وصف مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، اليوم الثلاثاء، الاجتماعات التي عقدها في صنعاء بـ"البناءة"، مشيراً إلى تقدمٍ حققه في ما يتعلق بـ"إجراءات بناء الثقة"، التي تشترط الأطراف الدخول فيها تمهيداً لاستئناف المشاورات.
وقال غريفيث في بيان مقتضب مساء اليوم إنه عقد "اجتماعات بنّاءة في صنعاء مع قيادة جماعة أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام والوفد المفاوض (عن الجماعة والحزب)"، وهو الوفد الذي كان من المقرر أن يشارك في مفاوضات جنيف وفشل بالمغادرة.
وأضاف المبعوث أنه "حقّق تقدماً في ما يتعلّق بسبل استئناف المشاورات وتدابير بناء الثقة بما في ذلك إطلاق المساجين والوضع الاقتصادي وإعادة فتح مطار صنعاء"، وكشف عن أنه سيزور العاصمة السعودية الرياض، غداً الأربعاء.
وتعد إجراءات "بناء الثقة"، من أبرز العناوين التي تعترض طريق استئناف العملية السياسية، وتطالب الحكومة من خلالها، بإطلاق سراح المعتقلين على نحو خاص والقيام ببعض الإجراءات الأمنية، فيما يطلب الحوثيون بالعديد من الإجراءات، أبرزها إعادة فتح مطار صنعاء الدولي، وكذلك في ما يتعلق بالوصول إلى آلية بدفع مرتبات موظفي القطاع العام.
وجاءت تصريحات غريفيث في ختام زيارته إلى صنعاء، والتي بدأها الأحد الماضي، وعقد خلالها لقاءات، كان أبرزها، بزعيم الجماعة، عبدالملك الحوثي، وهي الزيارة الأولى، منذ انهيار مشاورات جنيف، التي تعثرت، في السادس من الشهر الجاري.
ميدانياً، تواصلت المواجهات والغارات الجوية، في المناطق الحدودية مع السعودية، على نحو خاص، حين نفذ التحالف سلسلة غارات ضد أهداف متفرقة بمديريتي شدا ورازح الحدوديتين، بمحافظة صعدة، بالتزامن مع قصف صاروخي ومدفعي، على أكثر من نقطة في الحدود.
وكانت وسائل إعلام إماراتية، قالت في وقت سابق إن التحالف السعودي الإماراتي بدأ، مساء الاثنين، عملية عسكرية، بدعم موجة من عمليات القوات اليمنية، لانتزاع السيطرة على مدينة الحديدة الاستراتيجية من أيدي مسلحي جماعة "أنصار الله" (الحوثيين).
ونقلت وكالة أنباء الإمارات (وام) عن قائد قوات التحالف في الساحل الغربي، العميد الإماراتي علي الطنيجي، إعلان "بدء عمليات عسكرية نوعية واسعة النطاق في اتجاه مناطق سيطرة مليشيات الحوثي" من محاور عدة، وذلك بعد تعزيز وجود القوات في منطقة الكيلو 16، وقطع أهم خطوط إمداد الحوثيين الرابط بين صنعاء والحديدة ومحاصرتهم داخل المدينة.
إلى ذلك، أفادت مصادر محلية بمقتل 18 صياداً يمنياً، جراء قصف بارجة حربية تابعة للتحالف العربي، بقيادة السعودية، على محافظة الحديدة، غربي اليمن، اليوم الثلاثاء.
وأوضحت المصادر أن القتلى ينحدرون من قرية الكدحة، في مديرية الخوخة، جنوب الحديدة، وقضوا جميعاً بقصف من البوارج الحربية للتحالف في عرض البحر الأحمر، ولم يصدر على الفور، تعليق من التحالف.
وقضى عشرات الصيادين منذ أشهر، بالتزامن مع التصعيد العسكري للتحالف بواجهته الإماراتية في محافظة الحديدة.