غارات مكثفة للتحالف جنوب الحديدة... ومواجهات مستمرة في التحيتا

28 يونيو 2018
تواصل المواجهات بالحديدة (فرانس برس)
+ الخط -


كثفت مقاتلات التحالف، اليوم الخميس، ضرباتها الجوية ضد أهداف مفترضة لجماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، بمحافظة الحديدة، غربي البلاد، بعد يوم من إعلان الحكومة اليمنية مطالبتها بانسحاب كامل للحوثيين من المدينة، وبالتزامن مع مواجهات.


وأفادت مصادر تابعة للحوثيين بأن مروحيات الأباتشي الهجومية أطلقت أكثر من 100 صاروخ، بالإضافة إلى شن 20 غارة جوية للمقاتلات الحربية ضد أهداف في مديرية التحيتا، منذ صباح اليوم، من دون تقديم معلومات حول آثار الضربات.

وجاءت الغارات في مديرية التحيتا بالتزامن مع مواجهات ضارية شهدتها المديرية، أمس الأربعاء، حيث أعلنت قوات الشرعية أنها تقدمت في العديد من المناطق بالمديرية بعد مواجهات مع الحوثيين.

ووزع التحالف منشورات للسكان في الحديدة تدعو "المواطنين" لعدم الذهاب إلى المدينة، إلا للضرورة القصوى، حفاظاً على سلامتهم.

وتعد التحيتا إحدى المديريات التي تمكنت قوات الشرعية من الوصول إلى شريطها الساحلي في وقتٍ سابقٍ، إلا أن الحوثيين، وفقاً لمصادر محلية تحدثت لـ"العربي الجديد"، استمروا بالسيطرة على أجزاء أخرى من المديرية، ونفذوا هجمات متعددة، في محاولة لقطع خطوط الإمداد عن قوات الشرعية التي باتت في المنطقة المحيطة بمطار الحديدة الدولي.

إلى ذلك، أفادت مصادر محلية وأخرى في الحكومة اليمنية، الخميس، بأن المسلحين الحوثيين أقدموا على اعتقال موظفين من برنامج الأغذية العالمي في مدينة الحديدة.

وذكرت المصادر أن مسلحين حوثيين على متن أطقم عسكرية اقتحموا مخازن تابعة لبرنامج الغذاء العالمي في منطقة "كيلو 7"، وقاموا باقتياد عامليْن إلى جهة مجهولة. ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق من قبل المنظمة الدولية أو من الحوثيين.

من جانبها، نقلت وكالة الأنباء اليمنية بنسختها التابعة للشرعية، عن وزير الإدارة المحلية ورئيس اللجنة العليا للإغاثة، عبدالرقيب فتح، اتهامه للحوثيين باقتحام مخازن المنظمة و"اختطاف" العاملين.

وقال الوزير اليمني، في تصريح صحافي، إن "مضايقة المنظمات العاملة الإغاثية التي تؤدي عملاً إنسانيا الشعب اليمني بأمس الحاجة إليه، عمل إرهابي بامتياز"، وإنه "يستوجب من المجتمع الدولي والمنظمات الأممية إدانة هذا العمل والوقوف بوجهه بكل قوة وحزم واتخاذ كل الطرق والوسائل الكفيلة بردع المليشيات عن التدخل في العمل الإنساني وعمل المنظمات الإغاثية".

من جانب آخر، أنهى المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، جولة التقى خلالها الرئيس اليمني والوفد الممثل لجماعة أنصار الله (الحوثيين)، في كلٍ من عدن ومسقط، في إطار الجهود الدولية الرامية إلى تفاهمات من شأنها تجنب المزيد من التصعيد العسكري في مدينة الحديدة، غربي البلاد.

وأكد غريفيث في بيان مقتضب على الحساب التابع لمكتبه على "تويتر"، أن المفاوضات مستمرة، وأنه عقد لقاءً مع الوفد الممثل لجماعة (الحوثيين)، في العاصمة العُمانية مسقط، بعد يوم من اللقاء الذي عقده مع الرئيس اليمني في عدن.

ووصف مبعوث الأمم المتحدة اجتماعه مع هادي بـ"البناء"، وقال إنه يأتي في إطار المساعي الرامية لإيجاد سبل لتحويل أزمة الحديدة إلى فرصة لاستئناف العملية السياسية في اليمن.
وأشار غريفيث إلى أنه يأمل "في تحويل الحُديدة إلى خطوة أولى نحو السلام في اليمن بدلاً من خطوة أخرى نحو الحرب".

وكان غريفيث قد وصل إلى عدن يوم الأربعاء، والتقى هادي، ونقل إليه عرضاً من الحوثيين بتسليم ميناء الحديدة للأمم المتحدة وفق شروط، وهو ما قابله الجانب الحكومي بالمطالبة بانسحاب مسلحي الجماعة من المدينة وكامل مناطق المحافظة.

وفي محافظة صعدة، شمالي البلاد، تواصل مقاتلات التحالف ضرباتها الجوية، حيث نفذت، الخميس، أربع غارات في منطقة احما بمديرية سحار، كما نفذت غارتين على أهداف بمنطقة الحجلة، بمديرية رازح الحدودية السعودية.



وأشارت مصادر تابعة للحوثيين إلى أن مناطق حدودية في مديريتي رازح ومنبه تعرضت لقصف مدفعي وصاروخي من الجانب السعودي، في ظل المواجهات والقصف المتبادل، من حين لآخر، بين مسلحي الجماعة والقوات السعودية وقوات يمنية موالية للشرعية (في بعض الأجزاء).