ترى كم عدد غريبي الأطوار في قلب برشلونة؟
وما هي نسبتهم المئوية في كتالونيا، ثم بعد كتالونيا في عموم المملكة، ومنها إلى البرتغال، كي تكتمل إيبيريا الحبيبة؟
وما هو المقياس في كل تصنيف من التصانيف؟
هل نستطيع اعتبار من يعيشون في الشارع (يفترشون الرصيف ويلتحفون السماء، سواء باختيارهم أو اضطراراً)، من شريحة غرباء الأطوار، مثلاً؟
لكل بلد مقياسه، ولكل إنسان مقياسه. هذا مؤكد بالعموم، ولأنه هكذا بالذات، فهو مشكوك فيه عندي وبالعموم أيضاً. فغريب الأطوار في هذه الناحية، قد يكون طبيعياً في تلك الناحية.
وبما أنه لا توجد قواعد موضوعية تحدد من هو غريب الأطوار (تماماً مثلما هو الأمر مع الفن الجيد)، فلا يمكننا أبداً معرفة ما إذا كان هذا الشخص غريب الأطوار أم طبيعياً.
هل سهوت وقلت طبيعياً؟
يا للهول!
فالحق، أنه ما من حيوان ناطق، على وجه البسيطة، طبيعي مائة في المائة، ولا حتى سبعين.
وبما أن البشرية المعذبة، لم تنجح ولن تنجح في الاتفاق على مقاييس تصانيف (سواء بسبب سوء حظها، أو لأنها تستحق ذلك)، فإن من الأسلم القول إننا جميعاً غريبو الأطوار و... نستحق ذلك أيضاً.
مؤكد أن نزولنا عن الشجرة هو السبب!
* شاعر وكاتب فلسطيني مقيم في برشلونة