جددت الطائرات الحربية للنظام السوري وحليفه الروسي غاراتها الجوية على مناطق محافظة إدلب أمس الخميس، ليكون مركز الدفاع المدني في بلدة سفوهن بمنطقة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي من بين أهدافها الأولى.
وقال مدير الدفاع المدني في إدلب، مصطفى الحاج يوسف، لـ"العربي الجديد": "تم استهداف المركز في الساعة الرابعة عصرا، وعلى الأرجح بطائرات من نوع سوخوي بحسب المراصد، والاستهداف أخرج المركز عن الخدمة، وألحق أضرارا بسيارات الإسعاف، ومازلنا نعمل بطريقة الفرق المتنقلة، إذ شنت المقاتلات الحربية عدة غارات أمس على قطاع أريحا وبلدة شنان وجنوبي بلدة كفرنبل إضافة لمركز سفوهن".
وأضاف الحاج يوسف: "الدفاع المدني يقدم خدمات متنوعة، فإضافة إلى عمليات البحث والإنقاذ، نقوم بعمليات الإسعاف، وعمليات الإطفاء، والمساعدة في ترميم البنية التحتية، وتوفير المياه والكهرباء، وتعبيد الطرق، فضلا عن دورنا في توعية المجتمع المدني وتقديم النصائح له حول تجنب الأوبئة، ومخاطر الذخائر غير المنفجرة".
وحول التنسيق مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لتحييد المنشآت المدنية وتجنيبها عمليات القصف والاستهداف، أوضح الحاج يوسف: "كالعادة، هو ليس المركز الأول للدفاع المدني الذي يتم استهدافه، وكثير من المراكز توقفت عن العمل لنفس السبب، وخلال الحملة الأخيرة كان هناك استهداف لكافة مراكز ريف إدلب الجنوبي، وقتل فيها العديد من عناصر الدفاع المدني. وجهنا نداءات كثيرة لوقف استهداف الفرق الإنسانية، لكن يبدو أنه لا حياة لمن تنادي".
ومع عودة تحليق الطائرات الحربية في سماء إدلب وتجدد عمليات القصف عاد الخوف ليسيطر على الأهالي من الهجمات الدموية التي تخلف عشرات القتلى والجرحى.
وأوضح الثلاثيني جلال عمار من ريف إدلب الجنوبي لـ"العربي الجديد"، أن "الأمور قد تزداد سوءا بعد حالة الهدوء التي دامت لعشرة أيام تقريبا، والتي أتاحت للأهالي العودة إلى مناطقهم لجلب مستلزماتهم من منازلهم، وقد كانت مخاوف النازحين في محلها فلا يمكن الوثوق بهدنة أعلنتها روسيا أو النظام".
وتابع عمار: "نزحنا قبل نحو ثلاثة أشهر، ولا نفكر بالعودة لبلدتنا الواقعة جنوبي مدينة كفرنبل، فالعودة مساومة غير مضمونة، ولا نعلم متى تعود الطائرات لتدمير المنازل فوق رؤوس ساكنيها، لذلك جلبت بعض الحاجيات من البلدة خلال الفترة الماضية، وعدت إلى بلدة كنصفرة بريف إدلب الشمالي حيث أقيم حاليا".
وقال عيسى جلول، الذي كان يدير مركزا للدفاع المدني ببلدة الهبيط، لـ"العربي الجديد"، إن "حالة من الخوف سائدة من تجدد الاستهداف، سواء للمدنيين أو العاملين في القطاع الإنساني، فعمليات استهداف فرق الدفاع المدني باتت مألوفة، وعلى المنظمات الإغاثية والإنسانية ومديريات الصحة تحمل مسؤولياتها تجاه الفرق الإنسانية وكوادرها، والدعوة لوقف استهدافها".