بررت شركة "فيسبوك"، أمس الخميس، الانخفاض الكبير في أرباحها بالمخصصات التي وضعتها لتغطية غرامات ضخمة من قبل هيئة حكومية. وحسب ما ذكرت الشركة، فإنها تستعد لدفع غرامة ضخمة، من المتوقع أن تفرضها لجنة التجارة الفيدرالية في الولايات المتحدة التي تعرف اختصاراً باسم " أف تي سي" عليها، بعد عام من فضائح انتهاك خصوصية بيانات المستخدمين.
وقالت شركة "فيسبوك"، على موقعها الإلكتروني، إنها تتوقع أن يؤدي التحقيق الذي تجريه لجنة التجارة الفيدرالية، إلى توقيع غرامات تتراوح بين 3 و5 مليارات دولار، فيما رفض متحدث باسم لجنة " أف تي سي" التعليق على حجم الغرامات التي ستفرض على الشركة..
وأضافت الشركة، أنها جنبت مخصصات تصل قيمتها إلى 3 مليارات دولار، من أرباح الربع الأول من العام الجاري 2019 لهذا الأمر، مما أدى إلى حدوث انخفاض حاد في أرباح الشركة عن هذه الفترة.
وبلغت أرباح "فيسبوك"، في الثلاثة أشهر الأول من 2019، نحو 2.4 مليار دولار، بانخفاض قدره 51% عن نفس الفترة من العام الماضي، فيما حققت الشركة إيرادات بـ15 مليار دولار خلال الربع الأول من 2019، بزيادة 26% عن نفس الفترة من عام 2018.
وقال ديفيد فاينر، المدير المالي لـ"فيسبوك"، في اتصال هاتفي مع محللين ماليين، يوم الأربعاء، بعد صدور تقرير الأرباح، "لم يتم حل هذه المسألة، لذلك يظل مبلغ الدفع الفعلي غير مؤكد، مع ذلك فإننا نقدر هذا المبلغ في نطاق خسائر تراوح بين 3 و5 مليارات دولار".
ورغم تأكيد شركة "فيسبوك"، لمسألة الغرامة الضخمة، والتي كانت مجرد شائعات خلال الأشهر الأخيرة، إلا أن ذلك لا يبدو أنه أزعج المستثمرين، حيث ارتفعت أسهم "فيسبوك"، بما يصل إلى 10% خلال تداول يوم الأربعاء، ورغم الإعلان عن هذه الأخبار.
وتعتبر الغرامة، بمثابة أول عقوبة مالية على "فيسبوك" في الولايات المتحدة، منذ أن ظهرت فضيحة الإخفاق في حماية بيانات المستخدمين، في مارس/آذار الماضي، ومنذ ذلك الحين، يخضع موقع "فيسبوك"، للتدقيق لقيامه بتقديم المزيد من بيانات مستخدميه إلى الشركات.
وأثارت كلتا الحالتين احتمال أن تكون "فيسبوك"، قد انتهكت اتفاقية موقعة مع اللجنة الفيدرالية الأميركية " أف تي سي" عام 2011، والتي تتطلب من الشبكة الاجتماعية أن يكون لديها "برنامج خصوصية شامل" والحصول على "موافقة صريحة" من المستخدمين قبل مشاركة بياناتهم.
وكانت تقارير سابقة توقعت أن تسجل شركة "فيسبوك"، انخفاضاً في الأرباح، حتى بدون الغرامة المزمعة، وذلك في ظل إعلان الشركة سابقًا أنها تتوقع زيادة إجمالي المصاريف بنسبة تراوح بين 40% و50% في عام 2019 مقارنة بالعام السابق، بسبب ضخ المزيد من الاستثمارات في تعزيز وسائل الأمان وحماية بيانات المستخدمين.
وارتفع عدد المستخدمين لتطبيق فيسبوك الرئيسي على أساس يومي وشهري ثمانية في المائة على أساس سنوي، ليصل إلى 2.4 مليار و1.6 مليار على الترتيب، بما يتماشى مع التوقعات.
وبلغ إجمالي النفقات في الربع الأول 11.8 مليار دولار، بما في ذلك مخصص التسوية، مرتفعا 80% مقارنة بنفس الفترة قبل عام مع تعيين الشركة لمديري محتوى واستثمارها في ضوابط جديدة لتعزيز أمن شبكاتها الاجتماعية.