شكّل التحدي الأكثر إلحاحاً في قطاع غزة، المتعلق بنقص مياه الشرب التي تشتد الحاجة إليها، النقطة الرئيسية على جدول أعمال الاجتماع السنوي لفريق التنسيق الدولي لمجموعة الدول المانحة لفلسطين، الذي عقد اليوم الثلاثاء في بروكسل، برئاسة المفوضة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والأمنية فيديركا موغيريني، ووزيرة خارجية النرويج آن ماري إريكسون.
وقد شكّل المؤتمر فرصة لتعبئة دعم المجتمع الدولي لتزويد مليوني فلسطيني بالمياه، من أجل تلبية احتياجاتهم الإنسانية مع المساهمة في التنمية الاقتصادية للبلاد.
وأعلن المسؤولون الأوروبيون أن المانحين الدوليين سيخصصون 560 مليون دولار، أي المبلغ الذي كانت تطالب به المجموعة، لبناء محطة لتحلية المياه في قطاع غزة، لتزويد نحو مليوني شخص بمياه صالحة للشرب.
وقدّم الاتحاد الأوروبي أكثر من 77 مليون يورو، إضافة إلى مجموعة أخرى من التمويلات التي ستغطي نحو 80 في المائة من تكاليف المحطة.
وقالت موغيريني على هامش الاجتماع إن "كل الجهود المبذولة للمشروعات قصيرة ومتوسطة المدى لا يمكن أن تحل محل الحل السياسي. وفي الوقت ذاته، لا يمكن التوصل إلى حلول سياسية بدون بيئة اجتماعية اقتصادية تفضي إلى عملية سياسية ذات مغزى".
أضافت: "كان هذا دائماً منطق مجموعة الدول المانحة لفلسطين. مرة أخرى، أود أن أذكر بأن لا بديل واقعياً عن حل الدولتين ولا بديل عن عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة"، مشددة على ضرورة بروز "أفق سياسي موثوق للعمل مع الأطراف والشركاء، جميعهم، نحو تحقيق ذلك".
تمويل جديد لأونروا
وكان الاتحاد الأوروبي قد أعلن الأسبوع الماضي أنه سيخصص 82 مليون يورو للموازنة التشغيلية لعام 2018 لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، أونروا.
وسيوفر هذا التمويل إمكانية التعليم لنحو نصف مليون طفل، والرعاية الصحية الأولية لأكثر من 3.5 ملايين مريض، وتقديم المساعدة لأكثر من 250 ألف لاجئ.
وقد تم الإعلان عن هذا التمويل بقيمة 82 مليون يورو يوم الأربعاء في 15 مارس/ آذار في روما، خلال اجتماع موغيريني والمفوض العام لأونروا، بيير كرينبول، على هامش المؤتمر الوزاري الاستثنائي حول أونروا. وركز المؤتمر على سبل حل الأزمة المالية الحادة التي تواجه الوكالة وتنفيذ الإصلاحات الضرورية.
وقالت موغيريني حينها: "يعتمد ملايين الأشخاص، رجالاً ونساء وأطفالاً، على أونروا للحصول على الخدمات الحيوية، كالتعليم والرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية والمساعدات الإنسانية والتوظيف. دعم أونروا واجب سياسي وإنساني".
وتابعت: "من مصلحتنا جميعاً توطيد السلام والأمن في الشرق الأوسط، بغية التوصل إلى حل تفاوضي قائم على التعايش بين دولتين. في هذه الأوقات الصعبة للوكالة، فإننا، وسنظل، داعمون أقوياء".
واعتبر مفوض سياسة الجوار الأوروبية ومفاوضات التوسع، يوهانس هان، أنه "مع المساهمة المهمة اليوم، يعيد الاتحاد الأوروبي تأكيد على التزامه لمصلحة عمل أونروا لتوفير الخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين. في هذه اللحظات الحاسمة للوكالة، نتوقع أن ندفع سلفاً مساعداتنا المالية لأونروا لعام 2018، بمبلغ 82 مليون يورو".
واعتبر أن "من المهم أن تتوفر لدى أونروا موارد كافية ويمكن التنبؤ بها، ويسرني أن أؤكد اعتزام الاتحاد الأوروبي الحفاظ على المستوى العالي لمساهمته خلال عامي 2019 و2020. إننا نعمل مع الوكالة في إعادة الهيكلة والإصلاح، لكن من المهم الحفاظ على مهماتها الأساسية".
يُشار إلى أنه في عامي 2016 و2017 قام الاتحاد الأوروبي من جهة والدول الأعضاء من جهة أخرى بتزويد أونروا بمبلغ 424 مليون يورو و391 مليون يورو، ما يجعل الاتحاد الأوروبي أكبر وأهم الجهات المانحة للوكالة الأممية.
وتشكّل المساعدات التي تبلغ قيمتها 82 مليون يورو، والتي تم منحها اليوم من خلال إجراءات سريعة، جزءاً من المساهمة السنوية العادية للاتحاد الأوروبي لعام 2018.