أكّد مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن، مارتن غريفيث، في تصريحات نشرت، اليوم السبت، أن المحادثات المقررة الشهر المقبل بين الأطراف المتحاربة في اليمن ستركز على اتفاق للحكم الانتقالي ونزع السلاح.
ويحاول غريفيث التفاوض لإنهاء الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات، والذي أسفر عن مقتل أكثر من عشرة آلاف شخص ودفع باليمن إلى شفا مجاعة.
وقتلت ضربات جوية نفذها التحالف العربي الذي تقوده السعودية عشرات الأطفال الذين كانوا على متن حافلة في محافظة صعدة بشمال اليمن، يوم الخميس.
ودعا مجلس الأمن الدولي، أمس الجمعة، إلى إجراء تحقيق "موثوق فيه" و"شفّاف" في شأن مقتل 29 طفلاً على الأقل في غارة جوية شنّها التحالف الذي تقوده السعودية على حافلة في اليمن.
وقالت السفيرة البريطانية، كارين بيرس، التي تتولى بلادها الرئاسة الدورية للمجلس، بعد اجتماع مغلق حول اليمن، إنه "في حال لم يكن أي تحقيق يتم إجراؤه موثوقاً فيه، فإن المجلس سيكون بشكل واضح راغباً في مراجعته".
وأعلن التحالف الذي تقوده السعودية، في وقت سابق، أنه أمر بفتح تحقيق في الغارة الجوية التي شنّها، الخميس، على حافلة في محافظة صعدة الخاضعة لسيطرة المتمردين الحوثيين، والتي أدّت أيضاً إلى جرح 48 شخصاً على الأقل.
ولم يطلب مجلس الأمن إجراء تحقيق مستقل، لكنه "سيتشاور الآن مع الأمم المتحدة وآخرين في الطريقة الفضلى للمضي قدماً في إجراء تحقيق"، بحسب ما أضافت السفيرة البريطانية.
ومن المقرر أن تبدأ مشاورات في جنيف في السادس من سبتمبر/أيلول، بشأن إطار عمل لمحادثات السلام وإجراءات لبناء الثقة.
وقال غريفيث لصحيفة "الشرق الأوسط": "بشكل أساسي، نحن نحاول أن نتوصل إلى أن تتفق حكومة اليمن وأنصار الله (الحوثيون) على القضايا الضرورية لوقف الحرب والاتفاق على حكومة وحدة وطنية بمشاركة الجميع".
وأضاف: "سيتطلب ذلك اتفاقاً موقعاً من قبل الجميع يتضمن أولاً خلق عملية انتقالية سياسية مع حكومة وحدة وطنية. وثانياً سيتطلب وضع ترتيبات أمنية لانسحاب جميع المجموعات المسلحة من اليمن ونزع سلاحها".
وقال إن المشاورات ستقود إلى مفاوضات مباشرة.
وتابع غريفيث: "ينبغي أن يشارك في مباحثات الحكومة الجديدة ممثلون عن المؤتمر الشعبي العام، الذي كان يقوده الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي قتل العام الماضي، والحركة الجنوبية الانفصالية، وهي طرف قوي قدم الكثير من المقاتلين المدعومين من التحالف في مواجهة الحوثيين".
ولفت إلى أن "مسألة مستقبل الجنوب لن يتم التفاوض بشأنها في هذه المشاورات، بل ستكون جزءا من نقاش يمني في المرحلة الانتقالية"، مضيفاً أن الأمم المتحدة تدعم وحدة اليمن.
ونجحت جهود غريفيث حتى الآن في تفادي هجوم شامل للتحالف العسكري على مدينة الحديدة الساحلية الرئيسية في غرب اليمن التي يسيطر عليها الحوثيون، لكن المعارك والهجمات استمرت في البلد الفقير الذي يسيطر الحوثيون على أكثر مناطقه ازدحاماً بالسكان بما في ذلك العاصمة صنعاء.
وأخفقت محادثات سابقة رعتها الأمم المتحدة في إنهاء الصراع في اليمن.
وانتهت آخر جولة من المحادثات عام 2016 بانسحاب حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، بعدما رفض الحوثيون اقتراحاً من الأمم المتحدة يدعو الجماعة لترك ثلاث مدن رئيسية بينها صنعاء تمهيداً لإجراء محادثات لتشكيل حكومة.
(العربي الجديد، رويترز)