نشر موقع "بلومبيرغ" الأميركي تقريراً خاصاً، أمس الثلاثاء، كشف فيه تفاصيل جديدة عن هجوم الأسبوع الماضي، الذي قالت القوات الأميركية إنه كان على قاعدة عسكرية في محافظة دير الزور، شرق سورية، مبيناً أن الأميركيين قتلوا عدداً من المرتزقة الروس، فيما نفى الكرملين هذه المعلومات.
وكشف الموقع الأميركي أن حوالى 200 مرتزِق، معظمهم من الروس ماتوا في العملية الفاشلة على القاعدة الأميركية في منطقة دير الزور القريبة من حقول النفط الغنية التي يسيطر عليها المقاتلون الأكراد الذين تدعمهم الولايات المتحدة.
وبحسب الموقع، فإن الهجوم الروسي ربما كان من دون ترتيب أو معرفة من القيادة الروسية.
في المقابل، أكد الجيش الروسي أن "لا معرفة أو علاقة له بالهجوم على القاعدة الأميركية"، وقبلت وزارة الدفاع الأميركية تصريحاتهم. ووصف وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس الأمر بـ"المحير".
وأكد ماتيس، في حديثه للصحافيين في أوروبا، أنه أحيط علماً بهذه التقارير الإعلامية، غير أنه استدرك بالقول "لا أستطيع أن أفيدكم بأي شيء حيال ذلك، فنحن لم نتلق أي شيء بشأن الأمر في القيادة المركزية أو البنتاغون (وزارة الدفاع)"، بحسب "رويترز".
وقال المتحدث باسم القوات الأميركية، الجنرال توماس فيل، إنّ "قوات التحالف كانت على اتصال مستمر مع النظراء الروس قبل وأثناء وبعد الهجوم الذي أحبط ولم يكن له داع".
وبدأ الهجوم على بُعد 8 كيلومترات من خط خفض التوتر شرقي نهر الفرات في السابع من شباط/فبراير. وقال فيل إن المهاجمين استخدموا الدبابات والمدفعية وراجمات صواريخ متعددة. وقال إن العربات التي رجعت نحو الغرب لم يتم استهدافها.
ووفقاً لموقع "بلومبيرغ" فإن حصيلة القتلى هي خمسة أضعاف خسائر الروس منذ تدخلهم العسكري في سورية عام 2015. ويتزايد حسب قائد مرتزِق، الذي قال في مكالمة هاتفية إن عدداً من مقاتليه يتلقون العلاج في مستشفى عسكري في سانت بطرسبرغ وموسكو.
وبحسب مدير منظمة مرتبطة بالكرملين وتعمل على تقوية العلاقات مع الانفصاليين الأوكرانيين، ألكسندر لونوف، فهناك عدد كبير من الروس الذين قُتلوا أو جرحوا في الهجوم كانوا من المحاربين السابقين على الجبهة الأوكرانية. ولا يعرف من يقوم بدفع رواتب المقاتلين إلى جانب رئيس النظام بشار الأسد.
ولفت الموقع إلى أن هناك مصفاة نفط مهمة في دير الزور مولت عمليات تنظيم "داعش"، ويريد نظام الأسد استخدامها في عمليات إعادة إعمار سورية، وذلك بحسب المحلل في شؤون الشرق الأوسط في مجلس الشؤون الدولية في موسكو يوري بارمين.
وأشار بيان وزارة الدفاع الروسية للمصفاة في دير الزور حيث اتهمت الولايات المتحدة باستخدام وجودها غير الشرعي في سورية "للسيطرة على الثروات الاقتصادية"، بحسب "فرانس برس".
ونقل الموقع عن النائب والدبلوماسي السابق ويعمل حالياً محللاً سياسياً في موسكو، فلاديمير فرولوف، إن الهجوم يمثل أول اشتباك بين القوتين منذ حرب فيتنام.
وقال: "هذه فضيحة كبرى وسبب لأزمة دولية حادة" و"لكن روسيا ستتظاهر وكأن شيئاً لم يحدث".
ورفض المتحدث باسم الرئيس فلاديمير بوتين، ديمتري بيسكوي التعليق على التقارير قائلاً إن الحكومة تتابع الأرقام والبيانات المتعلقة بالقوات المسلحة.
(العربي الجديد)