بناء مدارس جديدة، يدفع جميع المدارس إلى تقسيم عملها بين دوامين صباحي ومسائي بما فيها المدارس الثانوية والمهنية.
بحسب مؤشرات البنك الدولي للتنمية التعليمية في الدول، فإنّ معدل التلاميذ في الفصل الواحد للبيئة الدراسية الملائمة هو ما بين 25 إلى 30 تلميذاً، بينما تشهد مدارس قطاع غزة في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية ما بين 50 و55 تلميذاً في الفصل الواحد، ويصل متوسط عدد التلاميذ في الفصل الواحد على مستوى القطاع إلى ما بين 35 و40 تلميذاً.
من جهتها، تشير دائرة الإحصاء في وزارة التربية والتعليم لـ"العربي الجديد" إلى أنّه خلال 5 سنوات سيدخل 273.750 تلميذاً جديداً إلى المرحلة الابتدائية في المدارس. وبذلك، فهناك حاجة إلى 86 مبنى مدرسياً تضم 1003 غرف صفية للتمكن من تجاوز الاكتظاظ الحاصل والمرتقب. وتبلغ كلفة بناء مبنى مدرسي كامل مع التأثيث 1.2 مليون دولار أميركي.
تضم المدارس الحكومية حالياً في قطاع غزة 252.262 تلميذاً داخل 397 مدرسة في جميع محافظات قطاع غزة، و10.679 معلماً. وتضم مدارس الأونروا هذا العام 271 ألف تلميذ، من بينهم 34 ألفاً و140 في المرحلة الأولى، وهم موزّعون على 276 مدرسة على مستوى القطاع.
اقــرأ أيضاً
باتت مشاهد الاكتظاظ في الفصول داخل مدارس قطاع غزة اعتيادية في نظر التلاميذ. ومع تأثير الاكتظاظ في نواحٍ عديدة تعليمية وسلوكية بينهم فقد يضطرون في السنوات الخمس المقبلة أن يتحملوا المزيد من الاكتظاظ، فالقطاع في حاجة إلى مبانٍ مدرسية جديدة تستوعب التلاميذ.
يشهد قطاع غزة يومياً ولادة 152 طفلاً، بواقع 5 مواليد في الساعة، أي أكثر من 47 ألف مولود شهرياً بحسب أرقام وزارة الداخلية في القطاع، وهو ما يضاعف حاجة القطاع إلى مبانٍ مدرسية جديدة.
أعدّ مركز الميزان لحقوق الإنسان تقريراً عن التعليم في قطاع غزة وتحدياته، أصدره في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، رصد فيه أبرز التحديات التي تواجه الحق في التعليم داخل قطاع غزة، والاحتياجات المطلوبة من منشآت مدرسية، التي قدرها مع الجهات المشرفة على التعليم بـ142 مبنى مدرسياً جديداً للفترة الممتدة من 2017 إلى 2021. في ضوء ذلك، يقول مدير دائرة الدراسات والمعلومات في وزارة التربية والتعليم في غزة أشرف صالح لـ"العربي الجديد": "بصورة عامة، تحتاج الوزارة إلى 10 مدارس سنوياً لاستيعاب التلاميذ، لكن في الوقت الحالي، لا نستطيع تلبية الحاجة لأنّنا مرتبطون بسياسة الممولين والظروف السياسية".
لم تستطع وزارة التربية والتعليم في غزة بناء أيّ مدرسة منذ عام 2007، وهي تعتمد على الممولين في بناء جميع المدارس منذ 10 أعوام. وما تفعله لا يتعدى صيانة بعض الأقسام المدرسية، بمبالغ زهيدة كما يشير صالح. يتابع أنّ القطاع يشهد اكتظاظاً داخل الفصول في 170 مدرسة من أصل 397 مدرسة تتبع لوزارة التربية والتعليم، وهناك 135 مدرسة لا تشهد مثل هذا الاكتظاظ كونها تقع في مناطق حدودية ونائية وبالقرب من مواقع أمنية وعسكرية، أما المدارس المتبقية فتعتبر النسب فيها عادية. ويشير إلى أنّ بناء مدارس وسط الكثافة السكانية سيخفف من حدة الاكتظاظ في المدارس خصوصاً في مناطق وسط مدينة غزة ووسط مدينة خانيونس ورفح ووسط بلدة جباليا.
من جانب آخر، فإنّ الحاجة الطبيعية للمعلمين سنوياً في غزة هي ما بين 300 معلم و500، لكن في ظل أزمة التعليم الحالية، فإنّ المدارس الحكومية تحتاج إلى ما لا يقلّ عن 800 معلم سنوياً. وزارة غزة تنتظر الحلول المرتبطة بتمكين وزارة التربية والتعليم في رام الله وغزة معاً بعد اتفاق المصالحة الفلسطيني هذا العام.
من جهته، يحذر المرشد التربوي مؤمن الشياح من تماطل الحكومة الفلسطينية في قضية التعليم وبناء مدارس وتطوير مرافق المدارس الحالية. يوضح أنّ جودة التعليم في المدارس الحكومية أقل من النصف مقارنة بمدارس الأونروا. ويشير إلى أنّ المدارس الحكومية تفتقر إلى المختبرات العلمية خصوصاً في المناطق النائية مثل المدارس الحدودية، شرق القطاع.
يقول الشياح لـ"العربي الجديد": "قطاع غزة يشهد انفجاراً سكانياً هائلاً، وعدم توفر بيئة دراسية ملائمة يعني أنّ جيلاً كاملاً يتجه إلى الدمار، فلن يشهد أي تقدم أو إبداع. يتابع: "هي خسارة أن ينشغل المسؤولون الفلسطينيون بالتجاذبات السياسية ويغفلوا عن قضايا تطوير التعليم في قطاع غزة، علماً أنّهم يدفعون الملايين للاحتفالات والاجتماعات السياسية". يعتبر الشياح أنّ عدم بناء مدارس جديدة، يدفع جميع المدارس إلى تقسيم عملها بين دوامين صباحي ومسائي بما فيها المدارس الثانوية والمهنية.
بحسب مؤشرات البنك الدولي للتنمية التعليمية في الدول، فإنّ معدل التلاميذ في الفصل الواحد للبيئة الدراسية الملائمة هو ما بين 25 إلى 30 تلميذاً، بينما تشهد مدارس قطاع غزة في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية ما بين 50 و55 تلميذاً في الفصل الواحد، ويصل متوسط عدد التلاميذ في الفصل الواحد على مستوى القطاع إلى ما بين 35 و40 تلميذاً.
من جهتها، تشير دائرة الإحصاء في وزارة التربية والتعليم لـ"العربي الجديد" إلى أنّه خلال 5 سنوات سيدخل 273.750 تلميذاً جديداً إلى المرحلة الابتدائية في المدارس. وبذلك، فهناك حاجة إلى 86 مبنى مدرسياً تضم 1003 غرف صفية للتمكن من تجاوز الاكتظاظ الحاصل والمرتقب. وتبلغ كلفة بناء مبنى مدرسي كامل مع التأثيث 1.2 مليون دولار أميركي.
تضم المدارس الحكومية حالياً في قطاع غزة 252.262 تلميذاً داخل 397 مدرسة في جميع محافظات قطاع غزة، و10.679 معلماً. وتضم مدارس الأونروا هذا العام 271 ألف تلميذ، من بينهم 34 ألفاً و140 في المرحلة الأولى، وهم موزّعون على 276 مدرسة على مستوى القطاع.