تنفّذ مقاتلات التحالف السعودي - الإماراتي، منذ فجر اليوم الجمعة، سلسلة غارات جوية عنيفة، استهدفت العاصمة اليمنية صنعاء، والحديدة الساحلية، أعلن خلالها "التحالف" أنه استهدف قاعدة جوية ومواقع صواريخ في مطار صنعاء، وذلك على وقع الأصوات الدولية المنادية بإنهاء الحرب اليمنية والعودة إلى طاولة المفاوضات.
قصف صنعاء
وأفاد سكان محليون لـ"العربي الجديد"، بأن المقاتلات الحربية حلّقت بكثافة في سماء صنعاء وقصفت أهدافاً متفرقة ومواقع عسكرية يسيطر عليها مسلحو جماعة "أنصار الله" (الحوثيين).
من جانبه، قال متحدث باسم التحالف لقناة الإخبارية التلفزيونية السعودية إن التحالف استهدف مطار صنعاء الدولي وقاعدة جوية في محيطه يستخدمها الحوثيون في شن هجمات بطائرات بدون طيار وصواريخ باليستية.
وقال العقيد تركي المالكي، المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن، حسب وكالة "رويترز"، إنه تم "استهداف مواقع عسكرية مشروعة بقاعدة الديلمي الجوية، وتدمير مواقع إطلاق الصواريخ الباليستية ومحطات أرضية للطائرات بدون طيار".
وأضاف أن حركة الطيران في مطار صنعاء مستمرة "ولا تأثير على حركة الطائرات الأممية والإغاثية".
وأشار إلى أنه من المقرر عقد مؤتمر صحافي بعد ظهر الجمعة لتقديم أدلة على استخدام الحوثيين المطار في شن هجمات.
من جانبها، أفادت قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين، بأن التحالف نفّذ أكثر من 30 غارة جوية، على أهداف في قاعدة الديلمي الجوية (المقر الرئيسي للقوات الجوية اليمنية) قرب مطار صنعاء الدولي.
ووفقاً لمصادر الحوثيين، فقد شملت ضربات "التحالف" 10 غارات ضد أهداف في مديرية همدان، وأربعاً أخرى في معسكر جربان بمديرية سنحان، جنوب العاصمة. ولم ترِد على الفور معلومات حول آثار الضربات.
اشتباكات وغارات في الحديدة
إلى ذلك، تشهد مدينة الحديدة، غربي اليمن، اشتباكات عنيفة، اليوم الجمعة، بين القوات اليمنية المدعومة من "التحالف" ومسلحي "أنصار الله"، بالتزامن مع غارات جوية لمقاتلات "التحالف"، استهدفت مواقع مفترضة للحوثيين.
وأفادت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، بأن الاشتباكات تجري منذ ساعات، على مختلف المحاور في المدخل الجنوبي والشرقي للحديدة، خصوصاً في منطقة "كيلو 10"، الواقعة على الطريق بين صنعاء والحديدة، وصولاً إلى أطراف منطقة "كيلو 16".
ووفقاً للمصادر، فإن المواجهات يستخدم فيها الطرفان مختلف الأسلحة، بالإضافة إلى مشاركة الطائرات الحربية ومروحيات الأباتشي بغارات ضد مواقع مفترضة للحوثيين، الذين أحرقوا إطارات السيارات المستعملة لحجب الرؤية.
وخلال الأيام الماضية، ارتفعت أسهم استئناف مسار المفاوضات السياسية لوقف حرب اليمن، مع الدخول القوي للولايات المتحدة والدول الأوروبية على خط الأزمة، مستفيدة من ضغوط أجواء ما بعد جريمة قتل جمال خاشقجي، إذ صدر ما يشبه الأمر من قبل كل من وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، وهو موجّه أساساً للسعودية والإمارات، بوقف الحرب في غضون 30 يوماً.